Friday, December 29, 2017

المشهد الإسرائيلي: حصاد عام 2017



إعداد: محمد عبد الدايم
منشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية، لمطالعة الجزء الأول اضغط هنا، لمطالعة الجزء الثاني اضغط هنا.
·         الفساد بطل العام في إسرائيل.
·         نتنياهو يتفوق على أولمرت، لكنه ما يزال بعيدا عن السجن.
·         سارة نتنياهو: النمرة المتوحشة بطلة مشهد التعري أمام ترامب.
·         جفاي رئيسا لحزب العمل ويتملق اليمين الإسرائيلي.
·         أولمرت على الأسفلت، والحريديم يغلقون الشوارع.
·         اليمين الديني يبسط سطوته على مؤسسات الحكم والتعليم.
·         صعود نجم يائير لابيد من جديد.
·         القاتل أزاريا لم يحصل على العفو بعد.
·         معجزة للاقتصاد الإسرائيلي في 2017.
·         جثامين الفلسطينيين في الأسر لأغراض المساومة.
·         نشاط اقتصادي وديبلوماسي موسع لإسرائيل شرقا وغربا.
·         قانون القومية على بعد خطوات من الإقرار.
·         سلاح الجو الإسرائيلي يواجه إيران وحزب الله في سوريا.
·         تراجع إقبال الشباب الإسرائيلي على وحدات القتال بالجيش.
·         اليسار يترنح رغم قرب تفكك اليمين الحاكم.
·         ترامب يهدي إسرائيل القدس.

الفساد: الأبرز في إسرائيل 2017: -
يمكن القول أن العام 2017 هو موسم الفساد الأكثر نضجا في إسرائيل، حيث طالت تحقيقات النيابة العامة مسئولين كبار في الحكومة الإسرائيلية بدءا من رئيس الوزراء نتنياهو مع زوجته سارة وابنهما يائير، مرورا بمسئولين حاليين وسابقين رفيعي المستوى في مؤسسات الحكم والإدارة الإسرائيلية، وانتهاء برجال أعمال وموظفين.
الملف 1000 والملف 2000
في شهر يناير الماضي وجهت الشرطة الإسرائيلية اتهاما لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتلقي هدايا ورشى من رجال أعمال، وهي القضية التي بدأت جهات التحقيق فيها منذ العام 2016، وتستند جهات التحقيق إلى دلائل جمعتها تؤكد أن رئيس الوزراء تلقي هدايا عينية من رجال أعمال، أبرزهم أرنون ميلتشين الذي قدم لنتنياهو هدايا عبارة عن سيجار وشمبانيا وقطع حلي تقدر بآلاف الشواقل الإسرائيلية على مدى ثماني سنوات مقابل تسهيلات لرجل الأعمال المعروف.
أرنون ميلشتين مع نتنياهو وسارة
تبين للجان التحقيق أن التسهيلات التي حصل عليها ميلشتين تمثلت في تسهيلات تجارية كبيرة فيما يتعلق بتنشيط منطقة تجارة حرة بين إسرائيل والهند بمبادرة من ميلشتين المستفيد الأول، إضافة إلى تسهيلات لرجل الأعمال لامتلاك القناة الثانية الإسرائيلية، وكذلك مساعدته في إقامة منطقة تجارة دولية على الحدود مع الأردن. 
 واستندت جهات التحقيق إلى شهادات وإفادات من نحو 50 شخصا لتخرج بدلائل تؤكد حصول نتنياهو على كميات من السيجار الفاخر وحصول زوجته على شمبانيا كما تحصل ابنهما يائير أيضا على هدايا عبارة عن حجز في فندق فخم بنيويورك والخروج في عطلات مولها الملياردير الأسترالي جيمس باركر، الرفيق السابق للمغنية العالمية ماريا كاري، الذي ذاعت أنباء علاقته مع أسرة رئيس الوزراء  كما حصل صديق لنتنياهو الابن على وظيفة مرموقة لدى باركر براتب ضخم بعد طلب من نتنياهو وابنه، وحصلت سارة نتنياهو على تذاكر مجانية لإحدى حفلات ماريا كاري. 
