Tuesday, March 21, 2017

أقدار

كقدر المزهرية
أن تحمل في جوفها
ورودا ندية
تلفظ أنفاسها الأخيرة
لتطيب الصباحات؛
وقدر الغابات
أن ترى أشجارًا
تُعدم أغصانها
في مذبحة موتورة
لتُشبع نهم الآلات؛
قدر الفؤاد
أن يخفي في غرفه
وجْدا مشنوقا
كانت أمنيته اليتيمة
التلاقي قبل الفوات.

Wednesday, March 15, 2017

تحية العلم

عند مخرج مترو الأنفاق
قابلني بائع الأعلام
منذ سنوات،
تفقدت بضاعته
وانتقيت خاتما بألوان ثلاثة
أحمر
 وأبيض
 
وأسود
يرقد الآن مع
دبوس بزة رسمية
أرتديها مُكرها
في المناسبات،
زفاف ربما
وكثير من العزاءات
يحمل الألوان ذاتها
بدون نسر صلاح الدين
 
يرفرف بأجنحته
وينظر شامخا لليمين.

مرت السنوات
تعالت
 وبالقهر خمدت آهات
اسودت أرواح
وشاهت طرقات
مؤدية لواحة للوطن
والخاتم قابع
 
في علبة الفضيات
والدبوس انقضم سنه
وربما بائعه قد استبدل بضاعته
بخردوات صينية،
أو كروت اتصال
أو ساعات،
وربما قد مات. 


تخطف طير الموت
مصائرنا
تدحرجت بالوطن تقلبات
ولم نقلع حماقةً
عن سذاجة العادات.

  قُبيل الأحداث الوطنية
والمناسبات
 
أطوفُ الشوارع
 
لأتفقد بائعي الأعلام،
والخائنين مُروجي الذكريات
 
لعلني أجد مع أحدهم راية الأمل
 
فأشتريها،
 
لأنكسها بوقار يليق بمكانة الفقيد،
ليُرقد ميْتا في سبات.
أو دبوسا
 يليق بسواد البزات
بينما ينحبس
في القلوب الصالحة للنبض
طنين الأنات
واجتُثت أشجار الأمل
وأقلقت الخماسين
وداعة الواحات
فحظ الوطن كدقيق نثروه
ثم تركونا نجمع منه الرفات

مسرحية


لم أقرأ السيناريو كاملا
-حماقة معتادة-
فلا أدري من منا
سيصور مشهد النهاية
من البطل ومن المساعد
وافقت على التشخيص
دون النظر لبطولة فردية
لكنها مسرحية ذات لون
كوميدي أسود
تليق بمأساتنا.
أكملي التبرج
فمشهد يجمعنا قادم
ولا أخاف وميض الكاميرات
أو صراخ المخرج

أو تسلل الملقن من خلفي
ولا أرتدي ثقيلا في الحر
أو خفيفا في البرد
لتلائم ملابسي الموقف
بينما أنت تتأففين
من الانتظار طويلا
وتحمل ثقل المساحيق الملونة
والمكوث في الكواليس

وضيق غرفة الملابس
حتى ينادي: 

"دقيقة ويُرفع الستار"
استاند باي... حركة...تصوير... أكشن
فأعلم أن بطولات لامعة أخرى
في انتظارك
بطولات زائفة
كدموعك التي ستذرفينها
بواسطة الجلسرين
في مشهدنا المشترك
الذي يستحق
تصفيقا حادا من الجمهور
قبيل إنزال الستار.

Monday, March 13, 2017

حداد


 ق. ق. ج.

بعد أن وقفت لساعات في عباءة سوداء فضفاضة؛ تركتها المُعزيات لوحدتها، لتبيت الليلة الأولى بدونه، تسللت إلى غرفة نومهما، فتحت خزانة الملابس، اختارت القميص الوردي الذي كثيرًا ما طلب منها أن ترتديه وهو يغمز بعينيه، وأمضت بقية ساعات الليل في التبرج.
 وحينما أشرقت شمس اليوم الواحد والأربعين بعد رحيله؛ لملمت متاعها وطلبت سيارة أجرة، حتى اقتربت من شقته، ولمحته واقفًا بانتظارها أمام مدخل العمارة مبتسما، فلوحت له بكفها قبلما تزول علامة الخاتم في إصبعها.