Sunday, June 24, 2012

الدعائم «اليهودية» للاقتصاد «الإسرائيلى» - محمد السماك - بوابة الشروق

الدعائم «اليهودية» للاقتصاد «الإسرائيلى» - محمد السماك - بوابة الشروق

نشر فى يوم الأحد 24 يونيو 2012 - 8:45 ص
آخر تحديث يوم الأحد 24 يونيو 2012 - 8:45 ص ا بتوقيت القاهرة
يعتمد الاقتصاد الاسرائيلى على عاملين مباشرين؛ العامل الأول هو هجرة اليهود إلى اسرائيل. والعامل الثانى هو الانتشار اليهودى فى العالم.

●●●

يحمل المهاجرون اليهود إلى اسرائيل علوما وخبرات، اضافة إلى رءوس أموال تضخ فى تطوير الاقتصاد الاسرائيلى ودفعه إلى الأمام. ويفد معظم هؤلاء المهاجرين من دول متقدمة علميا ومتطورة صناعيا. وعلى سبيل المثال، فإنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتى، هاجر إلى اسرائيل نحو مليون يهودى روسى. كان من بينهم علماء وأطباء ورجال مال وأعمال وفـّروا قوة دفع قوية للاقتصاد الاسرائيلى.

ثم ان القانون الاسرائيلى الذى يعتبر كل يهودى فى العالم مواطنا بمجرد ان تطأ قدماه أرض اسرائيل، يمنح الملاذ الآمن لرجال الاعمال اليهود الذين يواجهون مشاكل وصعوبات فى دولهم الأصلية. فيهاجرون إلى اسرائيل حاملين معهم أموالهم وعلاقاتهم الدولية وخبراتهم. ثم ان كثيرا من رجال الاعمال اليهود فى أوروبا والولايات المتحدة الذين يتمتعون بازدواج الجنسية، يضعون رِجْلا فى اسرائيل ورِجْلا فى دولهم الوطنية الأخرى، مما يوفر مصدر اغناء للاقتصاد الاسرائيلى.

اما يهود الدياسبورا والذين لا يزيد عددهم كثيرا على عدد يهود اسرائيل، فإن انتشارهم فى العالم (وخاصة فى العالم الغربى: الولايات المتحدة ــ كندا ــ روسيا ــ الاتحاد الأوروبى وبعض دول أمريكا اللاتينية) يشكل رأس جسر للعلاقات الاسرائيلية مع هذه الدول. وهم يلعبون دور المروّج للانتاج الاسرائيلى، ودور المشجع للاستثمار فى اسرائيل، اضافة إلى الادوار السياسية والاعلامية العديدة الأخرى. ولذلك فبقدر ما تشجع اسرائيل اليهود على الهجرة إليها، فإنها تشجع فى الوقت ذاته على التواصل الدائم مع اليهود المنتشرين فى العالم (الدياسبورا).

●●●

يحتاج الاقتصاد الاسرائيلى، كأى اقتصاد آخر، إلى التوظيفات المالية والى الخبرات الفنية للانتاج، كما يحتاج إلى الأسواق لتصريف هذا الانتاج. ولأن القدرة الاستهلاكية الاسرائيلية محدودة، اذ ان عدد سكان اسرائيل لا يزيد على سبعة ملايين ونصف المليون، فإن اسرائيل تبحث دائما عن أسواق فيما وراء البحار.

كان للرئيس الاسرائيلى الحالى شيمون بيريز نظرية للتسوية السياسية فى الشرق الأوسط تقوم على أساس يوفق بين التقدم التقنى الاسرائيلى والوفرة المالية العربية (من عائدات النفط)؛ أو على اساس ما سماه التكامل بين «الانتاج الاسرائيلى» و«الاستهلاك العربى». ولكن فشل كل المشاريع السياسية للتسوية حتى الآن، أسقط هذه النظرية. ومع استمرار المقاطعة العربية لاسرائيل، كان لابد من التوجه إلى الاسواق البعيدة. ومن هنا برز دور الجاليات اليهودية فى العالم للترويج للانتاج الاسرائيلى من جهة، ولتشجيع الاستثمار فى المشاريع الصناعية الاسرائيلى من جهة ثانية.

وتحتل اسرائيل المرتبة الأولى فى العالم من حيث نسبة الاستثمارات الخارجية إلى عدد سكانها. ففى الولايات المتحدة مثلا التى تشجع كثيرا على الاستثمار، تبلغ حصة الفرد الواحد من هذه الاستثمارات 75 دولارا. أما حصة الفرد الواحد فى اسرائيل فتصل إلى 170 دولارا. ويعود الفضل فى ذلك إلى دور يهود الدياسبورا وإلى التزامهم باسرائيل وبمشاريعها الانمائية. وهو التزام يأخذ طابعا دينيا وليس وطنيا فقط.

