Thursday, December 19, 2013

الفوضى

رحم الله إنسانا مات على الرصيف البارد، رحم الله من وجد قلوب الآدميين أبرد من الأرصفة  في ليالي الشتاء القارص، رحم الله الشاعر والفنان السوداني محمد بهنس، وأذل الله من أذله ومن أذل آدميا وأفقره.

 

الفوضى- شعر: محمد بهنس:

بهديك الفوضى شجار طفلين فى ساحة روضة
بهديك الغربة حقنا فى الموتى وصمت التربة
بهديك احباطى حديث عابر فى مركب عام بصوت واطى
بهديك حزنك ستات الفول اثناء الخمشة بعد اذنك
بهديك جناح طيور الجنة اذا يتقصقص فالنار مفتاح النار مفتاح
بهديك خطوط الطول ولى باطن تقرأ بة الفاضل من عمرك من عمر الضيق المبسوط
بهديك الطلبة بيوت الخيش وخيام تفتيش واسواقا ارخص ما فيها حليفة الله
بهديك ولا شئ لانك كل شئ

 

http://www.youtube.com/watch?v=x2bp6JYepAE

من هو اليهودي - شعر: أبا كوفنر

من هو اليهودي / أبا كوفنر

اليهودي هو من يرغب في أن يكون يهوديا/ ومن هو يهودي رغما عنه

اليهودي هو من يؤمن إيمانا كاملا/ واليهودي هو من يتشبث بعقيدة ممزقة

اليهودي هو من يضع الطليت والتفلين*/ واليهودي هو من يلقي الطليت والتفلين

اليهودي هو من يلقى صعوبة في كونه يهوديا/ ومن يكافح ليكون شيئا آخر

اليهودي هو محتال/ نجح في خداع نفسه

اليهودي هو من وُلِد لأم يهودية/ واليهودي هو من لا يعرف أين قبر أمه

اليهودي هو من حرر نفسه من القيود/ واليهودي هو من قيد نفسه

اليهودي هو من أورث للإنسانية السمك المحشي الأصلي/  وكتاب التناخ مترجما

اليهودي هو من يكتب من اليمين لليسار/ وهو من ينبذه يسار العالم ويمينه

اليهودي هو من تشكلت دائرة إبداعه بحروف مربعة/ ومازال وجوده كائنا في مربع الدائرة (مستحيلا)

اليهودي هو من لا يختلف عن بقية أمم العالم/ باستثناء أنه معزول عنها

اليهودي هو من يكرهه الآخرون خفية/ واليهودي هو من يكره نفسه على رؤوس الأشهاد

اليهودي هو من استمات استحضار العالم لبيته/ واليهودي هو من يجب عليه أن يستميت على بيته

اليهودي هو من يستطيع أن يسأل/ واليهودي هو من لا يستطيع أن يسأل

حتى يسمحوا له.

*الطليت: شال الصلاة والتفلين أداة من أدوات الصلاة لدى اليهود
أبا كوفنر خلال شهادته في محاكمة القائد الألماني أدولف إيخمان عام 1961
 

أبا كوفنر  «אבא קובנר - Abba Kovner»       (1918 – 1987)

     شاعر وأديب يهودي إسرائيلي، وُلد في «سيفاستوبول» بأوكرانيا، أحد يهود «جيتو فيلينيوس» (عاصمة ليتوانيا حاليا، وكانت أحد أشهر مراكز التجمع اليهودية في أوربا الشرقية)، اندمج في حركات يهودية سرية غير نظامية للانتقام من الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، حيث انضم لمجموعة كانت تسمى «المنتقمون»، وسعت لتصفية كوادر النازية، بعدما سقط هتلر، حيث سعى اليهود في هذه المجموعات للانتقام مما ادعوا أنه حدث لهم وعُرِف بالمحرقة.

     كان أبا كوفنر قائدا لإحدى هذه المجموعات السرية، وكان معروفا عنه أنه قائد ذو كاريزما خاصة، وكان خطيبا مُفوها، كما شارك كضابط في حرب 1948 ضد الفلسطينيين والعرب، وشارك في تأسيس متحف في حرم جامعة تل أبيب، والذي افتُتِح عام 1987، ويعرض ما يسمونه "تاريخ الشعب اليهودي عبر العصور".

    بدأ كوفنر ينظم الشعر في مراحل مبكرة من عمره، واستهله باللغة الييديشية مع قصائد قصيرة بالعبرية، وكانت القصيدة الطويلة الأولى له عام 1947، وتركزت أعماله في وصف ما يصفه اليهود بإبادة الشعب اليهودي في أوربا على يد النازي، ومعاناة اليهود في الجيتوات، وفي الخمسينيات من القرن الماضي بدأ في نشر أعمال نثرية، وأُطلق عليه في إسرائيل لقب «شاعر المحرقة»، لأن معظم أعماله الشعرية تركزت على وصف ما يدعونه معاناة وإبادة اليهود خلال أحداث النازي.

    نال كوفنر جائزة «برينر» عام 1968، ونال جائزة إسرائيل للشعر عام 1970.

من أعماله الشعرية:

-        « אדמת החול ــ أرض الرمال»  1963.

-        «אחותי קטנה ــ أختي صغيرة» 1967.

-        «חופה במדבר ــ كوشة في الصحراء» 1970.

من أعماله النثرية والفكرية:

-        «על הגשר הצר- على الجسر الضيق» 1981، وهو كتاب يضم كثيرا من خطاباته الشفوية وأقواله وتصريحاته.

 

نص القصيدة والتعريف بالشاعر من صفحته بالعبرية على موقع ويكيبيديا:

http://he.wikipedia.org/wiki/%D7%90%D7%91%D7%90_%D7%A7%D7%95%D7%91%D7%A0%D7%A8

 

قصيدة أخرى للشاعر:

رغبة


عندما كانت المشنقة هي الشجرة الوحيدة
التي كان يطلّ عليها من وراء قضبان زنزانته
ابتهل إلى الله صامتا أن يُكسبه شجاعة
على ألاّ يطلب إلا سيجارة واحدة قبل الإعدام.
والآن عندما يزدهر الشبّاك بالورد
يخشى أن يصيب قلبه الوهن
حين تقترب الساعة لتعود النفس
إلى بارئها، فهو لا يريد أن يموت.