Thursday, June 13, 2013

متاهة من جديد



عجبا لأناس باتوا مقتنعين - أو يدعون الثقة واليقين - من نجاحهم في تحقيق هدف 30 يونيو بإسقاط حكم الطغاة المتأسلمين! وكأننا في السابق كنا مقتنعين وواثقين من نجاح 25 يناير في إسقاط الطاغية مبارك. التظاهر حق، المعارضة حق، إسقاط حكم المتأسلمين ضرورة، ولكن لا داعي للهجة المتيقنة المتسلطة، فمَن في الحكم مازالوا يحملون أوراقا في جعبتهم، وخلفهم ذيول من المؤيدين، والتابعين، والفلول، والذيول، وقسم خاص بالإرهابيين.
والكارثة أنهم يطرحون الآن أسماء وأفكار بمجلس رئاسي وأشياء من هذا القبيل، والتي ما نجحت في السابق – كأسماء وأفكار- في جذب تأييد أغلبية، ولا أفلحت في الاستحواذ على اقتناع الشعب.
أتفق مع كل رأي قائل بأن جبهة الإنقاذ فاشلة، ومعظم من فيها معارضون وصوليون نفعيون وفاشلون وشيوخ عفا عليهم الزمن، ومنهم ثوريون محترمون وساسة مثاليون، وأكبر أخطائهم هي محاولة إخفاء فشلهم الذيع وانقسامهم المهين في التسلق على أكتاف الشباب الذي أبدع حركة تمرد، وغيرهم من غير المسيسين، فأصبحت جبهة الإنقاذ عبارة عن ثلة من العواجيز المرتزقة اللصوص (إلا قليلا بالطبع) . ولذلك لا يصح أبدا أن نعتبرها الوجه الوحيد للمعارضة. ومع ذلك لا يجب أيضا التقليل من حجم ضغطها على نظام المتنطعين باسم الدين، هؤلاء الذين فشلوا في كل شيء حتى في استغلال الدين سلاحهم الوحيد ومطيتهم التي ركبوا بها الثورة والوطن.
لابد أن يتخلص الوطن من هذا النظام المهترئ، من هذه العبثية التي فاقت العبث، من نظام كاذب فاشل مدعي تدين، مازال مغبرا برماد إرهاب مسلح، وتطرف ديني همجي، وتخلف عقلي وفكري عقيم يهدم أي فرصة في التقدم بالوطن ولو خطوة للأمام، وفي المقابل لابد أن يتخلص الوطن كذلك من معارضة كل أدواتها جعجعة بلا طحن، وكل رجالاتها أكل عليهم الدهر وشرب، وكل أفكارها تنحصر في أضواء إعلامية وبزات أنيقة ومؤتمرات صحفية فوضوية، وتصريحات خاوية وشعارات جوفاء.
لابد من تغيير في الشكل العام الذي تلوث، تغيير جذري، يطول جميع الأطراف، ولأن هناك من ينادي بتصحيح خطأ سابق تمثل في عدم الاصطفاف خلف كيان أو زعامة أو مطالب بعينها، فأعتقد أن أوان التصحيح قد فات وولى، وأن الخطأ السابق من الأفضل أن يظل موجودا الآن ، بدلا من اختيار بديل أو زعامة أو حل يزيد الطين بلا، فلا أمل في سياسي معارض من هؤلاء، كما لا أمل في سلطة وحكومة كأولئك. هؤلاء جميعا امتطوا ظهر الوطن ووطئوا آماله وأحلامه، ودهسوها حتى هرسوها. لا أمل إلا بتحرك جماهيري عفوي كما في السابق. وليكن ما يكون.