وهذا ما يفسر اتخاذ عدد من الشركات العالمية من اسرائيل مقرا لها، مما يوفر عشرات الآلاف من فرص العمل.

وبالمقارنة مع هذا الواقع، فإن ثمة سؤالا يفرض نفسه حول علاقة المهاجرين العرب بدولهم الأم. وعلى سبيل المثال، فإن أغنى رجل فى العالم (استنادا إلى دراسة مجلة فوربس) هو مكسيكى يتحدر من أصول لبنانية. ولكنه لا يستثمر فى لبنان قرشا واحدا. ويقدر عدد المغتربين اللبنانيين فى العالم بثلاثة أضعاف سكان لبنان البالغ عددهم أربعة ملايين، الا ان هؤلاء يعانون انقطاع التواصل مع وطنهم الأم، فكيف بمساعدته على التطوير والنهوض؟ علما بأن لبنان ينوء تحت عبء من الديون تزيد الآن على الخمسين مليار دولار.

●●●

وما يقال عن المغتربين اللبنانيين يقال عن المغتربين السوريين والمصريين ايضا. وحدهم المغتربون المغاربيون (من المغرب والجزائر وتونس) يتواصلون مع دولهم الأم التى تحرص على ادارة شئونهم العائلية والدينية فى بلاد الاغتراب، مما يشجعهم على التواصل، ومن ثم على الاستثمار فى مشاريع اقتصادية واجتماعية فى أوطانهم. ومما يساعد على ذلك ربما، قصر المسافة بين شمال افريقيا وأوروبا الغربية. فيما يذهب الاغتراب اللبنانى والسورى إلى أقاصى المعمورة فى استراليا والبرازيل والارجنتين.

تحاول الدولة اللبنانية مد جسور جديدة مع ملايين المغتربين من خلال قوننة حقهم فى المشاركة فى الانتخابات البرلمانية والبلدية عن طريق السفارات والقنصليات اللبنانية المنتشرة فى العالم. كما تحاول تشجيعهم على الاستثمار فى مشاريع زراعية وصناعية منتجة، الا ان التجاوب محدود جدا. وهو يكاد ينحصر فى الاستثمار فى العقارات ليس الا. وهو الاستثمار المفضل لدى اللبنانيين العاملين فى دول مجلس التعاون.

وبالمقارنة أيضا، فإن اسرائيل تستقدم العلماء والفنيين ورجال المال والأعمال من اليهود وتشجيعهم على العمل فيها ولحسابها، اما لبنان فإنه يصدر مثل هذه الكفاءات إلى الخارج لعدم قدرة اقتصاده الضعيف على استيعابهم. كذلك فإن اسرائيل توظف يهود العالم ليلعبوا دور «رجل العلاقات العامة» سياسيا وماليا واقتصاديا واعلاميا، اما لبنان فإنه يهدر الثروة البشرية الضخمة والنافذة المنتشرة فى شتى أصقاع العالم. وباستثناء القطاع المصرفى فإن لبنان يكاد يخلو من أى مؤسسة وطنية اقتصادية كبرى، اما فى اسرائيل فإن شركة واحدة مثلا، «تيفا» للتقنيات، تتمتع برأسمال قدره 43 مليار دولار!.

●●●

هناك عدة حوافز تشجع اسرائيل على استثمار الهجرة اليهودية اليها، والانتشار اليهودى فى العالم. هذه الحوافز هى الصراع، بل العداء مع العالم العربى. وقد أدى هذا الحافز إلى البحث عن أسواق فى العالم؛ كما ادى إلى تطوير الصناعات العسكرية وصناعة الالكترونيات المتخصصة فى التنصت والمراقبة. وأصبحت الصادرات الاسرائيلية من هذه الأجهزة تحتل المركز الأول فى حجم وقيمة صادراتها.

ومن هذه الحوافز أيضا، شح المياه فى اسرائيل. مما شجع العلماء اليهود المستقدمين من الدول المختلفة على تطوير اسلوب «الرى المقنن»، وبالتالى الاستثمار الزراعى حتى فى الأراضى الصحراوية؛ ويبيع الاسرائيليون التقنية التى طوروها بأعلى الأسعار ماديا وقبل ذلك سياسيا، وخاصة فى بعض الدول الافريقية!!

يقال «ان الحاجة أم الاختراع»، وحاجة اسرائيل إلى الأمن مكّنها من اختراعات آلات قتل حديثة. وحاجتها إلى الأسواق علّمتها كيف تستثمر الانتشار اليهودى فى العالم لفتح أسواق الدول التى يقيمون فيها أمام الانتاج الاسرائيلى؛ وحاجتها إلى المال لتطوير مشاريعها الصناعية ــ الالكترونية الحديثة مكّنتها من استقطاب العلماء اليهود ومن استدراج رءوس أموالهم وأموال شركائهم للاستثمار فى الاقتصاد الاسرائيلى؛ وحاجتها إلى المياه مكّنتها من ابتداع أساليب جديدة للرى.

