Wednesday, September 27, 2017

ليبرمان بذريعة سوريا وإيران: لا لخفض مدة التجنيد.. نعم لزيادة موازنة الجيش

منشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية، اضغط هنا للانتقال


صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجادور ليبرمان بأنه يعارض الاتفاق الذي توصلت إليه وزارة الدفاع مع وزارة المالية، ويتعلق بتخفيض مدة التجنيد الإجباري للذكور بجيش الاحتلال، وطلب ليبرمان دراسة هذا الأمر من جديد.

وفقا لما نقلته صحيفة هآرتس الأسبوع الفائت فإن ليبرمان طلب كذلك زيادة جديدة في موازنة الجيش الإسرائيلي، وهو الأمر الآخر الذي يخالف فيه ليبرمان سلفه يعلون في تفاهماته مع وزير المالية موشيه كحلون عام 2015، وهي التفاهمات التي خرجت بحضور واتفاق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جادي أيزنكوط ، حيث اتفق يعلون وكحلون على تثبيت ميزانية الجيش الإسرائيلي لمدة خمس سنوات، للسماح بإنجاز الخطة  طويلة الأمد المسماة "خطة جدعون".
 لجنة لوكر وخطة جدعون:-
في عام 2014 أمر رئيس الوزراء نتنياهو بتشكيل لجنة لدراسة تفاصيل ميزانية الجيش الإسرائيلي،  وظهرت اللجنة برئاسة اللواء بالاحتياط  يوحنان لوكر، السكرتير العسكري السابق لرئيس الوزراء نتنياهو، وخرجت اللجنة بتوصياتها عام 2015، ومن أهم ما أوصت به تخفيض فترة التجنيد الإجباري، وتقليل الميزانية العسكرية، وكذلك تخفيض سن الضباط، وإعفاء نحو 100 ألف جندي احتياط، وتقليص عدد الضباط، وتقليص 6% من حجم القوات العسكرية.
كما اقترحت لجنة لوكر زيادة الشفافية في موازنة الجيش، وتقليل الجيش الدائم بنحو 11%، وتخفيض ميزانية الرواتب بنحو 14% وتقليص معاشات التقاعد لضباط الجيش، والتوصية بمنح الجيش ميزانية تصل إلى 59 مليار شيقل خلال السنوات 2016- 2020، بالإضافة إلى المساعدات السنوية العسكرية الأمريكية. 
وأسس نتنياهو لجنة لوكر بعد تزايد الضغوط السياسية والشعبية لمكافحة الفساد المستشري في المؤسسات الإسرائيلية ولا سيما في وزارة الدفاع والجيش، وضبط ميزانية الجيش بالاتفاق مع وزارة المالية لفرض مزيد من الشفافية على ميزانية الجيش.
وأثار تقرير اللجنة حينها ردود فعل كبيرة في أوساط الجيش الإسرائيلي، واعترض عليها وزير الدفاع السابق موشيه يعلون، ومن ثم اقترح الجيش في المقابل خطة جديدة أطلق عليها "خطة جدعون".
وتنص خطة جدعون على تسريح 2500 جندي حتى عام 2017 من الجنود النظاميين إضافة إلى  تسريح 100 ألف جندي من الاحتياط وتقليص بنسبة 6% من القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، ودمج المدنيين في المناصب العسكرية.
كما تشمل خطة الجيش إغلاق كتيبة الاحتياط التابعة للجبهة الداخلية وتأسيس وحدات لمتابعة الأحداث الأمنية العاجلة، بالإضافة لإقامة وحدة للحرب الإلكترونية ولواء للكوماندوز وزيادة  التدريبات العسكرية.
ليبرمان يتذرع بإيران والأسد وسباق التسلح:-
جاءت تصريحات ليبرمان بضرورة إعادة النظر في خطة تقليص مدة التجنيد لسببين وفقا لما صرح به: الأول هو التطورات الاستراتيجية الجديدة التي طرأت خلال العامين الأخيرين، والتي تدفع إسرائيل – وفقا لمنظوره- لإعادة النظر في تنظيم الجيش الإسرائيلي وتسليحه، خصوصا وقد زادت المخاطر الأمنية التي تواجهها إسرائيل في الفترة الأخيرة، حيث يعتبر ليبرمان أن نظام الأسد قد استعاد كثيرا من قوته العسكرية مؤخرا مع زيادة الدعم الإيراني والروسي، وبناء على ذلك استطاع جيش الأسد فرض إيقاع سيطرته بشكل كبير على الحرب الأهلية الجارية في سوريا.
كما تطرق ليبرمان لمسألة إيران، تماشيا مع تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بخصوص الاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده سابقا مع طهران في عهد سلفه أوباما، واعتبر ليبرمان أن طهران تتوسع يوما بعد يوم في المنطقة، خصوصا مع تداخلها المباشر في الحرب بسوريا، وتواجد قوات الحرس الثوري بجانب قوات حزب الله مع قوات الأسد. إضافة إلى ما اعتبره سباقا جديدا للتسلح في الشرق الأوسط، حيث تدافعت دول عدة محيطة بإسرائيل لشراء معدات عسكرية من دول أوربية، وهو ما يعتبره ليبرمان مبررا إضافيا لزيادة ميزانية الجيش الإسرائيلي.
خطة تخفيض مدة التجنيد ورفع كفاءة الجيش:-
كان قرار تخفيض مدة التجنيد الإجباري للذكور في الجيش الإسرائيلي قد تقرر في مارس 2014، وتم العمل به مع دفعة تجنيد يوليو 2015 وما بعدها، أما التخفيض الآخر فمن المنتظر أن يتم تفعيل العمل به عام 2020، ويُنتظر أن يتم التباحث بشأنه مجددا في مجلس الوزراء عام 2019.
من المقرر في العام المقبل لأول مرة  تسريح  الجنود من الجيش الإسرائيلي بعد قضائهم سنتين وثمانية أشهر (32 شهرا) فقط، بدلا من ثلاث سنوات كاملة يقضيها الجندي بالجيش، وذلك وفقا لاتفاق وقعه وزير الدفاع السابق موشيه يعلون مع وزارة المالية، ومن المتنظر أيضا أن يحدث تخفيض آخر في مدة التجنيد الإجباري، لتصل إلى سنتين ونصف (30 شهرا) وينطبق الأمر على الذكور الذين انضموا للجيش بعد 1 يناير 2020.
خطة تخفيض مدة التجنيد الإجباري من شأنها أن تقلل عدد الذكور في الجيش الإسرائيلي بنحو ألفي جندي خلال العام القادم، ويستمر العدد في النزول حتى العام 2019، وسوف تظهر الفجوة في أعداد الجنود خصوصا في الوحدات القتالية وعلى مستوى طبقة الضباط الصغار في هذه الوحدات.
وكجزء من خطة خفض مدة التجنيد أوصى رئيس الأركان الإسرائيلية جادي أيزنكوط بتقليص دورة التأهيل في أسلحة المدرعات، والهندسة والمدفعية، على أن يكون التأهيل مركزا ومناسبا للتحديات الأمنية والعسكرية التي تواجهها وحدات الجيش الإسرائيلي، وتأتي هذه الخطة بهدف الارتقاء بالكفاءة البشرية.
ومع ذلك يقر مسئولون عسكريون بالجيش الإسرائيلي أن خطط رفع الكفاءة تتعارض مع خطة تخفيض عدد الجنود خصوصا في القطاعات الحيوية بالجيش كوحدات القتال المباشر والوحدات الداعمة لها.
تصطدم خطط القيادة العسكرية الإسرائيلية لرفع كفاءة جيش الاحتلال بواقع عزوف الشباب عن الالتحاق بالوحدات القتالية بالجيش، وهو ما أشرنا له في التقرير السابق بعنوان: لماذا يعزف الشباب عن الالتحاق بوحدات القتال في جيش الاحتلال الإسرائيلي؟، ولذا يأمل المسئولون العسكريون أن ترتفع وتيرة انضمام الجنود لوحدات القتال، مع استمرار تطوع الجنديات للوحدات ذاتها، مع دخول طوائف أخرى ممثلة في الدروز والبدو والشباب الحريديم (المتدينين)، خصوصا مع حكم محكمة العدل العليا بإسرائيل بإلغاء القرار السابق الذي كان ينص على  إعفاء تلاميذ المدارس الدينية من التجنيد لمدة عام. 