جيمس باركر
وكان اسم باركر قد ارتبط بالقضية ذاتها مع أرنون ميلشتين، وخضع كلاهما للتحقيق تحت التحذير من قبل سلطات التحقيق الإسرائيلية، وأعلنا أن الهدايا لأسرة نتنياهو كانت أمرا اضطراريا بناء على طلب أسرة نتنياهو.
حتى الآن لم تستطع جهات التحقيق جر نتنياهو إلى المحاكمة، لكنها أكدت على قوة الدلائل ضده في هذه القضية، وكذلك القضية رقم 2000 التي يشتبه فيها نتنياهو بإجراء صفقة مع مالك صحيفة يديعوت أحرونوت أرنون موزيس تتلخص في أن يقوم نتنياهو بالحد من توزيع صحيفة يسرائيل هيوم (التي توزع مجانا) في مقابل أن تقوم صحيفة يديعوت أحرونوت بتلميع رئيس الوزراء وأسرته ووقف الهجوم عليهم.
رغم هذه الاتهامات المثبتة بدلائل على عهدة جهات التحقيق؛ فإن رئيس الوزراء ومحاميه ومكتبه قد نفوا مرارا وتكرارا صحة الاتهامات، مدعين أنها محاولات سخيفة للنيل من نتنياهو.
على الجانب الجماهيري، وبحسب استطلاع رأي أجرته القناة الثانية الإسرائيلية، أظهر أن نحو 54% من الإسرائيليين يؤمنون بكذب نتنياهو، ويعتقدون بصحة الاتهامات ضده، غير أنهم ينقسمون حول ضرورة تقديمه استقالته من عدمها.
الملف 3000
تعرف بقضية الغواصات الألمانية، حيث تحقق الشرطة الإسرائيلية في صفقة شراء غواصات ألمانيا دون حاجة ضرورية لها، مع اتهامات بحصول وسطاء للصفقة على عمولات ورشى، وتعود أحداث القضية للعام 2016، لكنها وصلت للذروة في العام الحالي، حتى خضع مستشارا نتنياهو دافيد شمرون ويتسحاق مولخو للتحقيق، ومواجهتهما بأقوال رجل الأعمال ميكي جانور مندوب شركة تيسنكروب الألمانية لصناعة الغواصات والسفن، والذي تحول إلى شاهد ملك في القضية، بعدما اعترف أن دافيد شمرون قد تعهد بالدفع  في صفقة الغواصات مقابل نسبة مئوية، وكان دور مولخو هو التنسيق بين الطرفين، ورغم نفي شمرون لادعاءات جانور؛ فإنه قد تقدم باستقالته كمبعوث خاص لرئيس الوزراء نتنياهو قبل التحقيق معه بنحو أسبوع. 
نتنياهو يرفع علم إسرائيل فوق إحدى الغواصات الجديدة
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد استدعت للتحقيق القائد العام السابق للبحرية الإسرائيلية إليعيزر ماروم، ووضعته تحت الإقامة الجبرية، قبل أن تطلق سراحه.
تبدو الشرطة الإسرائيلية على ثقة من الوصول لنهاية في التحقيق بهذا الملف، ورغم أن مستشار نتنياهو السابق ومحاميه من أبرز المتهمين في القضية؛ فإن جهات التحقيق تستبعد الاشتباه في رئيس الوزراء فيما يخص ملف الغواصات.

قضايا فساد أخرى: -
من بين قضايا الفساد التي تحقق فيها الشرطة الإسرائيلية الاشتباه في نائبة الوزير السابقة تانيا كيرشنباوم التي كانت مقربة من أفيجادور ليبرمان وزير الدفاع الحالي في حكومة نتنياهو وتسعة مسئولين آخرين على صلة بحزب يسرائيل بيتينو، وشملت الاتهامات ضدهم الاحتيال والرشوة وخيانة الأمانة وغسيل الأموال.
