Thursday, December 10, 2015

ننزف العمر يا عزيزتي،
لكن على الأقل
تبقى لنا ما يكفي
لنشعر بالأسى على أنفسنا.
ننزف الوقت،
لكننا نجري في الربع الأخير
لعل العرق يخفي الأسى.

Thursday, November 26, 2015

لا تأتمن الجسد الذي يصمت

شعر وصور: شيرا ستاف
ترجمة من العبرية: محمد عبد الدايم




سويتشيرت

في وقت مضى كان ما يزال يغطي بطني.
الآن لا أستطيع أن أرتديه،
صغير عليَ ومشقوق
بعمق عند الكتف
كان يمكن أن يظهر شريط السوتيان
ويباغت: فجأة أزرق،
أو أحمر.
احمرَّ خجلا من الجسد الذي نما فجأة
يوضح لي
كم كنتِ صغيرة
وثدياكِ الثقيلان ملئوه
أيتها الطفلة التي تحمل رمانتين.
هو مثلكِ
مطوي في الدولاب.
........
ست وثلاثون
أتطلع لصورة لي –
تلك المرأة
قد ماتت.
جلدي ينسلخ عني ويتقشّر
وأنا أقلب صفحة
تلو صفحة.
........
في الظلام، على نور الشموع

صامتان، لم يعد لدينا ما نقوله.
نستبدل الكلام باللهاث
جسد مبروم بجسد، واليدان تتداعبان بطولهما
فمّان مشتبكان في صمت
والجبين جدار ومن خلفه تحدث
أكثر الأشياء المحظورة
وكلمات تحطم الأرضية
صامتان. ليس لدى كل منا ما يقوله للآخر.

........
خائبة الأمل
إن لم تلمسني –
سأموت.
لكنك لن تلمسني
وأنا لن أموت.
........
                           
الخامسة صباحا

                                                                                     نائمة على البطن، أحتضن وسادة
يمكن أن تكون أيضا صدرا عريضا، مشعرا
لرجل عريض، صغير، توضع عليه أذن
تنصت لوجيب الجسد الحي
وعلى البطن الرقيقة تسمع
أحاديث وجبات العشاء، الكاذبة، أنا
أعرف
تقابل العين المفتوحة وسادة، عليها
وجه كتاب مُوَقع،
أصابع لا تتراقص على الكتف، تتزحزح الآن
ويد ضخمة لا توضع على ظهر بارد، لتغطيه،
لا هي تداعب، ولا هي تذود.
........
سر

لا تأتمن الجسد
الذي يصمت
حين يريد الكلام
وكذلك حين تلمسه
في أكثر المناطق الحساسة
لا يتفوه بكلمة
حين تملّس بأصابعك
حول السُرة
لا يرتعش
لا يتسمّر الشعر
العينان
لا تغمضان
لا تنفلت تنهيدة
من فم
هذا الجسد
لا تأتمنه
حرارته لا ترتفع
معدل ضربات القلب
ثابت،
منتظم،
غير مخطوف.
لا تأتمن الجسد الذي
لا تجلده
فلو جلدته
لوجدت
أن اللحم لا يتورد
الجلد لا يرتجف
العضلات لا تشبع
لا تُمتهن
الثديين
لا يتصلبان
الحلمتين ناعمتين، ناعمتين
الحلمتين ملولتين
الملابس الداخلية
غير مبتلة
لا تأتمن
هذا الجسد
هذا الجسد الأبكم
هذا الجسد العليل
هذا الجسد الجائع
هذا الجسد المُتَقد
هذا الجسد الكاذب.

........
أسماء

ترفع يديك لتحتضن رأسي
كأب طيب لتُقَبلني على الجبين
لكن كفي يديك، لا يمتثلان لك
فتهوي على وجنتيَّ بقوة
تخبط على الصدغين
وأنا أكنيك بأسماء
سماها السود في أفريقيا
للبيض الذي هجموا عليهم:
الذي تشرق الشمس من داخل عينيه
الذي تهب الريح من من وراء أذنيه
الذي يظلل أنفه على وجهه
الذي يأكل كثيرا؛
الذي لا يستطيع أن يمنح شيئا.