Thursday, September 21, 2017

طقس مضطرب

الطقس غير ملائم لممارسة الحب؛
والمناخ الموسمي متقلب
والحديث عن ارتفاع الموج الصاخب
يقلق مضاجع من يسبحون
عكس التيار في نومهم،
وتشير التوقعات
لاحتمال هبوب إعصار غاضب
يخرج من قلب القلب الساخط
فتتعطل إشارات المرور
ويخرق سهم حديدي بشرة الفتاة المرسومة بِوَلَهٍ على لافتة عيادة التجميل عند مفترق الطريق
- ربما إشارة إلى زيف ما يروجون-
وينحشر الأمل أمام مداخل مدن العشق عند ذروة الزحام
فيهرب الرتل إلى طريق في الصحراء
تحاول رماله الاختباء من حرارة الشمس
فتتقلب أسفل بعضها لعلها تتغطى
غير مقتنعة أنها تتلظى فتتفرقع
كحبات الذرة التي تعدها أم كفشار
لطفلها المشاغب
انتظارا لعودة الأب من رحلة طالت فاستطالت لحيته وأعذاره
وشاخت الزهور التي تضعها كل صباح في المزهرية قبلما تحيك وشاحا من الصوف لن يرتديه أحد


وهكذا حتى إشعار آخر.

