Monday, June 26, 2023

منفى البيادق المنهزمة في فيينا قراءة في "آه لو تدري بحالي" لأسامة غريب

 

منفى البيادق المنهزمة في فيينا

قراءة في "آه لو تدري بحالي" لأسامة غريب


 

"آه لو تدرى بحالي.. أترى كنت تبالى؟

أم تغالي؟

هل سيرضيك انشغالي

أم سيغريك اشتعالي بالتعالي

أو كما أنت ستبقى شاغلًا بالصمت بالي"

 

كتب كلمات الأغنية الشاعر الغنائي عبد الوهاب محمد، ولحنها رياض السنباطي، وذهب خصيصا بها إلى فيروز لتغنيها، إيمانا منه بأنها الوحيدة التي ستغني هذه الأغنية بإحساس لا يضاهيه أحد في الغناء العربي، وإيمانا منه بقدرته على استخراج الطبقات المخنوقة في صوتها ويقال أنها بالفعل سجلت الأغنية مع أغنيتين كتبهما جوزيف حرب، وكان السنباطي القاسم المشترك، حيث لحن الأغنيات الثلاثة.

هذا التعاون المصري اللبناني في الغناء، بين عبد الوهاب محمد والسنباطي من مصر، وفيروز من لبنان، جعله الكاتب أسامة غريب منطلقا لروايته الأخيرة "آه لو تدري بحالي" (الرواق للنشر والتوزيع، 2021)، التي تدور أحداثها الرئيسة في فيينا، لكن مُحركات الأحداث وقعت في مصر ولبنان وفلسطين وسوريا والعراق والسعودية والمغرب والبرتغال والولايات المتحدة.

عجينة سياسية كثيفة، صبها أسامة غريب في قالب أدبي كبير، يمزج بين الغناء والكتابة، الفن والشطرنج، السلم والحرب، لتخرج روايته "آه لو تدري بحالي" كعمل أدبي إنساني بنكهة تأريخية لأحداث سياسية وعسكرية، شهدتها دول عربية، في فترة مرتبكة من التاريخ "القومي" العربي، بداية من عام 1977 وانتهاء باغتيال السادات في 6 أكتوبر 1981.

البطل الرئيس في الرواية، عادل، الشاب المصري، الطالب الجامعي الذي ينتهي حلمه بالتخرج من كلية الإعلام، ليصبح موزع جرائد على النواصي بعاصمة النمسا، بعدما هرب من اعتقالات السادات، ومعه مجموعات أخرى من المصريين، أغلبهم من الشباب، والبطلة المشاركة نادية اللبنانية التي هربت هي الأخرى رفقة أمها ماجدة، من أتون الحرب الأهلية، بعد مقتل أبيها.

تبدأ الأحداث عام 1978، بوصول الطائرة التي تحمل الطلبة المصريين إلى مطار فيينا، لكنها في الواقع قد بدأت قبل ذلك التاريخ، عندما عبر الجيش المصري قناة السويس لتحرير سيناء عام 1973، وعندما بدأت المعركة الأولى بين الموارنة وبين القوات الفلسطينية في لبنان عام 1975.

البطل عادل، يلعب الشطرنج لأجل المال، بعدما أنهكه توزيع الجرائد على نواصي الشوارع، وحياة المشردين على أرصفة فيينا، وعلى نجيل حدائقها، وفي الأقباء العطنة، والعمل كفواعلي بناء في المجتمع الأوربي الجديد الذي لجأ إليه رفقة مجموعات من الشباب، يمثلون بيادق شطرنج أسقطتها حركات عشوائية من نظام السادات الجديد بعد حرب أكتوبر.

يلجأ عادل وبقية الشباب، من طلاب وعمال، وتلجأ نادية وأمها، ويلجأ محرز المغربي، وعاطف جعفر العراقي، كل هؤلاء طاردتهم الأنظمة السياسية في بلادهم، واجتمعوا في النمسا، بحثا عن ملجأ آمن، مؤقت، كانوا يأملون في العودة، إلى بلادهم، إلى أوطانهم، لكن العسكري في لعبة الشطرنج لا يعود للعبة بعد إسقاطه من ضربة واحدة، فما بالنا بضربات متتالية.



تضعنا رواية أسامة غريب في قلب الأحداث في مصر والبلاد العربية والإسلامية، انتفاضة 77، اتفاقية كامب ديفيد، اعتقالات سبتمبر 1981، واغتيال السادات، الحرب الأهلية اللبنانية، ضرب إسرائيل للمفاعل النووي العراقي، الحرب العراقية الإيرانية، الثورة "الإسلامية" الإيرانية وسقوط الشاه.