●●●

ولكن اسرائيل «المدنية» بدأت تتحول إلى اسرائيل «الدينية»، حيث الغلبة والسيطرة فيها للمتدينين المتشددين الذين يُعرفون باسم الحريديم. وهؤلاء لا يعملون. فالحكومة الاسرائيلية تدفع لهم رواتب مالية مقابل دراسة التوراة فقط لا غير. وهم يقضون كل أوقاتهم فى الدراسة والإنجاب. وفى الوقت الحاضر يشكل هؤلاء خمسين بالمائة من نسبة اليد العاملة ــ أو التى يفترض أن تكون عاملة. وكانوا فى عام 1960 يشكلون 15 بالمائة فقط. ومن المقدر أن ترتفع نسبتهم فى عام 2050 إلى ما يزيد على 78 بالمائة من القوة العاملة (التى لا تعمل)!!

معظم المستوطنين من هؤلاء. ذلك ان عائلاتهم تتضخم باستمرار (بين عشرة واثنى عشر فردا فى الأسرة الواحدة)، ولذلك يبادرون إلى توسيع منازلهم أو إلى الحصول على منازل جديدة بمصادرة أراضى الفلسطينيين وبيوتهم على النحو الذى يجرى فى القدس ونابلس تحديدا.

ومع تنامى قوة الحريديم وتأثيرهم على القرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى الاسرائيلى، هل يستمر تدفق المهاجرين من العلماء وأصحاب رءوس الأموال؟ وهل يستمر تفانى يهود الخارج فى خدمة يهود الداخل؟.

Friday, June 15, 2012

ويل للمخلوعين


ناديف إيل: ويل للمخلوعين
مقال منشور في جريدة معاريف الإٍسرائيلية بتاريخ  3/ 6/ 2012
رابط المقال:



في هذا المقال يدافع الكاتب الإسرائيلي عن نظام "حسني مبارك" المخلوع رغم مساوئه، ويعتبره أفضل كثيرا من أنظمة أخرى في الشرق الأوسط، فمصر تحت حكمه أكثر انفتاحا من دول أخرى في المنطقة، وبسقوطه هو وغيره من الأنظمة العربية بعد قيام ثورات الربيع العربي ظهرت على السطح أنظمة أخرى أكثر تشددا.


يبدأ التاريخ القصير للثورات في العالم العربي في إثبات العلاقة المصيرية بين وحشية المخلوعين وبين بؤس نهايتهم.
ظل على قيد الحياة من استطاع الهرب في وقت ما، أو امتنع عن استخدام القوة المفرطة في قمع المظاهرات، كـ"ابن علي" في تونس على سبيل المثال، أما طاغية حقيقي كـ"القذافي"؛ تعهد بحرق ليبيا بأهلها، وحاول ذلك بالفعل؛ فقد تلقى حكم "لينتش"([1]) بالصوت والصورة، وبين هذا وذاك "حسني مبارك" الذي وقع في مركز أفضل في الوسط، حُكم بالسجن المؤبد وليس بالموت، وبراءة لابنيه "جمال" و"علاء".
يبدو هذا عقابا كافيا بالنسبة للوحشية المُقننة والحذرة التي أظهرها في قمع المظاهرات، فالثورات أمر جذاب، حيث تختلف في ملابساتها، وتتشابه في نهجها، منذ عصر الإرهاب خلال الثورة الفرنسية وحتى إصدار الحكم على "مبارك" في القاهرة؛ يبدو القضاء أداة تطهير للمجتمع من بقايا النظام القديم، ووفقا لآليات القضاء خلال الثورة يكون العدل غريبا تماما، في الثورات؛ المبدأ بسيط: ويل للمخلوعين.