#أبو_إياس

Monday, September 18, 2017

جيش الاحتلال الإسرائيلي: مواجهة عزوف الشباب عن القتال بامتيازات وشعارات

منشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية، اضغط هنا للانتقال.

كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية عن انخفاض معدلات الشباب الراغبين في الانخراط بوحدات قتالية في صفوف الجيش الإسرائيلي، فقد أشارت معطيات الدفعة الجديدة إلى أن عددا أكبر من الشباب الإسرائيليين الملتحقين خلال الصيف بالتجنيد العسكري قد عزفوا عن التقدم للالتحاق بالوحدات القتالية بالجيش، وذلك لأسباب عدة، منها ضعف الروح المعنوية، وتفضيل الوحدات التكنولوجية التي تمنح الجنود فرص الحصول على مهنة مستقبلية بعد الخروج من الجيش، بينما أشارت المعطيات لارتفاع نسبة المتقدمين للخدمة في وحدات حرس الحدود.

ليس الأمر مقتصرا على الوحدات القتالية التي تستوجب مشقة أكبر مثل سلاح المشاة والمدرعات، بل إن الجيش الإسرائيلي شهد كذلك عزوفا من الشباب الملتحقين مؤخرا عن التقدم للانخراط في سلاح الجو، وأشارت المصادر إلى أن هذا المنحى الجديد من الشباب الملتحقين حديثا بالجيش الإسرائيلي ليس توجها منفردا أو عابرا، بل يبدو وكأنه توجه عام ينتهجه معظم الشباب الإسرائيلي بعد قبول دفعة يوليو 2017.
وتعد دفعة تجنيد يوليو واحدة من أكبر الدفعات القتالية التي استقبلها الجيش الإسرائيلي، ويتأكد انخفاض عدد الراغبين في الالتحاق بوحدات القتال بدرجة 1.8% مقارنة بنسبة الملتحقين بالوحدات القتالية هذا العام بنظيرتها في العام 2016، وفقا لما أشارت إليه مصادر في شعبة القوة البشرية بالجيش الإسرائيلي.
قضية أزاريا تلقي بظلالها:-
ويبدو أن قضية إليئور أزاريا لم تصبح رمادا بعد، وهي القضية التي سببت إزعاجا كبيرا للشباب المطلوبين للتجنيد في إسرائيل.
تعود أحداث قضية أزاريا إلى 24 مارس 2016، حين أعلنت إسرائيل أن تجمعا لجنود من الجيش الإسرائيلي قد تعرض لهجوم بالطعن من اثنين من الفلسطينيين في تل الرميدة بالخليل، ومات أحد الفلسطينيين فورا بعد إطلاق النار عليه من الجنود، فيما وقع الآخر عبد الفتاح الشريف مصابا بجروح بالغة، فما كان من الجندي الإسرائيلي إليئور أزاريا إلا أن فتح النار عليه وقتله، وقد أحيل أزاريا للمحاكمة وأدين بالقتل غير العمد، وفي مطلع العام 2017 قضت المحكمة العسكرية بسجنه لمدة 18 شهر، منها 12 شهر مع وقف التنفيذ، وتخفيض رتبته العسكرية.
ورغم نفي مسئولي الجيش الإسرائيلي وجود علاقة بين ضعف الإقبال على الوحدات القتالية وبين قضية أزاريا؛ تزعم وسائل الإعلام الإسرائيلية أن قضية أزاريا ما تزال تلقي بظلالها خصوصا في نفوس الشباب الملتحقين حديثا بالجيش، خصوصا مع عزوف العديد من الجنود عن الالتحاق بلواء كفير (اللواء 900) الذي خدم فيه أزاريا.
لتعد حيا يا بني، مُستعدا للعمل:-
لكن مصادر الجيش تؤكد أن انخفاض الإقبال على وحدات القتال بالجيش الإسرائيلي نتيجة تغيرات اجتماعية في إسرائيل، منها رغبة أهالي الجنود في أن يلتحق أبناؤهم بوحدات التكنولوجيا، خصوصا الوحدة 8200 المعروفة باسم SIGINT، وهي وحجة استخبارات إسرائيلية بالجيش مسئولة عن التجسس الإلكتروني وقيادة الحرب الإلكترونية، فمن منظور الأهالي تبدو هذه الوحدة مناسبة جدا لإكساب أبنائهم من الجنود خبرات ومعارف يمكن أن تكون ذات فائدة لهم في سوق العمل بعد التسريح من الجيش، كما أنها بعيدة عن الجبهات القتالية، مما يحافظ على أرواح أبنائهم.
سبب آخر لانخفاض أعداد المتقدمين لوحدات القتال هو انتقال المجندين للخدمة في وحدات بعيدة عن المواجهات المباشرة، مثل الوحدات التابعة لسلاح المشاة، وتتمثل في الكتائب المختلطة، والقبة الحديدية (منظومة الصواريخ الإسرائيلية المضادة للصواريخ) وقيادة الجبهة الداخلية.
خطة جذب الشباب إلى وحدات القتال:-
  استدعى الأمر قيادة الجيش الإسرائيلي لطرح خطة جديدة لتحفيز الجنود المنضمين حديثا للجيش الإسرائيلي على الالتحاق بالوحدات القتالية، وتتضمن هذه الخطة منح أفضلية للجندي الملتحق بوحدة قتالية من خلال عدة امتيازات، منها رفع الراتب من 1600 شيقل شهريا بداية من نوفمبر القادم إلى 2000 شيقل في السنة الثالثة للخدمة العسكرية، ومنح بطاقات نقاط مجانية بقيمة 1000 شيقل، يمكن للجندي أن يستخدمها في المطاعم أو السينمات أو النوادي الرياضية، إضافة إلى منح المجند شهادة تقدير كمقاتل ينالها بعد عام ونصف، بدلا من 20 شهرا، وتعليم قيادة السيارة على نفقة الجيش، ومنح أجازات في إيلات، وتمويل حصول المجند على شهادة جامعية، والتنقل مجانا في وسائل المواصلات بزي مدني، وسيحصل على هذه الامتيازات الجنود المنخرطون في سلاح المشاة  والمدرعات والمدفعية، وبدأ بالفعل تقديم بعض هذه الامتيازات خلال الأشهر المنصرمة، منها منح الجنود المقاتلين بطاقات ممغنطة بقيمة مئات الشيقلات تستخدم لشراء ملابس، وبدأت دروس تعليم القيادة لـ 500 جندي سنويا،  وتُقدَّم هذه الامتيازات من أجل الارتقاء بوضع المقاتل في الجيش الإسرائيلي،  الذي تأثر بشكل كبير مقارنة بزملائه في الوحدات الأخرى، وفقا لتصريحات جادي أيزنكوت رئيس الأركان الإسرائيلية، الذي أضاف أن وحدات التكنولوجيا والمخابرات ذات أهمية، لكن الوحدات القتالية هي الأكثر فعالية من أجل تنفيذ مهمات الجيش.