  شيرا ستاف שירה סתיו
شيرا ستاف. الصورة من صحيفة هآرتس

  شاعرة إسرائيلية، وناقدة أدبية، وفنانة تصوير فوتوغرافي، مسيرة حياتها ملفتة إلى حد كبير، فقد اشتغلت بكثير من المهن والحرف اليدوية، طباخة، وغسالة، وعاملة في مزارع فاكهة وخضروات، بائعة ساندوتشات طعمية، أمينة مخزن، عاملة في محطة بنزين، ملاحظة في حديقة عامة، مسئولة في حضانة، مُدرِسة خاصة، سكرتيرة، مُدرِسة في مدرسة ثانوية، مشرفة في مكتب إحصاء، وغير ذلك من المهن والحرف، قبل أن تعمل في تدريس الأدب العبري / الشعر في جامعة «بن جوريون» بالنقب، بعد حصولها على درجة الدكتوراه في الأدب العبري في موضوع: علاقة الآباء بالبنات في الشعر العبري الحديث. وهو البحث الذي أصدرته بعدها في كتاب حمل عنوان: «أبي أنا مُحتَلة- الآباء والبنات في الشعر العبري الحديث»، إلى جانب الكتب التي شاركت في إعدادها وتتناول قضايا في الشعر العبري الحديث، نالت في عام 2007 جائزة «طيفع» (الطبيعة) التي تمنحها بلدية «المطلة»، وتكتب بشكل متقطع مقالات نقدية في صحيفة «هآرتس»
القصائد المنتقاة والمترجمة في هذا التقرير من ديوانها «لسان ثقيل» (2012)، وهو مقسم إلى خمسة أقسام، المضامين الغالبة فيه تتمثل في العلاقات الأسرية، والذاتية الأنثوية.
السيرة الذاتية منقولة من صفحة التعريف بالشاعرة على موقع موسوعة الأدب العبري الحديث، انقر هنا للانتقال، والصور المرفقة من إبداع الشاعرة في التصوير الفوتوغرافي.

  

 

Wednesday, October 21, 2015

ماذا يُرجى ممن خان؟! الاغتصاب الجماعي في ديوان شعر



ماذا يُرجى ممن خان؟!
 
«شِعر عن الاغتصاب»
إعداد وترجمة: محمد عبد الدايم
منشور على موقع زحمة دوت كوم/ كايرو لايف اضغط هنا للانتقال

«حتى الصباح- עד הבוקר» (2014) ديوان للشاعرة الإسرائيلية الشابة وعازفة الناي «هيلا لهف-היל הלהב» (1985- ) وهو العمل الشعري الثاني الذي يصدر لها بعد باكورتها «وحيدة-יחידה» (2011).