على سبيل الخطأ يقرر البعض أن بداية عصر الثورة الحالية في تونس، في حين بدأت ثورات العالم العربي في مكان آخر تماما، بل قبل ذلك بسنوات، فقد بدأ المشهد السياسي والإدراكي للشرق الأوسط في التغير مع صورة الإعدام المهين لـ"صدام حسين" على يد حكومة تابعي الولايات المتحدة.
منحت عملية الإعدام هذه تصريحا لواشنطن، فتخلى البيت الأبيض تماما عن بسط حمايته لمبارك المستضعف؛ وكان محرِكا لحلف الناتو كي يدعم الثوار في مواجهة "القذافي"، وهو ما أدى لانتصارهم عليه، وكذلك يقوم الآن بإحباط الثورة في البحرين، لأنها لا تخدم أهدافه.
لا؛ لم يُوَجه الأمريكيون عصر الثورة، فعلى ما يبدو أن "أوباما" كان يفضل أن يُجنِب نفسه كل هذه الأحداث مقابل نفط رخيص بعشرة دولارات للبرميل، لكن الأمريكيين استُغِلوا بالخير والشر كمحفزين ومُحركين لهذه التطورات.
فقد أرادوا - خاصة إدارة "بوش" - عالما جديدا، ديمقراطيا ومُنتخبا، عالم فيه حكام يقدمون تقارير حول السلطة الاستبدادية، والآن تحصل الولايات المتحدة على ما أرادته، تحصد ما زرعه جورج "بوش"، ويتضح للأسف الشديد أن هذا يتضمن السلفيين والإخوان المسلمين، وعلى نطاق واسع.
سيحاكم التاريخ "حسني مبارك"، وهناك شك أنه سيتشدد معه كما فعلت الثورة، عن طريق المحكمة المصرية، رسولها الحالي، حقا لقد تجاهل مبارك المطالبات الغربية المتكررة قبل الثورة بإجراء إصلاحات وتعزيز المجتمع المدني، وانتهجت أجهزة استخباراته بلا شك وحشية فظيعة في قمعها للثورة حينما كانت في مهدها، لكن الواقع الإقليمي يؤكد أنه في المنطقة الواقعة ما بين البحر المتوسط وبين كابول في أفغانستان هناك دول قليلة منفتحة نسبيا مثل مصر "مبارك".
كانت مصر ومازالت دولة فقيرة وكبيرة، يتزايد سكانها بمعدل هائل، وقد نجح "مبارك" في قيادتها لتصل إلى مركز قوة إقليمية مستقرة، وفي المقابل؛ أسس نظاما لم يستطع أو لم يرض أن يديره بوحشية سورية دمشقية تجاه سكانه حينما ثاروا، هذا ربما يكون سبب سقوطه، وأيضا يكون مبررا لمدح نظامه بشدة.





[1] - نسبة إلى  "تشارلز لينتش" الذي حكم ولاية ميسيسيبي الأمريكية في الفترة من1836 إلى 1838م، وأباح قتل الزنوج دون محاكمة.

Thursday, June 14, 2012

تجييش قوات الأمن أمام المحكمة رسالة مشوهة للبسطاء والكنب أن الثوار والإخوان سيثيرون العنف والقلاقل لرفضهم أحكام القضاء والديمقراطية ورغبتهم في الاستحواذ على حساب مصلحة البلد واستقرارها...
دولة أمنية تعمل بكل قواتها لحساب مُرشح قذر مُصاب بلوثة عقلية ورغبة انتقامية دون أن تظهر عليه أدنى إمارات الفكر أو العقل أو الفطنة أو حتى القدرة على إدارة كشك سجائر، وفي نفس الوقت نسمح لهم بإقناع المواطن البسيط بأنهم على حق حينما نحتشد أمام المحكمة، حينما يخرج علينا المرشح الآخر يوميا بكل أنواع السفسطة والهلوثة والغباء التصريحاتي والغلو الديني والكاريزما المفقودة والتنظيم الطامع والتدين الزائف والمرض الظاهر، حينما يثبت من وصلوا إلى البرلمان أنهم جسدوا أسوأ ما في الثورة من قيم وإفرازات. لا تلُم من انتخب شفيق من المواطنين البسطاء العاديين في الشوارع، ربما تصب لعناتك على النخب والمثقفين والمدركين لتاريخه الأسود وقدراته المنعدمة إلا على القهر والإرهاب والفساد والإفساد، قبل ان تلوم مواطنا يريد لقمة عيشه في أمان له ولعائلته ؛ صب لعناتك على تنظيم استحوذ على مقدرات الوطن مدعيا خبرته وحنكته وتدينه وكفاءته، في حين لم نر منه سوى الغباء والطمع وخيانة الثورة والصفقات المشبوهة مع العسكر الكاذبين، تنظيم يقف الآن - وهو المتفاخر بخبرة 82 عاما - موقف المدافع عن نفسه، لا يستطيع التملص من اتهامات النظام، لا يستطيع حشد المواطنين حوله، لا يستطيع إخفاء انتهازيته وتعجله قطف الثمار. صب لعناتك على ثوار اتحدوا في 18 يوما فقط وتفرقوا بعدها حتى اختلفوا فتضادوا فتنافسوا فضعفوا، صب لعناتك على أحزاب لا تسعى إلا لمقاعد برلمانية وحصانة، صب لعناتك على متدينين مزيفين،ليبراليين ديكتاتوريين، ساسة فاسدين، نخبة جاهلة. ولاترفع إصبعا لمواطن بسيط لم تسنح له الفرصة ليتعلم أو يرتقي بحياته وحياة عائلته، لا تنعته بالجاهل المتخلف الأحمق، فقد تآمرت عليه أنظمة سياسية متعاقبة لتجعله دائما مغيبا محنيا.