وتحمل قضية كيرشنباوم الرقم 242، وجاء فيها أن المذكورة قد استغلت منصبها السابق كنائبة وزير من عام 2013 إلى 2015 لاختلاس ملايين الدولارات، وقد استقالت من منصبها عام 2015 بعد نشر تقارير الفساد ضدها.
وكذلك وجهت الشرطة اتهامات لرئيس مقر حزب يسرائيل بيتينو دافيد جودوفيسكي، والمدير السابق لوزارة الزراعة رامي كوهين وزوجته، ومسئولين آخرين بالحزب الذي يتزعمه أفيجادور ليبرمان الذي يملك هو الآخر ماضيا مصطبغ باتهامات الفساد.
ويعتبر دافيد بتان واحدا من أبرز من يتم التحقيق معهم في قضايا فساد، وبيتان كان حتى أسبوع مضى رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست، لكنه استقال مؤخرا على خلفية التحقيق معه في شبهات فساد ترجع لوقت توليه منصب رئيس بلدية ريشون لتسيون.
فساد سارة: -
تتمتع سارة نتنياهو بصورة اجتماعية وإعلامية تدعم توصيفها بالنمرة المتوحشة، على خلفية علاقاتها السيئة بوسائل الإعلام، ومزاعم سيطرتها على القرارات الرسمية لزوجها رئيس الوزراء، إضافة إلى الشبهات الكثيرة التي تحوم حولها وتتعلق بقضايا فساد كبيرة.
سارة نتنياهو
شهد العام 2017 تطور التحقيقات بشأن فساد سارة نتنياهو إلى حد مساعي جهات التحقيق لتقديم لوائح اتهام ضد سارة نتنياهو في أربع ملفات فساد، تصل قيمتها إلى مئات آلاف الشواقل، الملف الأول يتعلق بتشغيل كهربائي لم يفز بمناقصة في منزل رئيس الحكومة، في قيسارية، بشكل خاص، ونقل المصاريف إلى صندوق الدولة، والملف الثاني يتضمن استخدام عاملة في مكتب رئيس الحكومة للإشراف على والد سارة، أيضا على حساب مكتب نتنياهو، ويرتبط الملف الثالث بشراء أثاث حديقة لمكتب نتنياهو  في القدس، على حساب المكتب، ثم نقله إلى مسكنه في قيسارية، أما الملف الرابع  فهو تضخيم مصاريف الضيافة في منزل نتنياهو بشكل يثير الشبهات.
     علاقة سارة مع الرأي العام الإسرائيلي ووسائل الإعلام دائما ما شابتها توترات ناتجة عن السمعة التي تشتهر بها السيدة الأولى، والمزاعم الدائمة بأنها تستثمر وجودها في منزل رئيس الوزراء لتحقيق منافع شخصية ومكاسب مادية، وتلقي هدايا كثيرة، ناهيك عن التحكم في أمور الدولة عن طريق التأثير في قرارات زوجها رئيس الوزراء، وتشتهر سارة بلسانها السليط وشخصيتها الحادة التي دفعت عددا من العاملين في منزلها لرفع دعاوى قضائية ضدها، رغم أنها عملت كأخصائية نفسية قبل أن تكون السيدة الأولى في إسرائيل، وتتكهن دوائر سياسية وإعلامية إلى تعمل على المضي قدما للدخول في العمل السياسي بشكل منفرد بعد خروج زوجها، على غرار هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
استربتيز مبتذل: -
كان الموقف الأكثر جدلا لسارة نتنياهو خلال وجودها مع زوجها بالمكتب البيضاوي في ضيافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزوجته ميلانيا، حيث ظهرت سارة أمام الكاميرات وهي كاشفة عن ساقيها بشكل مبالغ فيه، ووصف أحد الصحفيين الإسرائيليين هذا الموقف بأنها قامت بالتعري في مشهد مبتذل أمام ترامب، وكأنها تقوم بالاستربتيز متعمدة إثارة الرجال حولها خلال زيارتها الأولى لترامب بعد فوزه برئاسة أمريكا، والمدهش كذلك أنها بدلت وضعية ساقيها (اليمين فوق اليسارواليسار فوق اليمين)، وفي محاولة مبتذلة منها لمنافسة ميلانيا ترامب، والبائس في الأمر أن السيدة الأولى في البيت الأبيض لم تفعل مثلما فعلت سارة نتنياهو رغم أن ميلانيا ترامب كانت واحدة من سيدات الموضة العالمية.
