Saturday, October 26, 2013

شعوذة - داليا ربيكوفيتش

شعوذة  (سحر)
شعر: داليا ربيكوفيتش.
ترجمة من العبرية: محمد عبد الدايم

اليوم أنا هضبة،

غدا أنا بحر. 

كل يوم أضيع

كبئر مريم،

كل يوم أنا فقاعة

أضيع في الشقوق.

في المساء حلمتُ

بجياد حمراء

بنفسجية وخضراء.

في الصباح استمعتُ

لخريرٍ بلا نهاية
قعقعة بطون
.

اليوم أنا قوقعة 

اليوم أنا قوقعة
                                                    غدا أنا شجرة
عالية كالنخلة.
أمس كنتُ مغارة
اليوم أنا صدَفة

غدا أنا غدا. 

داليا ربيكوفيتش   דליה רביקובי'ץ (1936- 2005)


    شاعرة وروائية ومترجمة إسرائيلية، ولدت لأب من أصل صيني،  ظهرت بواكير شعرها في الخمسينيات من القرن الماضي، من أعمالها "אהבת תפוח הזהב ــ حُب البرتقال" 1963م، و"חורף קשה ــ شتاء قارص" و"הספר השלישי ــ الكتاب الثالث".

    نالت جوائز عدة، منها جائزة بياليك للشعر وجائزة إسرائيل، وجائزة شلونسكي، وجائزة رئيس الوزراء للأدباء العبريين، وكانت من الشاعرات الإسرائيليات محل التقدير والدراسات النقدية، وبعد حرب إسرائيل الأولى على لبنان اتجهت نحو الشعر السياسي، ونظمت كثيرا من القصائد ضد الاحتلال الإسرائيلي وما يرتكبه من جرائم.

   توفيت عام 2005، وخمنت كثير من وسائل الإعلام أنها ماتت منتحرة، غير أن الأطباء قد شخصوا سبب الوفاة باعتلال في القلب.  

Saturday, October 12, 2013

في رحم إمرأة

في رحم إمرأة
شعر: سلمان مصالحة סלמאן מצאלחה
ترجمة: محمد عبد الدايم


في رحم امرأة  أبحث


عن قطع غيار جديدة لأعضاء


فسدت بداخلي. أبحث


عن أصدقاء طفولة. هربوا مع


نساء أخريات ولم يعودوا. كما


لم يأتوا لزيارتي في القصر الذي بنيته


بأطلال الذكرى.


 


في رحم امرأة أبحث


عن مخاض لكلمات اندملت


في حلقي. أبحث عن ضمادات


للجروح العميقة


بين رجليها. طيور نائمة


في عينيها وقت الليل رحلت إلى



الماء الذي تجمّع بين رموشها

 

في رحم إمرأة 

سأبحث عن الرجل الذي لم يعد

الرجل الذي شرع في استبدال

الضماد بالأجرام السماوية. وحينما

رأى ما يفعله البشر 

على الأرض، لم يعد

وفضّل، رغم ذلك، أن يتحول 

إلى نجم، وينثر في الليالي

على الأرضِ شعرَه. 



Sunday, October 06, 2013

احتفالات النصر المزيف والأغنية "الوطنية" النشاز

الأغنية الوطنية مؤشر للتخلف، كما أنها مؤشر للاضمحلال الثقافي والشعبي: من عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم إلى شادية مرورا بالحجار والحلو ومنير، ثم جيل العيال السيس الهاربين من الخدمة العسكرية تامر حسني وهيثم شاكر، والتي ولدت ابنتها خارج مصر لتحصل على الجنسية ثم تغني لنا ما شربتش من نيلها، وانتهاء بكتيبة الشذوذ الفني والغنائي وحمادة هلال وإيهاب توفيق وبهاء سلطان.
المؤشر يتجه للأسفل بأقصى سرعة، واضمحلال الأغنية الوطنية يشير إلى تدني الذوق الشعبي، وتدني الأخلاق، وتدني الحس الوطني، في مقابل زيادة مستوى العته والتخلف والنفاق.
ننزلق للقاع بكل ما أوتينا من قوة، ننزلق حاملين معنا آمال وطن مُحطم، متشبثين بكل آيات النفاق، وأصبح لعق حذاء السلطان غاية وهدفا وهواية.
إذا كنتم تريدون الحديث عن أغنية وطنية فاستمعوا لفيروز، استمعوا للسيدة ماجدة الرومي في رائعتها "بيروت يا ست الدنيا" و"كل يغني على ليلاه"، استمعوا لجوليا بطرس. بدلا من الاستماع لكل آفة ترجو المكسب المادي فتغني لمصر دون أن تحمل جنسيتها، أو كل هؤلاء المنافقين النشاز.
السلطة في مصر - على مر العصور - تكرس لنظام شمولي يجمع حول عرشه زمرة من الأفاقين المتلونين، مجموعات فطرية من الكومبارس المؤدين لأدوار ماسحي الجوخ والأرزقية، وفي المقابل يرزح الوطن تحت وطأة الفقر  والهزيمة الملفوفة بكساء نصر ذهب بريقه والفساد والمرض والطائفية والديكتاتورية والكذب الذي يدهن جوانبه بزيت مقزز يفوح نتانة ولا يجذب إل الهوام. الوطن يموت ونحن نتصنع الغناء، فنحن أمة إذا انتكست صدحت بالنشاز.
مصر: إنا لله وإنا إليه راجعون.