Tuesday, June 12, 2012

آه يا ولاد الكلب.

طيب أنا مقتنع إن النايب المتنيل كان بيقل أدبه، وإنه كداب، ومش هو بس إللي بيعمل كده في الجروب المتأسلم في البرلمان والشارع، وزي ما فيه كده في الجانب ده حتلاقي أكثر من كده في أحزاب وتكتلات تانية، يعني المصريين الأحرار مثلا حتلاقي فيه فاسدين وحرامية كثير، لأن بكل بساطة الأحزاب دي كلها اتعملت على استعجال، وكله كان بيلم ناس وخلاص عشان يقش البرلمان وبعديه التأسيسية، يا عزيزي كلهم ولاد هرمة.
وحتلاقي واحد فلوطة على رأي الفلوطة يقول لك دي مكيدة عشان الإسلاميين، قال يعين هما إسلاميين بجد، وبعدين إشمعنا بتبقى مكيدة لما واحد فيهم يقع، وتبقى عدالة لما يقع شباب 6 إبريل ولا حد من المتظاهرين الثوار؟
وفي هذا السياق أتقدم بخالص الشكر والعرفان لقوات الشرطة وفريق النيابة، إللي قاموا وكأنهم في ثورة مسكوا الراجل وصوروره وعملوا له محضر، وباعتين يرفعوا عنه الحصانة، ومسكوا البت ، وحبسوها، وحيختبروا صوتها، شغل مية مية وحاجة تشرف الأجهزة الأمنية والقضائية، بس يا ولاد القحابي هي الهمة دي ما جتش ليه لما الناس ماتت؟، لما الناس اتسحلت واتعرت واتعذبت وانضربت واتخطفت، لما سينا بقت بلد منفصلة، لما العيال إللي زي الورد اتقتلوا في الاستاد، لما الناس قفلت قنا عشان مش عايزين محافظ مسيحي، ولما قطاع الطرق حاصروا الوادي الجديد وعملوا حرب عليها، لما الكنايس في إمبابة وأطفيح اتهاجمت، لما المولوتوف بقى سلاح الصبية والعيال السيس، لما البلد اتحرقت واحدة واحدة، لما السولار والبنزين اختفى لما البُنا على الأراضي الزراعية اشتغل لحد ما خلصت المساحة الخضرا، لما ابن الواطية عكاشة والشرموطة بتاعته بيهيسوا ويشتموا ليل ونهار، لما بلطجية شفيق الكلب ضربوا على الناس النار في الشارع، لما بلطجية عمرو موسى خدوا فلوس عشان التوكيلات، الهمة دي ليه ما شفناهاش ولا حسينا بيها لما الشعب كله اتنفخ واتعذب من نظام مبارك إللي لسه ما خلصناش منه.
منعول أبو الأحزاب على المتأسلمين  على النواب على البرلمان على التكتلات السياسية على الشرطة والنيابة والقضاء على المرشحين السابقين والحاليين على النخبة على الإعلاميين على المجلس العسكري على الحكومة.

Monday, June 11, 2012

وأد المرأة المصرية

http://www.noreed.com/InformationCenterDetails.aspx?InformationCenterDetails=587&&TopMenu1=4&&InformationCenterMain=4

حقوق المرأة







        يمكنني أن أستهل المقال بمقدمة تقليدية مستهلكة على شاكلة:
تلعب المرأة دوراً هاما ً في المجتمع، فهي نصف الحاضر وكل المستقبل، وللمرأة أهمية خاصة في المجتمع المصري، خاصة مع زيادة نسبتها الديموجرافية، وعلي صعيد العمل السياسي، كانت المرأة محاربة منذ نشأة التاريخ لإثبات ذاتها سياسيا، ويعتبر المجال السياسي أحد أهم المجالات التي حظيت بالاهتمام في تاريخ النضال النسائي من أجل إثبات الذات. المرأة نصف المجتمع، هي الأم والأخت والزوجة والابنة، ...إلخ

        هذا نموذج للكلام الممجوج الذي يُكتب ويُقال عن المرأة المصرية، ولكن الواقع يرسم صورة أكثر سوداوية وأكبر تهميشا للمرأة المصرية المكافحة المناضلة المُربية الثورية.

        حلمنا بالكثير لمصر بعد الثورة، ومن بين أحلامنا كان النهوض بالمرأة المصرية، والإيمان بقدراتها على مساعدة الرجل في استكمال المسيرة، ومؤازرتها في البحث عن حقوقها، التي تصب في صالح المجتمع، غير أننا ربما تمادينا في الحلم.