سارة تكشف عن ساقيها في البيت الأبيض
نتنياهو لم يستسلم بعد: -
الاتهامات المتتالية التي وُجهت لنتنياهو ووزراء آخرين في حكومته دفعت حزب هاليكود الإسرائيلي لتقديم مشروع قانون للكنيست ينص على منع الشرطة من رفع توصياتها للنيابة العامة بخصوص التحقيق مع رئيس الوزراء في قضايا تتعلق بالاحتيال والرشوة أو خيانة الأمانة، على غرار قانون مشابه في فرنسا.
ووجه مشروع القانون المعروف بقانون التوصيات بمعارضة شديدة من حزبي هابيت هيهودي وكولانو، رغم مساعي أعضاء الليكود لدفع الكنيست لمناقشته، وتهديدهم بتعليق تشريعات أخرى إذا لم يتم التقدم بمشروع قانون حماية الوزراء.
وتحدثت تقارير إعلامية إسرائيلية عن تهديد نتنياهو بتفكيك الائتلاف الحكومي الذي يتزعمه والدعوة لانتخابات مبكرة إذا لم يتم مشروع قانون التوصيات.
وبعد خلافات حادة في الكنيست حول مشروع القانون تم الوصول لحل شبه توافقي، بموجبه لا يمكن للشرطة أن تقدم توصيات مكتوبة فيما يتعلق بملفات التحقيق مع نتنياهو، لكنها تستطيع تقديمها شفاهة إلى النائب العام، ويمكن للمستشار القضائي أن يطلب توصيات الشرطة دون نشرها.
مسيرة العار: -
على خلفية دفع حزب نتنياهو لمشروع القانون المثير للجدل، ومع ارتفاع نسبة الفساد المالي والسياسي تظاهر آلاف الإسرائيليين في مدينة تل أبيب للاحتجاج على هذه الفضائح التي تلاحق مستويات سياسية إسرائيلية رفيعة، وفي مقدمتها بنيامين نتنياهو.
جانب من مظاهرات مسيرة العار
وفاق عدد المشاركين في المظاهرة التي حملت اسم "مسيرة العار" عشرات الآلاف، وأعلن المشاركون فيها رفضهم لمشروع قانون التوصيات، خصوصا مع التكهنات بأنه سوف يسري بأثر رجعي على تحقيقاتها الحالية مع نتنياهو.
إطلاق سراح أولمرت: -
في يوليو 2017 أُطلِق سراح رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بعد قضائه مدة سجن سنة وأربعة أشهر على خلفية اتهامه بالفساد وتلقي الرشى، ليكون أول رئيس وزراء في تاريخ إسرائيل يدخل السجن، وكان الحكم عليه بالحبس لمدة 27 شهرا لكنه استفاد بتخفيف الحكم وإطلاق سراحه هذا العام لظروف صحية. 
أولمرت في السجن
نتنياهو وسرنا: -
شهد العام 2017 هجوما شديدا من بنيامين نتنياهو على الصحفي والأديب يجآل سرنا، حيث اتهمه في دعوة قضائية رفعها ضده في 2016 بالافتراء وتشويه السمعة بعد أن كتب سرنا  منشورا حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك زعم فيه أن سارة نتنياهو أوقفت موكب رئيس الوزراء وألقت الرجل الأول في إسرائيل بالشارع بعدما صرخت عليه، بعد خلاف بينهما. وفي يونيو 2017 قضت المحكمة بأن مزاعم سرنا لا أساس لها، وتندرج تحت بند التشويه، وألزمته بدفع تعويض مادي للثنائي نتنياهو.
