Tuesday, November 28, 2017

أربعون عاما على خطاب السادات بالكنيست: احتفاء وترقب ورفض لمصرية سيناء



تقريرمنشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية، اضغط هنا للانتقال
 أربعون عاما مرت على هبوط طائرة الرئيس الراحل أنور السادات مطار بن جوريون، ولم يزل الاندهاش باديا على ملامح البعض حين تمر ذكرى الخطاب التاريخي أمام الكنيست التاسعة.
ملامح الاندهاش الأولى، وربما ملامح الصدمة أو عدم التصديق، ظهرت للمرة الأولى في 9 نوفمبر 1977، حين وقف السادات يخطب أمام أعضاء مجلس الشعب المصري، في حضور رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وفجأة قال نصا: "ستُدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم"، وهو يضم قبضته اليمنى بحزم.
أصاب الذهول ياسر عرفات وكثير من المصريين، بل والعالم أجمع، لكن استفاق الجميع من دهشتهم على مفاجأة أن السادات لم يكن يلقي خطابه لأجل مراوغة سياسية، وحين استوعبت إسرائيل بعضا من الصدمة أعلنت على لسان رئيس وزرائها مناحم بيجن ترحيبها بالسادات.
في التاسع عشر من نوفمبر 1977، بعد عشرة أيام من خطابه أمام مجلس الشعب وياسر عرفات، حطت طائرة الرئاسة المصرية في مطار بن جوريون، ولم تستفق إسرائيل من الصدمة، بل وظلت مشاعر الترقب والخوف قائمة حتى ظهر السادات على باب الطائرة، لدرجة أنه قيل أن إسرائيل نشرت قناصة على أسطح مطار بن جوريون، خوفا أن يكون خلف باب الطائرة كوماندوز مصريون، وأن زيارة السادات ما هي إلا مكيدة كبرى.
لم تمر الذكرى مرور الكرام في إسرائيل، حيث احتفت الأوساط السياسية والإعلامية بمرور 40 عاما على زيارة السادات وخطابه في الكنيست وكأنها جرت أمس. 
مؤتمر الكنيست للاحتفال بالمناسبة:-
عقد الكنيست الإسرائيلي مؤتمرا كبيرا يوم الثلاثاء 21 نوفمبر احتفالا بهذه المناسبة حضره السفير الإسرائيلي لدى تل أبيب حازم خيرت، ووصف رئيس الكنيست يولي يوئيل إدلشطاين زيارة السادات بأنها "حدث خارق للعادة، وإنجاز حقيقي، وقبل أربع سنوات من هذه الزيارة كان السادات وجولدا مئير يجلسان في ملاجئ محصنة، وكل منهما يقود جيشه".
وتحدث السفير المصري حازم خيرت عن خطاب السادات أمام الكنيست واصفا إياه بأنه "خطاب تاريخي ظل وسيظل مرجعا ودليلا ومقصدا وميثاقا لدعاة السلام" وأضاف أن ما فعله السادات "أمر غير مسبوق في معترك العلاقات الدولية...يعكس رؤية مصرية ثاقبة لقيمة الإنسانية والحياة والعيش المشترك".
وفي كلمته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بمناسبة ذكرى زيارة السادات:"إن زيارة السادات كانت بمثابة انفراج في تاريخ الشرق الأوسط، فسمحت بإقامة خط تواصل مباشر بين الوطن العربي ودولة اليهود، وأدت إلى تحقيق مصالحة تاريخية وأولى من نوعها".
كما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجادور ليبرمان الرئيس الراحل بأنه "كان زعيما شجاعا، سار ضد التيار، وعبّد الطريق لزعماء عرب آخرين كي يعترفوا بأهمية العلاقة الاستراتيجية مع إسرائيل".
شمل مؤتمر الكنيست ثلاث حلقات حوارية، الأولى بعنوان "دور الكنيست في اتفاق السلام"، والثانية بعنوان "متانة اتفاق السلام"، أما الحلقة الثالثة فجاءت بعنوان "النظر إلى الأمام".
الإعلام الإسرائيلي يحتفي بالذكرى:-
 انبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية للاحتفاء بذكرى زيارة السادات، وامتلأت المواقع العبرية بتقارير تتحدث عن ملابساتها وأثرها على إسرائيل ومصرتحت عناوين مثل: "لا حرب بعد الآن"، و"أربعون عاما على الخطاب الذي غير الشرق الأوسط"، وعن صورة السادات وهو ينزل من طائرته في مطار بن جوريون: "ما تزال تثير القشعريرة حتى اليوم"، وتحليل يقول إن: "الوضع الاقتصادي المتردي في مصر بعد حرب أكتوبر كان سببا رئيسا لخطوة السادات التاريخية، فالاقتصاد هو من جلب السلام مع مصر".
يحرمان شعبيهما من ثمار السلام:-
لكن جاء تقرير جاكي حوجي ليتحدث فيه عن رد الفعل المصري "البارد" تجاه الذكرى، فلم ترسل مندوبا سياسيا كبيرا كي يشارك إسرائيل في الاحتفال، باستثناء السفير المصري في تل أبيب، كما أن البلدين مصر وإسرائيل "يضنان كلاهما بثمار السلام عن شعبيهما" لأنهما لم تسعيا لتوسيع العلاقات بينهما في المجالات كافة، على العكس يبدو أنهما تكبحان العلاقات بقدر كبير، لتظل على مستوى شكلي بوجود السفير المصري بتل أبيب، ونظيره الإسرائيلي في القاهرة.
مستشار بيجن: نصحت رئيس الوزراء باستباق خطوة السادات:-
على جانب آخر؛ وفي مقابلة مع صحيفة يسرائيل هيوم قال البروفيسور موشيه شارون، المستشار السابق لمناحم بيجن للشئون العربية، إنه اقترح على رئيس الوزراء حينها أن يُسبِّق بخطاب يعلن فيه رغبته في السلام قبل أسبوعين من إلقاء السادات خطابه أمام مجلس الشعب المصري.
مصدر آخر كان ينقل المعلومات لإسرائيل:-
وفقا لموشيه؛ فإنه أشار على بيجن بأن يلقي خطابه بعد أن علم بشكل شخصي من مصدر موثوق بنية الرئيس المصري الحديث عن استعداده للذهاب إلى الكنيست الإسرائيلي أثناء خطابه، وخمن المصدر أنه من صالح إسرائيل أن تعرف بالأمر قبل حدوثه، وأضاف موشيه شارون إنه كان على يقين بصدق المصدر الذي نقل المعلومة وكان يشغل حينها منصبا دوليا، وأنه حين ينقل معلومة مثل هذه بعد أن التقطها خلال زيارة لمصر فإنها بالتأكيد ليست محض إشاعة، بل تأكد منها عبر مسئولين كبار في النظام المصري نفسه، ومن ثم حمل موشيه معه مسودة خطاب كتبها بنفسه وذهب بها إلى بيجن كي يعجل الأخير بخطابه، وإلا سيكون الرئيس المصري سباقا بخطوة قد تسبب مفاجأة كبيرة في إسرائيل، أشبه بيوم غفران سياسي، على غرار يوم الغفران العسكري (حرب أكتوبر). ولكن ما حال دون أن يلقي بيجن خطابه بعد أن اقتنع بنصيحة مستشاره أنه قد مرض واضطر للمكوث في المستشفى حينها.
رفض موشيه أن يكشف شخصية المصدر الذي نقل له المعلومة التي تؤكد أن السادات بصدد الحديث عن زيارته للكنيست أثناء خطابه، لكنه زعم أن بيجن لو كان أخذ بنصيحته التي أولاها له قبل خطاب السادات، وبكّر هو بخطاب يدعو فيه للسلام، لكانت هذه الخطوة مفيدة أكثر لإسرائيل في مسار المفاوضات مع مصر، وربما لم تكن مضطرة للتنازل عن كامل أرض سيناء بموجب اتفاقية السلام، فخطاب بيجن كان من الممكن أن يخفف الضغوط الخارجية على إسرائيل، ويحسن وضعها كثيرا أثناء مفاوضات التسوية الأولية مع مصر.
سيناء ليست مصرية، ولم تكن!!:-
بعد مرور 44 عاما على حرب أكتوبر التي كانت الخطوة الأولى لتحرير سيناء واستعادتها من الاحتلال الإسرائيلي؛ ما يزال موشيه شارون على زعمه أن شبه الجزيرة ليست مصرية ولم تكن مصرية أبدا، حيث صرح أنه قبيل مفاوضات السلام قد أعد حافظة مستندات كاملة تعود للعام 1906، وتؤكد وجود اتفاقات بين تركيا وبريطانيا تنفي أن يكون لمصر أي حق في سيناء، وقد أراد موشيه شارن أن يدعم بيجن بتلك المستندات قبل أن ينخرط في المفاوضات مع السادات، لكنه لم يتخيل للحظة أن تضيع سيناء من الإسرائيليين بعدما يفرط فيها بيجن.  