القتال أولوية "قومية":-
فيما يصرح قادة عسكريون في الجيش الإسرائيلي أن الانخراط في الوحدات القتالية يجب أن يكون ذي أولوية باعتباره "تحدٍ قومي"؛ ارتفعت درجة سخط الجنود المتدينين (الحريديم) من إلغاء قانون إعفاء طلبة المدارس الدينية اليهودية من التجنيد، وعلى الجانب الآخر  يصر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجادور ليبرمان على تجنيد المتدينين في صفوف الجيش الإسرائيلي، وصرح ليبرمان قائلا " كل من يبلغ من العمر 18 عاماً عليه التجنيد للجيش، يهودياً كان أو مسلماً أو مسيحياً."
القلق من رفض التجنيد:-

جدير بالذكر أن إسرائيل تفرض التجنيد الإجباري على الذكور لمدة ثلاثة أعوام، وعلى الإناث لمدة عامين ونصف، بعد الانتهاء من شهادة البجروت (تعادل الثانوية العامة)، وفي السنوات الأخيرة تزايدت نسبة الشباب الرافضين للتجنيد في صفوف الجيش الإسرائيلي، خصوصا على الجبهات الملتهبة في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويأتي عزوف الشباب عن التقدم لوحدات القتال كمؤشر على رغبة الشباب في إسرائيل تجنب الوقوف في جبهات القتال، وتفكيرهم في مستقبل آمن، والتسلح بخبرات مهنية بدلا من مواجهة الموت بلا ثمن، وهو ما يسبب قلقا للقيادة الإسرائيلية التي تحاول القضاء على أية بذرة تمرد شبيهة بما فعله الشباب اليساريون الرافضون للتجنيد والقتال في صفوف الجيش الإسرائيلي، والذين أسسوا جماعات تدعو لرفض أداء الخدمة العسكرية. 