الكاتب الإسرائيلي يجال سرنا
الحريديم ضد التجنيد: -
منذ مطلع فبراير 2017 شهدت العديد من المناطق في إسرائيل مظاهرات للحريديم المتشددين للتنديد بإلزامهم بالتجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي، وشهدت المظاهرات مواجهات بين الحريديم المتظاهرين وقوات الشرطة الإسرائيلية أسفرت عن اعتقال الكثير منهم ثم إطلاق سراحهم بقيود.
جانب من مظاهرات الحريديم ضد التجنيد الإلزامي
تكررت المظاهرات عدة مرات على مدار العام، وأوقفوا حركة الحافلات والسير أكثر من مرة، وقاموا بإغلاق شوارع رئيسية في القدس ومناطق أخرى، وذلك بعد تعديل قانون التجنيد الإلزامي خلال ولاية الحكومة الإسرائيلية السابقة، بمبادرة من حزب ييش عاتيد ورئيسه يائير لابيد الذي طالب بتحمل الحريديم للأعباء أسوة بالعلمانيين الذي يخدمون في الجيش.
مكاسب السبت: -
في أكتوبر من عام 2017 أصدرت المحكمة العليا في إسرائيل قرارا بالسماح بفتح متاجر في تل أبيب أيام السبت، وهو القرار الذي أثار حفيظة الحريديم مجددا، وهاجمت الأحزاب قرار المحكمة العليا واعتبرته "انقلابا وعداء سافرا للديانة اليهودية".

وبعد خلافات شديدة في أوساط الحكومة الإسرائيلية عقب قرار المحكمة العليا، استطاع الحريديم الخروج بمكاسب كعادتهم، حيث اتفق حزب الليكود الحاكم مع أطراف الائتلاف من الحريديم على عدم إغلاق المحال التجارية بتل أبيب في أيام السبت، وعدم توقف حركة القطارات، وصادقت الحكومة على مشروع قانون البقالة الذي يمنح الصلاحيات لوزير الداخلية الإسرائيلي لإلغاء القوانين المساعدة للبلديات الأخرى بخلاف تل أبيب بما يؤدي إلى غلق محلات تجارية وأكشاك بيع في يوم السبت.
وكجزء من الاتفاق بين هاليكود والحريديم تقرر سن قانون يعطي نائب الوزير صلاحيات إدارية حتى يتمكن يعقوب ليتسمان وزير الصحة المستقيل من الاحتفاظ بسلطاته دون أن يتحمل مسئولية وزارية، وجدير بالذكر أن ليتسمان عضو بارز عن حزب يهدوت هتوراه الحريدي أحد أعضاء الائتلاف الحكومي مع حزب هاليكود.
رئيس جديد لحزب هاعفودا: -
آفي جفاي الرئيس الجديد لحزب هاعفودا
في يوليو 2017 انتخب حزب هاعفودا المعارض وزير البيئة السابق آفي جفاي زعيما له، بعدما تخطى عمير بيرتس في نتيجة انتخابات الحزب، وينضم حزب العمل إلى الكتلة الصهيونية التي تتشكل من عدة أحزاب حصلت مجتمعة على 24 مقعدا في الكنيست الحالي.
استطلاعات الرأي: الليكود وييش عاتيد في المقدمة: -
رغم الصعود المفاجئ لآفي جفاي كزعيم جديد لحزب هاعفودا، فإن استطلاعات الرأي التي جرت في 2017 أظهرت أن حزب الليكود ربما سيظل محتفظا بعدد كبير من مقاعد الكنيست، رغم دعاوى الفساد التي تطال نتنياهو، ويليه أو يتساوى معه حزب ييش عاتيد بزعامة يائير لابيد، في حين تأتي بعدهما الكتلة الصهيونية التي تضم حزب العمل وتسيبي ليفني زعيمة حزب هاتنوعا وآخرين، فيما أظهرت استطلاعات الرأي صعودا متزايدا لحزب البيت اليهودي، وتراجعا للقائمة العربية المشتركة. 