Saturday, November 18, 2017

في الذكرى السنوية لاغتيال مئير كهناه: اليمين المتطرف يهدد من جديد




تقرير منشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية، اضغط هنا للانتقال
·            5 نوفمبر من كل عام ذكرى مقتل مئير كهناه.
·           بوسترات عنصرية تمجد الزعيم المتطرف انتشرت في مدينة الخليل.
·           تحت شعار " الجميع يعرفون اليوم أن الراف كهناه صادق " اليهود المتطرفون يهددون الفلسطينيين.
·           احتفاء كبير بالطبيب باروخ جولدشتاين منفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي عام 1994.
·           اليهود المتطرفون يتهمون الشاباك بالإرهاب. 
  
   في عام 1971 تم تدشين حركة "كاخ" اليمينية العنصرية على يد الحاخام المتطرف "مئير كهناه" الذي قدم إلى إسرائيل في نفس العام، وكلمة "كاخ" اختصار لـ"كهناه إلى الكنيست" ، ورفعت شعار "فقط هكذا"،  وهي حركة يمينية عنصرية، استهدفت إعلان إسرائيل دولة شريعة يهودية، وطرد الفلسطينيين من كامل أرضهم، ورفض حقوقهم المدنية والتاريخية، بزعم عدم وفائهم للدولة اليهودية.
   في انتخابات الكنيست الثامن والتاسع والعاشر لم تتجاوز الحركة المتطرفة نسبة الحسم المؤهلة لدخوله، وقبل انتخابات الكنيست الحادية عشر أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات شطب الحركة من قائمة الأحزاب المتنافسة، فاستأنفت الحركة أمام المحكمة العليا الإسرائيلية وفازت بحكم أجاز لها التنافس في الانتخابات.
   بعد شد وجذب مع المجتمع ولجنة الانتخابات المركزية طيلة 13 عاما، فازت الحركة بمقعد واحد في الكنيست الحادية عشر عام 1984 تقلده زعيم الحركة كهناه، ثم في عام  1988 أعلنت لجنة الانتخابات المركزية في إسرائيل شطب الحركة مجددا من قائمة الأحزاب لأن برنامجها عنصري، وفي 5 نوفمبر عام 1990 اغتيل "مئير كهناه" في نيويورك أثناء إلقائه خطابا في فندق ماريوت بنيويورك على يد شاب مصري من بورسعيد يدعى سيد نصير. وبعد مذبحة الحرم لإبراهيمي بالخليل على يد أفراد الحركة، أعلنتها إسرائيل تنظيما إرهابيا.
حشد من اليمين المتطرف:-
  كعادتهم كل عام؛ احتشد يهود يمينيون وأعضاء منظمات يهودية متطرفة لإحياء الذكرى 27 لمقتل مئير كهناه، حيث التأم المئات في القدس لإحياء ذكرى الزعيم العنصري التاريخي لحركة كاخ اليمينية العنصرية، في حشد كبير ضم يهودا متطرفين وأعضاء سابقين للحركة، ومن بين الشخصيات اليمينة التي حضرت التجمع برز إيتمار بن جفير المحامي اليميني وعضو منظمة "إيرتس يسرائيل شلانو" (أرض إسرائيل لنا)، إضافة إلى عضو الكنسيت السابق ميخائيل بن أري، وبن تسيون جوفشطاين رئيس منظمة لهافا (اختصار لـ:الوقاية من الإنصهار في الأراضي المقدسة، وهي منظمة يمينية يهودية متطرفة لها حضور كبير في القدس والمستوطنات الإسرائيلية).
تحدث مئير اتنجر حفيد كهناه عن الخوف الذي يثيره جده في النفوس رغم موته منذ 27 عاما، لأنه – على حد قوله – "كان صادقا"، وكان اتنجر قد اعتقل منذ عامين على أيدي الشاباك الإسرائيلي بتهم تتعلق بالتحريض والإرهاب، وأضاف أمام حشد اليمين المتطرف أن الشاباك "يصاب بالجنون" حين يُذكر اسم جده كهناه، لأنهم "يخافون من الصدق".

