Monday, April 27, 2015

أردتُ أن أكون صدقا


مجموعة قصائد للشاعر الإسرائيلي "بيني ربينو - פיני רבנו" (1956)

من مجموعته "في النهاية تأتي كل القصائد لتموت في الأذن"، 2014

ترجمة عن العبرية: محمد عبد الدايم 

أردت أن أكون صدقا
لكن الصدق لم يُرِد
أن يكون أنا.
هذا يذكرني
أنني ذات مرة أردتُ أن أكون حبا،
لكن الحب لم يُرِد
أن يكون أنا.

عادت لتقول، غادِر
فهذا ليس من أجلك
فأنت هو أنت للنهاية،
وأرضك هي أرضك للنهاية.


من كل البيوت
وجدنا راحة
في بيت الألم وحده،
الأثاث به
يعرف البلطة
والبلطة تعرف الخشب
كالجيران.


والأساس حينما أذهب للغابة
ستكون الغابة غابة
وحينما أذهب للبحر
سيكون البحر بحرًا

وحينما أذهب إليَّ
سأكون أنا إيايَّ
وحينما أذهب إلى ما تهدم داخلي
سيكون الخراب خرابا
وحينما آتي إليكِ
ستكوني أنتِ أنتِ.

مررتُ اليوم أمام عينين
انكسر حبهما
وكلما سعتا لتنظرا
يبدو المنظور أقل وأقل
وكلما سعتا الأذنان لتسمعا
يبدو المسموع أقل واقل.



كلهم يخطئون أحيانا
وأنت وحدكَ صادق.
ربما أنت أيضا تخطئ أحيانا
والشجرة وحدها صادقة.
وأحيانا هي تخطِئ أيضا.

وصدقت حبة الأرض القائلة:
بدوني لا تنبت شجرة صادقة.
بدوني لا أرض صادقة.
بدوني لا شعوب صادقة.
أنا حبة الصدق الأخيرة.

حرب تندلع
في البيت.
كل الجرحى يصرخون
في الصالون.
كل الموتى  صامتين
في غرف النوم.
وحينئذ
تحطم جدران
تعبر حدودا،
حتى يصرخ كل الجرحى
في الحقل.

والموتى صامتون
في المقابر.
 

 

Monday, April 20, 2015

فانتازيا الحنين



أربع قصائد للشاعرة عنات قوريئِل

ترجمة: محمد عبد الدايم

سكِينة

ريحُ المساء الماضي بعثرت الأشياء
التي كانت مكدسة معا
فوق بعضها.
أظهر النهار ألوانه في هدوء،
أحضر معه صورة غرفة جيدة التهوية

استمرت وتيرة الصباح كأنما ينتمي
لزمن آخر، أكثر هدوءا.
صمتت أجهزة الهاتف.

مرت ساعات الظهيرة على شاشة
التلفاز المنطفئ،
وسائد الأريكة،
هذا تحديدا هو أوان التطلع للداخل.


فانتازيا في الصباح

جلستُ في الشرفة المشطوفة،
على الأرضية الرائقة
الممتدة ككتلة ثلجية
وحلقتُ.
عند مجيئكَ، على أزيز الحلاقة،
أثرتَ بي هواجسا:
البشرة الحليقة،
ملامح الوجه،
تشع نورا
بسبب أرضية الثلج
وجدت صعوبة في تقدير ضخامة الكتلة الثلجية،
إذا ذابت أطرافها،
ستنفصل عن بر الشرفة،
وستحملكَ بعيدا.
أثارت ماكينة الحلاقة جلبة،
أنصتُ للأزيز،
فحصتُ الأرضية.


زوجي السابق

في وقت سابق،
كان لي زوج طبيب.
في المساء،
ترك حقيبة العيادة،
بجانب الباب.
انتظرت فيها أجهزة الاستغاثة،
حتى الصباح.

اختلست النظر إلى الحقيبة فبدت كبئر:
ذكريات زوجي، حكمته،
محجوبة بها،
رائحته الطيبة التي لا يمكن استبدالها بأخرى.

أحببته،
حينما يضع رأسه على بطني،
يستخلص ما في سريرتي:
يُشخص بها تعاريج،
احتفظ بها لنفسه.
بكّر في الصباح للخروج إلى اختصاصه،
يحمل الحقيبة
وما فيها.


حنين

خذ وجهيَ لكل مكان،
كساعة الجيب المربوطة في الملابس
بسلسلة،
أشعل شمعة،
لحساب الوقت
حتى لقائنا،
استخدم عدسة
لتُركِز
ضوئي،
انزع الحجاب
كي لا تُمحَى القبلة،
وابدأ معي
بضغطة بسيطة،
كطي قبعة رسمية،
المس بلا قفاز
عازل.


عنات قوريئِل ענת קוריאל: شاعرة إسرائيلية شابة، تنشر قصائدها في عديد من المجلات الأدبية الإسرائيلية، وتعمل مُدرسة للأدب.