هيلا لهف
 وجاء ديوان «حتى الصباح» مؤلما، صادما، تنظم فيه الشاعرة قصائد تحكي عن جريمة اغتصاب جماعي تعرضت لها فتاة في سن المراهقة، تتضمن النصوص الشعرية بالديوان شهادة الفتاة بما واجهته أثناء اغتصابها طوال ليلة كاملة وحتى الصباح ، وما حدث لها، ثم ما شعرت به بعد مرورها بهذه التجربة الأليمة.
الغلاف الأمامي للديوان طُبع عليه رسم لدائرة حمراء كبيرة تبدو كبقعة دم فوق لون أبيض، وترمز البقعة إلى الدم الناتج عن مضاجعة أو اغتصاب فتاة عذراء، ويرمز اللون الأبيض إلى البراءة المغتصبة، إلى الثوب الملوث بالدماء، إلى الصباح الذي شهد ليله الجريمة. 
غلاف الديوان
أما الغلاف الخلفي للديوان فقد كُتبت عليه فقرات من «سفر القضاة» (19) بـ«العهد القديم/ الكتاب المقدس» والتي تروي قصة اغتصاب امرأة  على أيدي جماعة من الرجال ثم تقطيع جسدها إلى اثنتي عشرة قطعة، والقصة تدور في عصر «القضاة»، عن امرأة كانت تبيت بصحبة سيدها لدى شيخ  في «بيت لحم»، لكن جيران الشيخ الذين ينتمون إلى «سبط بنيامين» حاصروا البيت مطالبين بخروج الرجل الضيف إليهم، فعرض عليهم الشيخ ابنته العذراء بديلا للرجل ضيفه، ثم أُخرجت المرأة لتُقدم فدية للرجال بدلا من سيدها الضيف، وتناوب رجال القرية اغتصابها طيلة الليل وحتى الصباح، ثم ألقوها منهكة على عتبة البيت، فأخذها سيدها فقطّع جسدها إلى اثنتي عشرة قطعة، وتنشب الحرب بين المغتصبين من «سبط بنيامين» وبقية الأسباط على خلفية هذا الحادث، وحملت المرأة التي افتدت سيدها واغتُصِبت وقُتلت وقُطعت ذنب نشوب الحرب بين «بني إسرائيل».
كتبت الشاعرة نصوص ديوانها بالتماهي مع نص الكتاب المقدس، وعنونت  النصوص بأسماء أجزاء الجسد، التي شهدت جريمة الاغتصاب، فمنحتها روحا ووجودا لتتحدث وتتحاور وتشهد ما مرت به ورأت، وحددت الشاعرة اثنا عشر جزءا من الجسد، هي الجلد، القدم، العين، العنق، البطن، القلب، الأذن، الركبة، الفم، اليد، الكتف، الأنف، لأن هذه الأعضاء تحديدا من وجهة نظر الشاعرة  هي الشاهدة على الجريمة.
نصوص مترجمة من الديوان:
ماذا
ماذا يُرجى ممن خان
من الجلد أن يغطي، من القدم أن تهرب، من العين أن تنسى،
من العنق أن ينقطع،
من البطن أن تقيء، من القلب أن يتجمد، من الأذن أن تُصفِّر،
                                        من الركبة أن تركع، من الكتف أن ترفع،
من اليد أن تمنع، من الأنف ألا تأخذ هواء بعد،
من الفم أن يشهد.
.................................................
اليد
مجددا لا أذكر عنق من عضضته
كانت لدي أصابع وأظافر.
امتلأت السماء أيادي – ولم أستطع أن أدرأ عن نفسي حتى الصباح
حاولت الهروب لكنني خضعت بقبضة
مخثرة الدماء. عند الشروق
سقطتُ عند العتبة.
الآن أنا سافرة
أنا خطاب
أرسلوني ممددة ومفتوحة.
.................................................
الأنف
رائحة الدم هي رائحة معدن
ورائحة الإنسان هي رائحة حُب
الإنسان يبقر والدم يُراق
.................................................


شهادة
أريد أن أحدد اسما لكنهم قطعوا
لساني
هذا قام. هذا حشر. هذا طرح
هذا كحت. هذا فتح. هذا كبح
هذا ضحك.
هذا رفع. هذا قلَب
هذا ركل. هذا قذف. هذا مشى
هذا جاء. هذا دخل. هذا رفع. هذا أكمل
هذا نتف. هذا دفع. هذا لم يرغب بشدة لكنه
دُفِع. ساعة أمام العتبة.
.................................................
الكتف
لا يحبني أحد. أنا حرة
تماما. الآن يرفعونني. لا
أعارض، أنا حرة أيضا
من الصوت.
................................................


الأنف
رائحة العرق هي رائحة رحمة
أنا أستنشق معدنا.
لاأفهم
كيف يسفحون عرقا إذا كان لهم
معدنا.  
.................................................
جِلد
كل ما يشبهني أسود
كل ما يشبهني منثور
كل ما يشبهني مؤلم
كل ما يشبهني مضروب
ليس ملحوظا أنه ليس مني
مهرب.
.................................................
الفم
هذا توقف عند عنقي لكن
بلا كلمة
هذا يضرب بقوة
هذا يخبط بشدة أكبر
أنا الجرح الأول منذ أن
انفلقتُ
لدي القوة لأشهد فقط على كارثة ولادتكِmaxresdefault.jpgأأ.
.................................................