يائير لابيد رئيس حزب ييش عاتيد (يوجد مستقبل)
تجدد الصراع بين المتدينين والعلمانيين: -
شهد العام 2017 استمرارا لمسلسل الصراع بين المتدينين والعلمانيين في إسرائيل، خصوصا مع وجود الائتلاف اليميني الحاكم الذي يضم أحزابا حريدية متشددة مع حزب هاليكود بزعامة نتنياهو.
مع استمرار الجدال ومطالب الحريديم بوقف الأنشطة كافة في المدن الإسرائيلية في أيام السبت؛ أعلن العلمانيون عن تخوفهم من مسألة تديين المؤسسات الإسرائيلية بعد توغل اليمين المتطرف في الحكم، خصوصا مناهج التعليم في المدارس الحكومية التي ينتمي إليها أغلب أبناء العلمانيين، وزعم أولياء الأمور أن وزير التعليم نفتالي بينط زعيم حزب هابيت هيهودي يقوم بمساعي حثيثة لإدراج مواد ومقررات دينية يهودية إلى المناهج التعليمية بالمدارس التي يغلب عليها الطابع العلماني.
قضية أزاريا: -
لم يختم الجندي القاتل إليئور أزاريا عام 2017 كما كان يريد هو وأسرته، بعدما قرر رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين رفض طلب العفو الذي تقدم بع أزاريا.
الجندي القاتل إليئور أزاريا يحظى بالتضامن
في فبراير 2017 قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بحبس الجندي الإسرائيلي لمدة 18 شهرا بعد إدانته بالقتل العمد بحق الفلسطيني عبد الفتاح الشريف من مدينة الخليل بينما كان الأخير مصابا وينزف على الأرض، وزعم الجندي القاتل أنه أطلق النار من منطلق الدفاع عن النفس.
ورغم مساعي رئيس الأركان الإسرائيلية جادي أيزنكوت للحصول على عفو بحق أزاريا، إضافة لضغوط سياسية كثيرة من الحكومة، فإن الرئيس الإسرائيلي رفض العفو عن الجندي القاتل، ومع ذلك تشير تقارير إلى أنه من المحتمل أن يقلص ريفلين مدة سجن أزاريا، ويمنحه عفوا قبيل الثامن عشر من إبريل القادم.
الصراع على جثامين فلسطينية بين المحكمة العليا والحكومة: -
تأجج الصراع بين حكومة نتنياهو والمحكمة العليا في إسرائيل، بعد صدور قرار المحكمة بعدم جواز احتجاز إسرائيل لجثامين الفلسطينيين الذي قتلتهم إسرائيل بعد تفجير نفق غزة في أكتوبر الماضي، وأعلن نتنياهو أن قرار المحكمة "إشكاليا للغاية"، وصرح بأنه يرفض "منح حماس هدايا مجانية"، كما رفضت وزيرة القضاء أييلت شاقيد قرار المحكمة، وأعلنت أنها بصدد تقديم مقترح قانون يسمح باحتجاز جثامين الفلسطينيين لأغراض المساومة.
 
شهداء نفق غزة
توقعات بحل الائتلاف الحكومي: -
رغم التأكيدات الرسمية على قوة الائتلاف اليمين الحاكم في إسرائيل، فإن الخلافات التي ظهرت للعيان بين هاليكود من جانب وأحزاب الحريديم من جانب آخر في 2017 تشير إلى اقتراب تفكك الائتلاف الحاكم، على خلفية تكرار مظاهرات الحريديم المناهضة للتجنيد الإلزامي، ومسيرة العار التي تناهض الفساد المستشري في مؤسسات الحكم، وقانون البقالة الذي هدد بسبب أرييه درعي بالاستقالة، وإذا قام بها لأدت لحل الحكومة، إضافة إلى مسائل خلافية على مستويات. 

نشاط سياسي خارجي: -
على مستوى السياسة الخارجية شهد العام 2017 حراكا إسرائيليا خارجيا نشطا، ففي فبراير قام نتنياهو وزوجته بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة، التقيا فيها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.