        فبعد أكثر من عام ونصف على قيام الثورة؛أصبحت المرأة المصرية كالغزال المُطارد في البرية، رغم كل الدلائل والإحصاءات التي تشير إلى كثافة تصويت النساء في الانتخابات البرلمانية، والتي تخطت نسبة تصويت الرجال؛ فلم تزد نسبة تمثيل المرأة في البرلمان عن 2% ، ولا أتوقع أن يكون تمثيلها في تأسيسية الدستور منصفا، وليس الذنب ذنب الأحزاب الدينية المتشددة وحدها، والتي تهمش دور المرأة، بل وتُحَقّره، بل تتحمل الأحزاب والتكتلات السياسية الأخرى نفس الذنب والمسئولية، فلم نجد امرأة على رأس أية قائمة انتخابية، بل تذيلت القوائم، ولولا أن قانون الانتخابات قد نص على وجود المرأة في القوائم لما وجدنا لها أثرا، فالحياة السياسية في مصر قائمة على إحساس ذكوري مُتعصب، يصور الرجل على أنه الأقدر والأكفأ والأكثر دراية بالممارسات السياسية.

        تخيل البعض بعد ثورة 25 يناير أننا سنكتفي من هذا الهراء المُسمى "المجلس القومي للمرأة" باعتبار أن حقوق المرأة لم تعد بحاجة لمجلس، وإنما أصبحت من البديهيات، غير أن الحال يبدو أسوأ مما كان عليه، فالمرأة يتم تعريتها وسحلها وكشف عذريتها وهتك عِرضها وهي تدافع عن الثورة والوطن، ثم يُقال لها "إيه إللي وداكي هناك"، تضحي بأبنائها لتصبح أما ثكلى، وأرملة، وأختا حزينة لمقتل أخيها، فيخرج القاتل بريئا مُعافى من كل إثم وذنب، تبحث عن حقوقها الزوجية، وكرامتها الإنسانية؛ فتجد الرد بتوجهات نحو تشريع الختان وإلغاء الخلع، تنادي بتجريم ومنع التحرش فيتم التحرش الجماعي بها.

        لأول مرة تقريبا منذ 1919 تشارك المرأة بشكل عملي وملموس في الكفاح السياسي من أجل الوطن، متظاهرة، ثائرة، مُعتصمة، طبيبة ميدانية، ممرضة، مُفكرة، أم متضرعة، زوجة مُشجعة، وفي المقابل تجد التهميش والتجاهل والاحتقار والتغييب والحط من الكرامة.

        هذه الجرائم التي تُرتكب في حق المرأة المصرية لا تعبر فقط عن انحياز الناخب للرجل، أو تخلف وجهالة قطاع من الشعب، بل تعبر في الأساس عن أزمة حقيقية في الفكر والتوجه لدى كثير من الأطراف السياسية والاجتماعية والفكرية التي تقود المجتمع، سواء المتشددة أو المعتدلة، الدينية أو المدنية، المسلمة أو المسيحية، فالكل مسئول عن هذا الوضع المهين للمرأة، المشين للثورة، المُحقر لوطن قام على أكتاف النساء قبل الرجال.

        ما يُرتَكب في حق المرأة المصرية الآن ، وما جرى بحقها سابقا؛ إنما يقطع أوصال الوطن، وينبئ بمستقبل قاتم، فما نهضت أمة اعتبرت المرأة عضوا ناقصا، أو عقلا بائسا، أو فرجا باعثا على الشهوة الحرام.

Saturday, June 09, 2012

من جهة أخرى: أبو الهول في خطر

من جهة أخرى: أبو الهول في خطر

رؤية كاتب من عرب الداخل لما يجري في مصر

ليس من السّهل الوقوف علنًا ضدّ هذه الثقافة وضدّ هذه التيّارات الجارفة، ولكنّي أرى أنّ هذا الوقوف ضدّ التيّار العنيف هو ما ينفع النّاس ويمكث في الأرض في نهاية المطاف.


سلمان مصالحة || أبو الهول في خطر

أوّلاً: ممّا لا شكّ فيه

أنّ الدولة العربية الكبرى التي درج أهلها على تسميتها بـ”أمّ الدنيا“ تمرّ الآن في مرحلة حرجة. فمن جهة يشهد هذا البلد العربي الكبير مخاضًا فريدًا من نوعه، ويمرّ بتجربة فريدة لم يشهد مثيلاً لها في تاريخه منذ أزمان طويلة طويلة.