مئير اتنجر
  وفي خطابه شن ايتمار بن جفير هجوما ضاريا ضد كسينيا سفتلوفا عضو الكنسيت الإسرائيلي عن كتلة المعسكر الصهيوني، لأنها طالبت بنزع لافتة على مدخل القدس تنبه لموعد التجمع للاحتفاء بذكرى كهناه.  
الاحتفاء بمنفذ مذبحة الحرم الإبراهيمي:-

باروخ جولدشتاين
  خلال التجمع تم عرض فيلم قصير ظهر فيه باروخ جولدشتاين، الطبيب اليهودي عضو الحركة السابق الذي قاد مذبحة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية في 25 فبراير عام 1994، بالتعاون مع مجموعة من اليهود المتطرفين، حيث أطلق النار على المصلين بالمسجد الإبراهيمي أثناء تأديتهم صلاة الفجر في منتصف شهر رمضان، فقتل 29 مصليا وجرح 150، قبل أن ينقض عليه بقية المصلين ويقتلوه.
بعد هذا الحادث أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن الحركة تنظيم إرهابي، وكذلك أدرجتها الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوربي على لائحة المنظمات الإرهابية المحظورة.
زعيم لهافا يواصل تهديداته:-
بن تسي جوفشتاين
لم يقتصر الأمر على حفيد كهناه؛ بل تحدث أيضا رئيس منظمة لهافا بن تسيون جوفشتاين، وواصل تهديداته العلنية لليسار الإسرائيلي واتهمه بالخيانة، كما واصل تهديده لعضو الكنيست حنين زعبي وبقية أعضاء القائمة العربية.
جدير بالذكر أنه رغم الملاحقات الأمنية الإسرائيلية بحق أعضاء منظمة لهافا العنصرية، على خلفية تورطها في العديد من الحوادث الإرهابية؛ فإن الشاباك الإسرائيلي رفض إدراج المنظمة على قوائم الإرهاب، بحجة عدم توفر أدلة كافية لحظر نشاطها، رغم أن رئيسها دعا لحرق الكنائس في إسرائيل، كما أن المنظمة اتهمت بارتكاب اعتداءات لفظية وجسدية بحق فلسطينيين، بزعم ارتباطهم بعلاقات مع فتيات يهوديات، ناهيك عن تقديم لوائح اتهام بحق ثلاثة من أعضاء المنظمة اعترفوا في 2014 بإحراق مدرسة ثنائية اللغة العربية اليهودية في القدس لأنها دعت للتعايش المشترك، إضافة إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي نفذها أعضاء ينتمون للحركة.


بوسترات كهناه في الخليل:-
جاء هذا التجمع اليميني المتطرف متزامنا مع ارتفاع وتيرة التهديدات العنصرية ضد الفلسطينيين، خصوصا في القدس والخليل، وآخرها الملصقات التي وضعها المتطرفون اليهود على الحوائط وأبواب المحال في مدينة الخليل، ومكتوب عليها "الجميع يعرفون اليوم أن الراف كهناه صادق".

Friday, November 10, 2017



الحلم مجنون رث
يقف عند ناصية الشريان
يصرخ في السيارات
لينظم المرور
لا يعيره أحد بالا
حتى هذه الفتاة التي كانت بطلته
رفعت الزجاج
ودعست بقوة دواسة البنزين
قبلما يقترب منها
الحلم متسول فقير
قطع مسافات العمر في بضع ليال
صنع من شيبه الأبيض
ستائر تعكس الظلمة
وحين استكان لاهثا ككلب عطشان
لم يجد من يقطر له ماء في حذاء قديم
الحلم عابر سبيل
يطرق باب النائم
فينهض هذا الأحمق من تحت لحافه
ليرى آخر الإشعارات على صفحة الفيسبوك
ويتكاسل عن الذهاب للتبول للمرة الثالثة
ويؤخر المنبه مجددا
ويغط من جديد ليبحث
عن مراهقة شقية تغمز له
أو أربعينية تتقصع عند مدخل الحارة التي ينصب نفسه سيدها
وحين يضطر للاستحمام بعد الاستيقاظ
يفرك رأسه جيدا
ويلعن صوت المنبه الذي حرمه من ليلة ساخنة أخرى.