Saturday, September 16, 2017

السكان الجدد

قصة قصيرة جدا
محمد عبد الدايم

رحل الجميع؛ لم يبق سواه مع ثلة ذكريات مُوشاة بالأسود على الحائط وفي المخيلة، أيقن مخذولا أن اللحاق بهم أفضل الحلول، لكن لم ينته دوره بعد لسوء حظه، فيبدو أن  سكانا جددا من المقدر أن يشاركوه سكنى المكان والروح فيما تبقى له من عمر، ليجد نفسه مضطرا للعيش من أجلهم، وربما قد شبع الحزن هنيهة، وامتلأت معدته قليلا، ولم يعد بها متسع لفريسة أخرى حاليا، وربما يكون سعيد الحظ في النهاية وتجد صورته نصيبا بين الذكريات على الحائط، حينما يعلقها السكان الجدد بعد رحيله. 

Tuesday, September 12, 2017

المانيكان

قصة قصيرة جدا تأليف محمد عبد الدايم، مشاركة في مسابقة الدوري الثقافي الذي تنظمه مؤسسة بتانة، اضغط هنا للانتقال وتقييم القصة:

     بموازاة صخب العالم؛ ضجيج التلاطم البشري الذي لا يحجزه الجدار الشفاف؛ ورغما عن العيون المتطفلة التي تسترق نظرات سريعة حينا؛ حالمة ربما، مندهشة أو ساخطة؛ ومع إحساس بالشفقة على قطة صهباء أو مرقطة وجدت بقعة ماء راكد، فتسللت من خلف صندوق قمامة لتلعق متوجسة قطرات عكرة، ومع ألفة معتادة لرؤية عامل النظافة الكهل الذي يبكر كل صباح ليلتقط بقايا الذين مروا بالأمس، وسيعبرون اليوم، وإذا عاش للغد لن يتغير روتين يومه، بعيدا روحيا، وعلى مقربة جغرافية، ومن خلال الحاجز الزجاجي المختوم ببصمات آلاف الأصابع؛ يحاول الجسدان أن يقتربا، يميل الواحد نحو الآخر، رغم تكبيلهما بقاعدة دائرية ثقيلة تأسر كل منهما في موضعه، لكنهما لا يفقدان الأمل في الاقتراب والالتصاق الخجول، ربما حينها يشعران بحميمية روحية لم يستشفا مثلها في أجساد العابرين جيئة ورواحا، لكن أسوأ كوابيسهما حين يدخل السجان، صاحب المكان، بعد نهاية كل موسم، ليبدي للعالم سوءاتهما، فيخلع عنهما سترهما دون أن يأكلا من شجرة الخلد، ولا يخصفا على جسديهما ما يداري حقيقتهما عن بعضهما. وهكذا يقضيان عمريهما.  


Monday, September 11, 2017

تجارة الجنس في إسرائيل: عندما تلجأ الأحلام لبيوت الدعارة


تقرير منشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية، اضغط هنا للانتقال