في البداية، ورغم المشاكل العويصة العالقة التي يواجهها هذا البلد منذ عقود طويلة، لا يسعنا إلاّ أنّ نُحيّي أهل هذا البلد على سير العملية لانتخابية. في الحقيقة تفجّرت الانتفاضة المصرية ضدّ طبيعة الحكم التي سادت في هذا البلد منذ انقلاب يوليو 1952، الذي سُمّي خطأ ثورة. فلقد بدأ ذلك الانقلاب عهدًا جديدًا، ولكنّه كان على غرار الملكية السالفة، متمثّلاً في تأبيد الرئيس الواحد الأحد على هرم السلطة دون أيّ إمكانية للاختيار بين عدّة مرشّحين. وهكذا شكّل ذلك الانقلاب ”أسوة سيئة“ لسائر الأقطار العربيّة، الـ ”ميد إن سايكس-پيكو“.

تجدر الإشارة إلى أنّه ورغم الشعارات الثورية والاشتراكية والعروبية التي دغدغت العواطف وجيّشتها جاعلة منها طوال عقود طويلة كواتم عقول على رؤوس الأجيال العربية، وهي ذات الشعارات التي تسيّدت المشهد السياسي المصري منذ يوليو 52 ذاك، فإنّ المصريّين هؤلاء لم يذوقوا في الواقع حياة ديمقراطية حقيقية في يوم من الأيّام.

والآن، وبعد طول انتظار
ليس فقط أنّهم هبّوا وأجبروا الرئيس على الرّحيل، بل وصلوا إلى وضع ينتخبون فيه مرشّحًا للرئاسة من بين عدد لا بأس به من المرشّحين. بل، وأكثر من ذلك، فها هم يُقدّمون الرئيس السابق إلى محاكمة.

مهما قيل ويُقال عن هذه المحاكمة، فهي على الأقلّ تُحسب لصالح النّظام القضائي المصري، وللمصريّين على العموم. صحيح أنّ محاكمة من هذا الحجم ومن هذا النّوع لا يمكن أن تكتمل بهذه السرعة، إذ أنّ محاكمات من هذا النّوع، لو أريد لها أن تتأسّس على الأصول القضائية التي من المفروض أن تكون في جوهر العدل، فإنّّها ستستغرق أعوامًا. إذ، هنالك حاجة إلى عرض كلّ شيء على هيئة القضاة، بإرفاق الشهادات والبيّنات جميعها. وهذا لا يمكن أن يُستكمل خلال شهور معدودة.

على أيّ حال،
لا أستطيع أن أفهم كلّ هؤلاء الدّاعين إلى تنفيذ حكم الإعدام. وحول هذه المسألة يجب التمييز بين الدعوات الشعبية بهذا الخصوص، وبين الدعوات التي تأتي من صنف بعض الكتّاب العرب. إذ أنّ الثورة الحقيقيّة في نظري هي التي تحاول أن تضع حدًّا لثقافة الإعدامات أصلاً. لأنّ من ينشد الوصول إلى حالة مدنيّة متقدّمة، وإلى دولة مدنيّة معاصرة، يجب أن يقطع الحبل الذي يصله بثقافة عنيفة من هذا النّوع، الذي يشكّل الإعدام في الساحات العامّة أكبر مثال عليها.

ليس من السّهل الوقوف علنًا ضدّ هذه الثقافة وضدّ هذه التيّارات الجارفة، ولكنّي أرى أنّ هذا الوقوف ضدّ التيّار العنيف هو ما ينفع النّاس ويمكث في الأرض في نهاية المطاف.

مصر أدرى بشعبها وبشعابها
وعلى الرّغم ما قد يُقال عن طبيعة النّظام المصري الآفل، غير أنّه وبالمقارنة مع سائر الأنظمة العربية فقد كان يشتمل على هامش من الحرية التي تفتقر لها سائر الأنظمة العربية، باستثناء النّظام اللبناني الذي انبنى أصلاً على مقياس مسطرة طائفيّة ويعمل بموجب توازنات طائفيّة متجذّرة فيه منذ تأسيسه.

ولأنّ مصر أدرى بشعبها وشعابها، فقد أفرزت الانتخابات الرئاسية مرشّحين للانتخابات المعادة. وهكذا وجدت أهل مصر أنفسهم الآن على مفترق طرق. لا أدري كيف سيتعامل المصريّون مع هذه الحال الآن. ولكن، لا بدّ من الإشارة إلى في هذا المأزق إلى ما قد يأتي به المستقبل من مخاطر على هذا الشعب.

أبو الهول في خطر:
في ثمانينيات القرن المنصرم زرت مصر مرّتين للسياحة وللتعرّف على أجوائها. لقد جلت في القاهرة وزرت الاقصر وأسوان وغير مكان في أرض الكنانة، ولا زلت للآن أتذكّر طيبة قلب المصريّين رغم شظف العيش ورغم الحياة الصعبة والرّكض وراء لقمة العيش.