الحلم يغرق في البالوعة
والشارع يطفح بالمياه
ولا أحد يهتم
سوى طفل شقي يحاول اصطياد كرته
التي طفت بعيدا
ويخشى اتساخ حذائه
الحلم ينفث رائحة الصرف الصحي
والسيارات تزعق في المجنون الذي ينظم المرور. 

انخفاض مستوى التلاميذ..مشكلة اللغة العبرية في مدارس إسرائيل



منشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية، اضغط هنا للإنتقال


* ضعف مستوى تلاميذ إسرائيل في اللغة العبرية 
* يكتبون بأخطاء لغوية.
* يستخدمون العامية بدلا من الفصحى .
* حصيلة لغوية فقيرة.
* يجدون صعوبة في صياغة جملة.
* انحفاض  في مستوى فهم المقروء والتعبير بالكتابة.
*التلاميذ  منكبون على الهواتف الذكية والآيباد بدلا من ارتياد المكتبة. 
* الوضع في الوسط العربي أكثر سوءا. 
* التلاميذ يتهربون من التعليم الجامعي بسبب ضعفهم اللغوي.
* التلاميذ: "لم يعلمنا أحد العبرية كما علمونا الإنجليزية، الحمد لله أننا نتحدث أصلا".

  تشهد منظومة التعليم الأساسي في إسرئيل انخفاضا ملحوظا في المستويات التعليمية للتلاميذ، فوفقا لتصريحات مدرسين أصبح مستوى التلاميذ في اللغة العبرية ضعيفا جدا وسطحيا، حيث يجد التلميذ صعوبة في تكوين جملة أو فقرة، فيكتبون بأخطاء إملائية، ومعظمهم لا يقرأ.
شهادات متعددة من مدرسين إسرائيليين في تخصصات مختلفة يصرحون بأن مستوى اللغة العبرية لدى تلاميذ المدارس في هبوط مستمر، حيث انخفضت مهارات القراءة لدى التلاميذ، فيما يتعلق بفهم المقروء والتعبير بالكتابة.
  يقول أحد المدرسين:" أصبح التلاميذ يجدون صعوبة في صياغة جملة منطقية، وأقابل في أوراق الامتحانات أخطاء ساذجة، كعدم الوعي باستخدام الضمير، فأجد مثلا: يذهب بدلا من أذهب، كما أجد خلطا في استخدام أدوات الربط ، التلاميذ لا يقرءون كتبا، ونتيجة لهذا فإن حصيلتهم اللغوية فقيرة جدا، وبالتالي يتجنبون استخدام تعابير صحيحة، حتى أن بعضهم لا يعرفون الفروق بين أدوات الربط في العبرية، ناهيك عن طريقة تعبيرهم، فإجاباتهم مقتضبة للغاية، لأنهم يجدون صعوبة في صياغة جملة أو فقرة كاملة، ولا يوجد رابط بين الجملة، والكتابة ليست انسيابية طبيعية، كما لا يوجد تسلسل زمني بين الجمل، ويبدو واضحا من خلال الكتابة انخفاض مستوى الذكاء ".
الخوف على اللغة:-
   من بين الأسباب الرئيسة لهذه المشكلة التعليمية أن التلاميذ أصبحوا مرتبطين بالحواسيب، والآيباد والهواتف الذكية، إضافة إلى استقائهم المعلومة من ويكيبيديا بدلا من تكبد عناء  ارتياد المكتبة والقراءة، وهذا ما يؤدي إلى ضحالة المستوى اللغوي والفكري لدى التلاميذ، وهذه مشكلة كبيرة – كما يرى المدرسون – لأن اللغة العبرية هي اللغة الأم في إسرائيل، وإذا نشأ التلاميذ دون قدرة جيدة على القراءة والتعبير والكتابة، فهذا ما يؤدي إلى انفلات عقد اللغة، وهذه مسألة مؤرقة بشدة، لأن العبرية لها تاريخ كبير من الاندثار في عهود مختلفة، كما أن إسرائيل تقع في قلب منطقة تتحدث العربية كلغة أم، وبالتالي يمكن أن تتراجع العبرية بشكل كبير أمام اللغة العربية.
