Tuesday, January 28, 2014

خارج الإطار


     من الطريف إنك تقبض مرتبك يوم 22 في الشهر، تمسك ورقة وقلم وشوية أظرف صغيرة، وتبدأ عمل تعبئة وإحصاء، فلوس الإيجار في ظرف، فلوس الجمعية في ظرف، فلوس فواتير الموبايل والنت والتليفون والكهربا والمية والغاز ونضافة السلم في ظرف، فلوس الجمعية في ظرف، فلوس الأقساط في ظرف، فلوس الواجب الإجتماعي في ظرف، وبعد ما تخلص وتلاقي عجز كالعادة مراتك تقول لك
-  طيب ومصاريف البيت؟؟!
تبص لها بصة جيم كاري في فيلم غباء في غباء وتقول:
- ما أنا جايب الشهر إللي فات طلبات للبيت! هي لحمة العيد الكبير خلصت؟
تبص لك بصة دراكولا، وتحس إن لفظ الإعتراض المصري الأصيل على لسانها، بس تمسك نفسها.
- العيد الكبير؟!!! والخضار؟ والفاكهة؟ والبقالة؟ والطوارئ؟ والعلاج؟ ومشوار السفر؟ ومشوار معرض الكتاب؟ والهدوم؟و...و...و...إلخ إلخ إلخ.
حضرتك بقى ما تعرف تمسك نفسك، وتقول الكلمتين إللي كل زوج ورجل مصري أصيل بيقولهم:
- .....بعد ما تشخر جواك وتسب وتلعن: وأنا أعمل إيه؟ آدي الجمل وآدي الجمال.
وبعد ما تكون دونت متوسط المصاريف وحطيت الفلوس في الأظرف وفقا لوجهة كل ظرف، تلاقيك بتشخبط على كل الحسبة إللي حسبتها لأنها خرمت معاك كالعادة.
وفي ظرف ثلاثة أيام (في الظروف الطبيعية وليست الحرجة) يعني على يوم 25 من الشهرتلاقي جيبك نضيف وقاعد تعضعض شفايفك لما تتشقق، وتقرقض ضوافرك لما تعور صوابعك. وبعدين تمسك ريموت التليفزيون وتقلب في كل القنوات من غير ما تتفرج. وجواك بركان حامي مولع صدرك ويوشك على تفريغ حممه.

صفحة من يوميات مصري عادي.