وبهذا الصدد، ما من شكّ في أنّ المصريّين يعرفون أنّ نسبة عالية من الاقتصاد الوطني المصري تعود إلى السياحة العالمية في هذا البلد الغنيّ بالآثار والحضارة الفرعونية القديمة، القبطية ثمّ الإسلامية وصولاً إلى يومنا هذا. فالسياحة هي مرفق هام في تأمين لقمة العيش.

ولمّا كانت هذه هي الحال المصريّة، فإنّ سيطرة الإخوان المسلمين على مقاليد السلطة ستشكّل خطرًا داهمًا على هذا المرفق المركزي في الاقتصاد المصري. إذ يعلم الجميع أنّ السياحة تزدهر في الدول المستقرّة، وفي الدول المستقرّة والمنفتحة على العالم الواسع، والتي تحافظ على حريّات الأفراد في المعتقد، وفي الملبس والمشرب وكلّ ما تحمله الحريّة الفرديّة ضمن القوانين المدنية من المعاني النبيلة.

إنّ استحواذ الإخوان المسلمين على مصر سيعيدون مصر قرونًا للوراء. ستتقلّص المعونات الخارجية وستُغلق أبواب السياحة العالمية في هذا البلد العريق، وسيزيدون مصر فقرًا على فقر.

بل وأبعد من ذلك،
إنّ السؤال الذي يعلو في ذهني في هذا الأوان هو: هل ستشهد مصر حالة طالبانية؟ وبكلمات أخرى، هل سنشهد في المستقبل المنظور، فيما لو استحوذ هؤلاء الإسلاميّون على مقاليد السلطة، بروز تيّارات سلفيّة طالبانيّة تبدأ بتفجير ”أبي الهول“، أو المعابد الفرعونيّة والآثار بما تشتمل عليه من تماثيل، على غرار ما فعلته حركة الطالبان مع تمثال بوذا في باميان؟ فتماثيل الآلهة المصرية القديمة لا تختلف بنظر هؤلاء السلفيّين عن تمثال بوذا، فكلّ هذه التماثيل - الأصنام - في الكراهية السلفيّة، وليس في الهوى، سوا.

هذا هو مفترق الطرق الذي تقف فيه حائرة مصر الآن. أليس كذلك؟

Sunday, June 03, 2012

ناظم حكمت...والثورة من جديد

في ذكرى وفاة الشاعر نظم حكمت، وفي وقت تُبعث فيه الثورة من جديد، فتملأ الميادين بالروح والطموح، بعد اليأس والقنوط، في زكرى شاعر وقف في وجه الطغيان والإقطاع والديكتاتورية، ننقل من قصائده:
"يا وطني يا وطني
اهترأت قبعتي التي اشتريتها من دكاكينك
تقطع حذائي الذي حمل تراب شوارعك
آخر قميص اشتريته في تركيا
صار مقطع الأوصال منذ زمن
يا وطني لم يبق لدي منك سوى الشيب في شعري
ما عندي منك غير خطوط من الهموم تعلو جبهتي
يا وطني يا وطني يا وطني"
 ***
"إن كان الوطن هو ما تكنزون فى خزائنكم.
 وأن يرتجف الفقير 
وتنتابه الحمى صيفا وشتاء.. 
وأن تمتصوا دماءنا.. 
وإن كان الوطن أرضاً للسادة الإقطاعيين.. 
وحكومة السياط
 وتكميم الأفواه ودفع الإتاوات..
 إن كان الوطن قاعدة أمريكية.. 
وهو الأسر فى زنازينكم.. 
فإننى أخون الوطن"

ناظم حكمت
ناظم حكمت
ناظم حكمت:(1902- 1963): شاعر وكاتب مسرحي تركي شهير، كان معروفا بأشعاره المناهضة بشدة للسلطة الحاكمة في تركيا آنذاك، وحوكم بسبب آرائه اليسارية، وأمضى سنوات طويلة في السجون التركية، بعدما اعتُبِر خائنا، وتم تجريده من جنسيته عام 1959م لكونه شيوعيا، كما كان شعره محظورا، ومات بمنفاه في الاتحاد السوفيتي، إلى أعلنت السلطات التركية عام 2009م إعادة الجنسية إليه، وتركت أمر إعادة رفاته من روسيا متروكا لرغبة عائلته، وقد تميزت أشعاره بالجرأة الواضحة. وقد أضحى واحدا من من رموز الشعر اليساري في العصر الحديث.
يسقط حسني مبارك
يسقط نظام حسني مبارك
يسقط حكم العسكر
تسقط النخبة
تسقط الأحزاب
يسقط الإخوان
يسقط المنافقون والممالئون والمتحولون والمتلونون
وتعيشي يا ضحكة مصر.