  مُدرسة أخرى قضت نحو 30 عاما في التدريس تؤكد أن وضع اللغة العبرية خطير، فالتلاميذ لا يملكون مهارات الكتابة، كما أن مهارات النطق والتهجئة تقل بشكل كبير، وأصبح التلميذ يجيب على السؤال في أقل من سطرين أو ثلاثة بأسلوب سطحي جدا، فحين يُطلب من التلميذ مثلا أن يشير إلى ثلاثة عناصر لأمر ما فيكتب ببساطة إجابة أشبه بقائمة مشتريات البقالة.
العامية في موضوع التعبير:-
  مُدرسة أخرى أمضت نحو 23 عاما في التدريس تقول إن معظم التلاميذ يستطيعون مثلا كتابة موضوع تعبير، لكن يبدو واضحا افتقارهم للحصيلة اللغوية، ويصادف التلاميذ صعوبات جمة في كتابة أمثلة وثيقة الصلة بالموضوع، سواء كانت من الحياة اليومية أو من الأخبار، وذلك دليل على ضحالة إطلاعهم، إضافة إلى جهلهم بعلامات الترقيم، فمعظم التلاميذ يجهلون الفارق بين الفاصلة والنقطة، فقط يكتبون بضع كلمات ملتصقة ببعضها دون رابط أو علامة ترقيم، ناهيك عن المشكلة الكبرى وتتمثل في استخدامهم للألفاظ العامية، فأصبح معتادا أن يكتب التلميذ في موضوع التعبير كلمات مثل "صبابة" و"كيف" (بدلا من رائع). 
  ويبدو أن المشكلة أكبر في الصف الحادي عشر، ففي امتحان البجروت (يقابل مرحلة الثانوية العامة) يكون التلميذ مطالبا بقراءة نصوص ذات مستوى لغوي أرقى، وعليه أن يقرأها قراءة عميقة ليفهم الفكرة الأساسية فيها، ومن ثم عليه تلخيصها في شكل نص جديد، لكن يبدو أن الأمر أصعب مما يجب.
نتائج مقلقة لاختبارات اللغة:-
  في السياق ذاته أشار خبراء إلى انخفاض المهارات اللغوية لدى التلاميذ، وفقا لنتائج اختبار البرنامج الدولي لتقييم الطلاب (بيسا PICA ) الذي تجريه منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) مرة كل ثلاث سنوات، وجاءت نتائج الاختبار الذي أجري في 2015 لتشير إلى أن إسرائيل في المرتبة 37 من بين 72 على مستوى القراءة الارتجالية بين التلاميذ، بانخفاض قدره 4 مراتب عن نتائج اختبار عام 2012، كما انخفض التقدير الكلي لتلاميذ إسرائيل بمعدل 7 درجات ليصل إلى 479 نقطة، في حين أن متوسط المنظمة 493، أي أن الفجوة تبلغ 14 نقطة، أما في الوسط العربي فالوضع أكثر سوءا، حيث بلغ معدل النقاط 225 فقط.
وفي استطلاع آخر للمنظمة تقيس به مستوى المهارات اللغوية لدى البالغين من سن 16 إلى 65، (ويركز على اختبار مدى القدرة على فهم وتقييم نصوص مكتوبة بلغة يومية) ظهر أن معدل إسرائيل في المهارات اللغوية بالقراءة والفهم يقف عند 255 نقطة، وهو أقل ب 13 نقطة من المتوسط الذي تضعه منظمة   OECD وأقل من التقدير العام لدى الدول النامية بنحو 4 نقاط.
برنامج تدريس العبرية:-