في تقرير جديد نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية (9/ 9/ 2017)؛ توجد معطيات تشير إلى زيادة كبيرة في نسبة الفتيات العاملات في الدعارة بتل أبيب، خصوصا من بين النساء القادمات عبر هجرة غير شرعية من دول أفريقية.
أفاد التقرير بوجود ما يقرب من 7000 فتاة وسيدة من طالبات اللجوء الذين يتواجدن في إسرائيل هن من أصول أثيوبية وإيريترية، وخصوصا من إيريتريا، ونحو 3500 منهن أمهات لأطفال، وغير معروف لهم آباء.
وجاء في تقرير أصدرته لجنة خاصة بالكنيست الإسرائيلي عام 2011 أن معظم الفتيات ممن يهاجرن إلى إسرائيل بطريقة غير شرعية من دول أفريقية يتعرضن للاغتصاب بشكل مستمر، ويوصمن بالعهر، وربما كثير منهن يحملن أمراضا، ومنذ صدور التقرير وحتى الآن لم تتحرك السلطات الإسرائيلية لوقف هذه التجارة الجنسية.
نقلت صحيفة هآرتس شهادات من بعض راغبي المتعة في إسرائيل، حيث أفاد بعضهم بتفضيل الأفريقيات، اللاتي انتشرن بكثافة في السنوات الخمس السابقة في مناطق مختلفة بتل أبيب، داخل بيوت الدعارة، وفي صالونات تدليك وساونا، وفي بتاح تكفا وحول منطقة محطة الحافلات المركزية.
المثير في الأمر أن بعض راغبي المتعة في إسرائيل ممن يفضلون الأفريقيات – وفقا لشهاداتهم التي نقلتها الصحيفة – يجدون صعوبة في التعاطي مع الفتيات لأنهن يتحدثن العبرية بصعوبة، فما كان من أحد العاملين في مجال الدعارة أن نصح زبائنه بأن يتعاملوا مع الفتيات – الخليط بين أصول أثيوبية وإيريترية -  باللغة الإنجليزية.
ووجدت مراسلة هآرتس صعوبة بالغة في التحدث مع معظم الفتيات الأريتيريات؛ بسبب مخاوفهن من افتضاح أمر عملهن بالدعارة، في حين يظل هذا الأمر بمثابة تابو محرم في محيط الطائفة الإيريترية، وزعمت بعض الفتيات أنهن أثيوبيات؛ لدحض هوياتهم الحقيقية، لكن وفقا لشهود من راغبي المتعة في إسرائيل فالحقيقة تظهر حين تجد الفتيات صعوبة في التحدث المتمكن بالعبرية.  
اللجوء للدعارة بديلا وحيدا:-
على جانب آخر تحدثت مسئولة بمنظمة أساف (منظمة مساعدة اللاجئين وطالبي اللجوء في إسرائيل) أن المنظمة تتعامل مع عشرات من حالات طلبات اللجوء ممن تضطر للعمل كفتيات ليل تحت وطأة الفقر الشديد وعدم الحصول على تصاريح إقامة أو عمل، ناهيك عن عدم وجود اهتمام صحي أو رعاية تشملهن.
وحين حاولت مراسلة صحيفة هآرتس التقرب من بعض الفتيات من العاملات في الدعارة؛ رفضن خوفا من ملاحقتها من قبل أفراد الطائفة الإيريترية التي ما يزال كثير منها يتمسك بالتقاليد المحافظة، وبالتالي يعد انتهاج الدعارة تابو مرفوض تماما، لكن الزيادة الكبيرة في أعداد الفتيات بدون غطاء اجتماعي أو صحي يدفع عشرات من الفتيات الأفريقيات للدعارة في إسرائيل. 
رغم أن وزارة الرفاه في إسرائيل تعمل على توفير ملجأ آمن للفتيات من ضحايا الجنس، فإن هذا الأمر لا يشمل طالبات اللجوء القادمات من بلاد أفريقية، خصوصا أن كثيرا منهن أمهات، ولذلك فإن عدد الفتيات من أصول أفريقية اللاتي ينخرطن في الدعارة يزيد بسبب الحاجة الشديدة، حيث يرزحن تحت ضغط الحياة الاقتصادية مرتفعة التكاليف في إسرائيل.
وفي سياق رد وزارة السكان والهجرة الإسرائيلية على مزاعم منظمة أساف؛ أفادت أن ظاهرة تجارة الرقيق والدعارة تحت ضغط الظروف الحياتية ليست واضحة المعالم في إسرائيل، ولا تملك الوزارة بيانات صحيحة وكاملة عن عدد أو وضع الفتيات اللاجئات من إريتريا وأثيوبيا.
اقتصاد الدعارة في إسرائيل:-
تحت عنوان: الثمن الحقيقي والتراجيدي للجنس (30/ 8/ 2017) مقابل المال أفادت الصحفية الإسرائيلية حجاي عميت على منصة "زي ماركر" الإسرائيلية أن  نحو 12 ألف شخص يعملون بالدعارة في إسرائيل، غالبيتهم بالطبع من النساء اللاتي يقدمن خدمات جنسية مقابل المال، وهو الأمر الذي يكلف خزينة وزارة الرفاه في إسرائيل نحو 177 مليون شيقل سنويا، من أجل توفير غطاء صحي واجتماعي للنساء العاملات في البغاء، بالإضافة إلى معالجة وتوفير سبل عيش آمنة لأطفالهن، كما أن نحو 25% من أطفال النساء المشتغلات بالدعارة يرسلون سنويا للتبني، وهذا وحده يكلف أكثر من 2 مليون شيقل، وهو ما يضع عبئا ماديا كبيرا عليها، أي على وزارة الرفاه وخزينتها، دون نتيجة مرضية، حيث يزداد عدد النساء العاملات في الدعارة يوما بعد يوم.
وبحسب تقارير صحفية؛ فإن تجارة الجنس في إسرائيل تزيد كل يوم، لدرجة أن نحو 20% من المشتغلات بالدعارة يحملن شهادات جامعية، وبالنسبة لطالبات اللجوء؛ فليس الأمر مقتصرا على الفتيات القادمات من دول أفريقية عبر الهجرة غير الشرعية أو تجارة الرقيق، بل تشير التقارير إلى توافد نساء من دول أوربا الشرقية عن طريق عصابات جنس تقوم ببيعهن أكثر من مرة داخل إسرائيل.
جدير بالذكر أن البغاء كمهنة محظور في إسرائيل، لكن لا توجد حدود قانونية كافية لوقف الدعارة في صالونات التدليك، ونوادي التعري والبارات والشركات التي تقدم خدمات المرافقة.


Tuesday, September 05, 2017

جفاي والبرغوثي وآمال السلام الطوبائية

منشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية اضغط هنا للانتقال.