وبعدها في مايو قام ترامب بزيارة رسمية لإسرائيل، وقام خلالها بالوقوف أمام حائط المبكى (حائط البراق) مرتديا الكيبّا على رأسه.
وفي يوليو من عام 2017 قام رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بأول زيارة رسمية لإسرائيل منذ قيامها، ومكث مودي بإسرائيل ثلاثة أيام، وتشهد العلاقات الإسرائيلية الهندية نشاطا ملحوظا على المستويين الاقتصادي والتجاري تحديدا.

في سبتمبر 2017 قام نتنياهو بزيارات رسمية لعدة دول في أمريكا الجنوبية، شملت الأرجنتين وكولمبيا والمكسيك ولقاء مع رئيس باراغواي، وكانت هذه الزيارات بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والأمني بين إسرائيل وبين دول أمريكا الجنوبية. 

بعد انتهاء زيارته لأمريكا اللاتينية توجه نتنياهو للولايات المتحدة لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي الكلمة التي تملق فيها الرئيس الأمريكي ترامب لدرجة أنه وصف ملمس أصابع الرئيس الأمريكي لحائط المبكى بأنه "ولادة جديدة للشعب اليهودي".
الصراع بين إسرائيل وبين حزب الله وإيران فوق سوريا: -

شهد هذا العام صراعا بين إسرائيل وبين محور حزب الله إيران فوق أرض سوريا، حيث شنت إسرائيل عدة غارات جوية على الأراضي السورية بهدف تقويض تحركات قوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني في مناطق الصراع بسوريا، وأشارت التقارير العسكرية أن أولى هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على سوريا كانت في يناير من هذا العام، ثم في مارس، وبعدها في سبتمبر الماضي.
قانون القومية: -
اقتربت إسرائيل في 2017 من سن "قانون القومية" بشكل رسمي، وهو قانون الأساس الذي بموجبه تكون إسرائيل "الوطن القومي لجموع الشعب اليهودي"، وتحرك اليمين الحكومي لإقراره، بعد تمرير الموافقة على القراءة الأولى له في مايو الماضي .
ومؤخرا أعلن نتنياهو أن "قانون القومية" أصبح الأولوية الأكبر لرئيس الائتلاف الحكومي الجديد دافيد أمسلم، الذي حل بدلا من دافيد بيتان، واعتبر نتنياهو أن القانون سيكون أحد أهم القوانين في تاريخ إسرائيل.

يرسخ "قانون القومية" وضع إسرائيل كدولة يهودية "قانون القومية"، وينص بنده الأول على أن "دولة إسرائيل هي "البيت القومي للشعب اليهودي"، يحقق فيها أمانيه في تقرير المصير بموجب "تراثه الثقافي والتاريخي"، كما ينص على أن "الحق في تقرير المصير القومي في دولة إسرائيل يقتصر على الشعب اليهودي فقط"، وأن "أرض إسرائيل هي الموطن التاريخي للشعب اليهودي، ومكان إقامة دولة إسرائيل"..
الجيش الإسرائيلي وتراجع الالتحاق بوحدات القتال: -
شهد العام 2017 تراجعا متزايدا في نسية الجنود الراغبين في الالتحاق بالوحدات القتالية، في الوقت الذي يسعى فيه كثير من الجنود للالتحاق بالوحدات التكنولوجية ووحدات الحرب الإلكترونية، لأن هذه الوحدات تدعم الجنود بخبرات تعليمية تقيدهم بعد الانتهاء من التجنيد في البحث عن وظيفة جيدة، كما يتزايد خوف الجنود وعائلاتهم من الالتحاق بوحدات القتال التي تواجه معارك مباشرة، وأصبح هذا التراجع في أعداد جنود وحدات القتال يمثل قلقا متزايدا لدى قيادات الجيش الإسرائيلي، مما دفع رئيس الأركان جادي أيزنكوت لاعتماد خطة تقضي بمنح امتيازات أكبر للجنود المنضمين لوحدات القتال.

يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع أفيجادور ليبرمان عن عزمه زيادة تسليح الجيش الإسرائيلي، بحجة مواجهة التهديدات المتزايدة من حزب الله وإيران على الجانبين السوري واللبناني، وكذلك بسبب تدافع دول المنطقة المحيطة بإسرائيل لمزيد من التسلح في صفوف جيوشها.
الاقتصاد الإسرائيلي في صعود وتقليص المخصصات الاجتماعية: -
تؤكد المؤشرات أن العام 2017 واحد من أفضل الأعوام بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، حيث استمر انخفاض سعر الدولار أمام الشيقل، ونجحت حكومة نتنياهو في خفض الدين العام إلى مستوى 60% من الناتج العام، كما ارتفعت نسبة التشغيل ونسبة المشاركة في سوق العمل، ما أدى إلى ارتفاع القوة الشرائية ومن ثم ارتفاع في مستوى المعيشة، خصوصا مع ارتفاع الرواتب، وقيم بعض الخبراء في إسرائيل صعود المؤشرات الاقتصادية هذا العام باعتبارها معجزة كبيرة حدثت رغم التحديات الكثيرة التي واجهت حكومة نتنياهو.
هذه الانتعاشة الاقتصادية الكبيرة استطاع نتنياهو تحقيقها عن طريق تقليص المخصصات الاجتماعية، والاتجاه نحو التخصيص في مجالات الصحة والتعليم العالي، وأثار هذا التوجه مخاوف من تراجع الخدمات الصحية في إسرائيل خصوصا وأنها تتعلق بقلة الأسرة في المستشفيات، وتراجع الخدمات الطبية.
إعلان ترامب: -

في السادس من ديسمبر 2017 أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتراف بلاده رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أعلن نيته نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، وأثار هذا الإعلان الفردي سخطا لدى كثير من دول العالم، وعلى رأسها الدول العربية والإسلامية.

على الجانب الإسرائيلي ليس غريبا أن يحدث احتفاء عام بإعلان ترامب، فقد حظي بإجماع واسع على الصعيدين الحكومي والحزبي في إسرائيل، واعتبرت قوى اليمين أن ترامب أثبت بإعلانه نجاحه في إدارة الصراع في المنطقة، وكتب رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين مقالا نُشر على الصفحة الأولى لصحيفة يديعوت أحرونوت افتتحه بعبارة "شكرا لك يا سيادة الرئيس"، وكتب ممجدا خطوة ترامب، وصرح نتنياهو بأن ما فعله ترامب بمثابة "أفضل هدية لإسرائيل بمناسبة مرور 70 عاما على إقامتها".
كما احتفى رئيس حزب هاعفودا آفي جفاي بإعلان ترامب، وصرح بأن القدس أهم من اتفاق السلام مع الفلسطينيين.
لا جديد في المستقبل القريب: -
جاءت خطوة ترامب لتشعل غضب الفلسطينيين الذي هبوا لنصرة القدس في حراك يومي منذ إعلان الرئيس الأمريكي، بينما لم يشهد عام 2017 حتى الآن تحقيقا لبنود اتفاق المصالحة الأخير بين فتح وحماس والذي جاء برعاية مصرية، في الوقت الذي تواصل إسرائيل انتهاك سيادة فلسطين وتسارعت عملية بناء المستوطنات، وسن القوانين العنصرية، حتى جاء إعلان ترامب ليجعل مستقبل فلسطين في العام 2018 أكثر غموضا.
الأمر ذاته يمكن قوله على مستقبل إسرائيل التي تشهد صراعات سياسية حادة، لكن رغم ما أظهرته قضايا الفساد التي تلاحق حكومة نتنياهو؛ فإن اليسار الإسرائيلي أضعف من أن يواجه أحزاب اليمين متمثلة في هاليكود وييش عاتيد إضافة إلى أحزاب اليمين المتطرف والحريديم الذي يجنون مكاسب جديد كل يوم.