  تخصص منظومة التعليم في إسرائيل ست ساعات أسبوعية لتدريس اللغة في الصف الأول من التعليم الأساسي، وثلاث ساعات أسبوعية في الصفوف من الثاني إلى السابع، وفي مرحلة التعليم الإعدادي تخصص ثلاث ساعات أسبوعية لمهارة الكتابة بالعبرية في الصفوف من السابع إلى الثامن، وساعتان أسبوعيا في الصف التاسع، أما في المرحلة الثانوية  فيدرس التلاميذ مدة ساعتين أسبوعيا في كل مرحلة سنية مهارات اللغة والنطق.
خطة الوزارة.. القراءة للجميع:-

  على خلفية هذه النتائج المخيبة، والشكاوى المستمرة من انخفاض مستوى التلاميذ في اللغة إلى تحرك وزارة التعليم الإسرائيلية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فقرر وزير التعليم نفتالي بينط وضع خطة للتقوية، من أجل رفع مستوى التلاميذ عبر تدريس مكثف للغة العبرية، وتتضمن الخطة تشجيع القراءة والكتابة في نطاق 1978 حضانة ومدرسة ستشارك هذا العام في حملة الكتب، التي تهدف للتشجيع على القراءة، كما ستنضم مدارس تعليم أساسي للخطة التي تتضمن توزيع كتب وقراءة موجهة عن طريق المدرسين، وقراءة في البيت ونقاش في الصف.
تهرب التلاميذ من التعليم الجامعي:-
  من جهته؛ صرح صموئيل أفوآف مدير عام وزارة التعليم أن الوزارة على علم بالمشكلة، حيث اتضح أنها إحدى أسباب ترك الطلاب للجامعة هي الهوة بين إمكانياتهم وبين المستوى التعليمي في الجامعة، وضعف اللغة هي المؤشر الأول لهذه الهوة، حيث لا يصل قطاع من التلاميذ إلى مستوى لغوي مناسب للجامعة من حيث الطلاقة والتمكن، وذلك بسبب الانجرار خلف معطيات الحداثة العصرية والانترنت، دون الاستناد إلى ثراء وعمق لغوي كاف عبر قراءة الكتب التي تتيح حصيلة لغوية واسعة، ومن هنا يجب التفكير في تحويل العالم الافتراضي والديجيتالي إلى مسار تعليمي مناسب يتيح للتلاميذ مزيدا من القراءة والتوسع في التحصيل اللغوي.
دعوهم يتحاورون أثناء تناول الوجبة:-
  على جانب آخر؛ تقر خبيرة تطور اللغة حنا إفني شايين بوجود خلل في أسلوب تعليم اللغة عبر المراحل الأربعة: القراءة، الكتابة، الاستماع، التحدث، ففي الصف الأول على سبيل المثال يتعلم التلاميذ أولا القراءة والكتابة، في حين يجب التركيز بداية على الحديث قبل الكتابة، والاستماع للهجات مختلفة قبل الحديث، فالفكرة المهمة هنا هي وضع خطة صحيحة طويلة الأمد، ويكون للتلفاز والحاسوب والمحمول دور مهم فيها، بدلا من إلقاء التهمة على وسائل العصر الحديث يجب الاستعانة بها.
  ترى حنا إفني شايين أنه يجب تخصيص وقت للحديث والكتابة في الوقت الخاص للتلاميذ، مثل السماح بالحديث المتبادل بين الأصدقاء خلال تناول الوجبة، كما يجب رفع مستوى وعي التفكير في المحادثات بين التلاميذ، هذا إلى جانب الحوار التقليدي بين المدرس والتلميذ.
الحمد لله أننا نتحدث هذه اللغة:-
  في المقابل يبدو التلميذ الإسرائيلي غير مهتم بالمشكلة التي يعاني منها، فيقر أحدهم بأنه يهتم في الأساس بمشاهدة مسلسل أو لقاء أصدقاء أو التحدث هاتفيا أكثر من اهتمامه بعالم الكتب، فقراءة كتاب لا يزيد أهمية بالنسبة له عن قراءة منشور على الواتساب أو فيسبوك.
تلميذة أخرى في الصف الثاني عشر تحدثت عن المشكلة واعترفت أنها لم تعد تقرأ كتبا كما في السابق، لأن أسعار الكتب آخذة في الارتفاع، كما أن أصدقاءها لا يقرءون، ولم يعلمها أحد كيفية كتابة موضوع بالعبرية كما تعلمت الإنجليزية في الصف الثالث، وختمت بقولها "الحمد لله أننا نتحدث هذه اللغة".