في مقال بجريدة «هآرتس» تحت عنوان "جفاي والبرغوثي سيصنعا سلاما" (بتاريخ 17 أغسطس 2017) ؛ كتبت الصحفية الإسرائيلية «راحيل نئمان» عن مستقبل عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية.
جاء مقال راحيل بعد نشر المقال الذي كتبه كل من «حسين أغا» و«أحمد سامح الخالدي» بصحيفة «زي نيويوركر» الأمريكية تحت عنوان: "نهاية هذا الطريق: تراجع الحركة الوطنية الفلسطينية" (6 أغسطس 2017)، وتحدثا عن فيه عن وضع منظمة التحرير الفلسطينية، معتبرين أن "«أبو مازن» يعد آخر فرصة ضئيلة للوصول إلى تسوية مع إسرائيل عن طريق المفاوضات، بيد أن منظمة التحرير نفسها والحركة الوطنية الفلسطينية قد فقدتا ثقة المواطن الفلسطيني، ويظل «أبو مازن» بدبلوماسيته السياسية ورغبته في تحقيق السلام عائقا أمام مساعي إسرائيل الدائمة لإفشال أي مسعى سياسي ينتهج السلمية في سبيل الوصول لتسوية شاملة".

أبو مازن
على الجانب الآخر؛ لا يحظى «أبو مازن» بالثقة ذاتها في إسرائيل، على مستوى الحكومات اليمينية المتعاقبة بطبيعة الحال، وكذلك على مستوى المعارضة اليسارية، سياسية أو اجتماعية، ولذا تتحدث الكاتبة «راحيل نئمان» عن مرحلة ما بعد «أبو مازن»، مستعينة بسيناريو لم تُكتب سطوره بوضوح بعد.
التصور الخيالي لمستقبل الطرفين:-
تتحدث الكاتب عن تصورها لوجود الزعيم الجديد لحزب العمل «آفي جفاي» في سدة الحكم، منحيا أخيرا حكومة اليمين التي يسيطر عليها حزب «هاليكود» بزعامة «بنيامين نتنياهو» مع ائتلاف حكومي متطرف، يضعضع فرص التسوية السلمية، ناهيك عن الفساد المالي والسياسي الذي باتت رائحته تزكم الأنوف في إسرائيل، وتفوح في الأساس من منزل رئيس الوزراء.

آفي جفاي
وفي مقابل «آفي جفاي» كرئيس للوزراء في إسرائيل تتخيل الكاتبة أن يكون «مروان البرغوثي» على رأس القيادة السياسية الفلسطينية، وهذا السيناريو تعتبره الكاتبة "لا يقل واقعية" عما تحدث عنه الثنائي «أغا» و«الخالدي» في مقالهما، مفترضة أن «آفي جفاي» بمجرد أن يفوز برئاسة وزراء إسرائيل-  قريبا جدا إذا خلعت قضايا الفساد نتنياهو، أو بعد حين عندما ينفد صبر جموع المصوتين على حزب «هاليكود» – سوف يبادر بإطلاق سراح «مروان البرغوثي»، ومن ثم يخلف الأخير «أبا مازن» ويصبح رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية.

مروان البرغوثي
تقول «نئمان» في مقالها "سوف تتغير الصورة تماما، تخيلوا بأنفسكم مسار المحادثات بين «جفاي» و«البرغوثي»، في مقر رئيس الوزراء وفي رام الله، بين إسرائيل التي لن تحمل في هذه الحالة هذيان اليمين على كتفيها، بفضل صعود رجل عقلاني مثل «جفاي» يمكن أن يكون مرنا، مقابل رجل مثل «البرغوثي» له ظهير شعبي قوي، وقادر على التقريب بين الضفة وغزة، وعلى الوصول إلى حل وسط مع إسرائيل بخصوص الحدود، ويعترف بقيودها فيما يتعلف بحق العودة".
الظروف متشابهة:-
تستطرد الكاتبة بالحديث عن الحالة السياسية المتدهورة على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، فمن جانب تعتبر أن إسرائيل تقبع في مفترق طرق سياسي خطير، بسبب خسارة رئيس الوزراء ثقة الكثيرين من الإسرائيليين، وعلى الجانب الآخر يجلس «محمود عباس أبو مازن» فوق كرسي حكم متقلقل بسبب فقدانه هو الآخر جزءا كبيرا من ثقة الفلسطينيين، إلى حد أنه يبدو منعزلا عن شعبه، إضافة إلى ما يحيط بحكمه من مزاعم فساد على حد قولها، فالظروف على الجانبين متشابهة إلى حد ما، وبالتالي يحتاج الطرفان إلى طاقة جديدة يعززها صعود «جفاي» وتحرير «البرغوثي».
ما بعد نتنياهو وأبي مازن:-
تفترض الكاتبة أن «جفاي» يمكن أن يحقق – إذا انتخب رئيسا للوزراء- تغييرا إيجابيا مفاجئا في السياسة الإسرائيلية، تماما مثلما حقق مفاجأة بصعوده السريع إلى رئاسة حزب «هاعفوداه» (العمل) (كما أشرنا في تقرير سابق).
وتشدد الكاتبة على أن «عمير بيرتس» الرئيس الأسبق لحزب «هاعفودا» لابد أن يتحمل مسئولية هو الآخر حين يصبح «جفاي» رئيسا للوزراء، لأنه – أي «بيرتس»- كان صاحب مقترح إطلاق سراح البرغوثي، وقد أعلن مقترحه هذا إبان ترويجه لنفسه خلال المنافسة على رئاسة حزب «هاعفودا» التي خسرها أمام الصعود السريع لـ «جفاي»، ومن ثم فعلى «بيرتس» أن يتمسك بمقترحه ويدفع «جفاي» لتنفيذه، فربما يحظى الطرفان – الإسرائيلي والفلسطيني – على فرصة تاريخية لتحقيق تسوية سياسية شاملة، على أيدي «جفاي» و«البرغوثي».
تعتبر «نئمان» أن «مروان البرغوثي» (المحكوم بخمس عقوبات مؤبد على يد الاحتلال) بمثابة أمل كبير، ليس للفلسطينيين فحسب، بل للإسرائيليين أيضا، وبافتراض إطلاق سراحه ووصوله لخلافة «أبو مازن» لن تموت حركة «فتح»، وربما تنتهج إسرائيل مسارا مغايرا في المفاوضات مع الفلسطينيين، يخالف المسار اليمين الصدامي الذي تصر حكومة نتنياهو على انتهاجه، ومن ثم فالخطوة الأولى – وفقا للكاتبة- هي إسقاط هذه الحكومة الفاسدة التي يترأسها «نتنياهو»، ثم يمكن بعدها في سيناريو مشابه لما حدث في جنوب أفريقيا بعد إنهاء النزاع العرقي وسياسة الفصل العنصري.
ليس تصورا سياسيا، أضغاث أحلام ربما:-
تتحدث الكاتبة وفق معايير وتصورات بعيدة بقدر كبير عن الواقع الحالي ومجريات الأحداث، فرغم المأزق السياسي الذي تواجهه حكومة «هاليكود» مع تراكم اتهامات الفساد بحق «نتنياهو» وأسرته وأفراد عدة من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، ورغم حالة اليأس التي تنتاب جموع الناخبين الإسرائيليين، فإن سيناريو فوز حزب «العمل» برئاسة «جفاي» ما يزال صعب التحقق، لأن نتنياهو لم يفقد دعم أحزاب اليمين والحريديم (اليهود المتشددين) بعد، كما أنه لم يفقد الدعم الأمريكي والغطاء السياسي من «ترامب»، ناهيك عن عدم استقرار الأوضاع الخارجية المحيطة مثل التهديد الإيراني، وحزب الله في سوريا، والتي تستغلها حكومة «نتنياهو» لفرض مزيد من السيطرة على الحكم، إضافة إلى حالة الهزال الشديد التي يعاني منها اليسار الإسرائيلي المعارض، والتي لا تشير إلى تفوق كاسح في الوقت الراهن له إذا ما خاض معركة سياسية ضد اليمين، وحتى في حالة فوز «جفاي» وتقلده رئاسة الحكومة الإسرائيلية؛ لا يمكن التنبؤ باتخاذه قرارا كبيرا بموجبه يطلق سراح «مروان البرغوثي» من سجون الاحتلال، ولا يمكن القول بحال أن اليسار الإسرائيلي الحالي بزعامة حزب «هاعفودا» مستعد لتسوية سياسية عادلة مع الجانب الفلسطيني.

على الجانب الآخر؛ ليس الوضع ممهدا لـ«البرغوثي» – حال إطلاق سراحه- ليصل إلى الرئاسة الفلسطينية بهذه السهولة التي تتحدث بها الكاتبة الإسرائيلية، فالوضع أعقد بكثير على الصعيد الفلسطيني، في ظل الانشقاق الداخلي، وغموض مستقبل السلطة الوطنية الفلسطينية مع دخول «أبي مازن» السنة التاسعة تقريبا بعد انتهاء ولايته دستوريا، والأمر المهم الذي لا يمكن إغفاله هنا أن الوضع في فلسطين لا يشبه بحال ما جرى في جنوب أفريقيا، فلا يمكن مقارنة حالة نزاع عرقي سياسية بما يجري بحق فلسطين من احتلال بحكم القوة والقتل والنهب.