يعتمد أسامة غريب أسلوب السرد المباشر، الواضح، دون تعقيد لغوي، دون أن يقف أبطال رواياته خلف أقنعة السرد، ظهر ذلك واضحا في روايته السابقة "عازفة الكمان" (دار الشروق، 2018)، ولا تخلو كتاباته من الإسقاط السياسي المباشر، يعبر عن منظور الكاتب والراوي والأبطال، دون أن يعبأ بتغليف الرؤية بغلاف أدبي فلسفي، أو يتوارى خلف أقنعة تحميه من مغبة الاعتراف، أو يتخفى وراء أسلوب أدبي يجتذب مديح "فرق النقاد المُنظرين".

الملفت أن الكاتب لا يروي قصص أبطاله واضعا حبكة مشدودة بحبال "التشويق" و"الدراماتيكية" الغامضة، وإنما يترك قلمه يهرول، ينتقل من حدث إلى حدث، يربط بين الأبطال بحبكة تقود إليها الأحداث المتسارعة في بلد كل منهم.

لا يهتم أسامة غريب بالغموض، قدر اهتمامه بتصوير معاناة الفرد، يشخص أزمة الذات لدى كل شخصية، الطلاب المصريين الهاربين من الاعتقالات، الموظفين الباحثين عن لقمة عيش بعدما ضيق عليهم عصر القطط السمان، المثقفين الرافضين لسياسات "الرئيس المؤمن"، واللبنانيين المُشردين في بلاد العالم بعدما دمرت الحرب الأهلية بلدهم، وقتلت أهلهم، والعراقيين الهاربين من سلطوية صدام ودموية نظامه، ويجتمع هؤلاء جميعا مكونين شكلا مناظرا لـ"جامعة عربية" في فيينا، مفككة، ضعيفة، يبحث أفرادها عن أمان "مصطنع" في وطن "بديل".

يلعب البطل عادل، الهارب بجواز سفر مزور، الشطرنج لأجل أن يجد شلنات تطعمه وتمكنه من النوم على فراش، ويبحث محمد عن مهرب من مشكلاته النفسية التي هرب منها، حتى وصل إلى حبل مشنقة صنعه بيده في محبسه بالنمسا، ويبحث آخر عن الجنس، متسترا برداء "التدين"، ويبحث واحد عن مهرب من حكم بالسجن عقابا له على جريمة قتل، ويمارس آخر اللواط لأجل المال، وغيره يلعب ملاكم الشوارع، وينصب أحدهم على النساء العجائز، ويبحث الأستاذ الجامعي العراقي عن فتاة يمارس معها الجنس بورقة "زواج المتعة"، وبين هذا وذاك، ترزح الفتاة اللبنانية وأمها تحت سطوة مجنونة لسياسي نمساوي سابق، يميني متطرف، شاذ ومدمن.

سقطت البيادق كلها، على رقع الشطرنج في بلادها، سقطت بحركات غير مدروسة، فقط كيلا يصل النظام في كل بلد إلى نقطة النهاية "كش ملك"، أصبح الأبطال، رغما عنهم، بيادق شطرنج، تتصدر الخطوط الأمامية، وتسقط تباعها، تزهق أرواحها على رقعة الوطن، تهرب على أمل أن تصبح فيينا "ملجأ الأنس".



من الذات إلى النحن يتحرك أبطال الرواية، في واحد من الأحداث يجتمع عادل ومحمد وعزت كلوت وسيد الأستورجي وطه وحسنين وسامي المعفن وينضم إليهم مجدي زينهم الوصولي الذي يعيش على أموال زوجته النمساوية العجوز المحتضرة، يتجمع البيادق الثمانية، يبرز اصطفافهم حول قرش الحشيش، ثم سقوطهم جميعا في هذا المشهد المعبر عن انهيار اللعبة، تزامنا مع حركات متسارعة على رقع الشطرنج في البلاد العربية والشرق الأوسط، يتحرك الأبطال بحثا عن ملاذ في النمسا التي يبحث مواطنوها عن قومية جديدة بعد انتهاء فكرة "ألمانيا الكبرى".

يسقط الجميع، عسكري تلو الآخر، ليبقى الملك والملكة، لأن البيادق التي تتحرك لمربع واحد لابد أن تسقط أولا، وتُلقى خارج اللعبة بضربات سريعة، لأنها كما يقول الكاتب "غلابة يا أخ عفركوش".

يتفرق الصف الأمامي من البيادق، وقود المعارك، تبحث الأنظمة عن بيادق بديلة توقفها قبلما تُلعب حركة "كش ملك"، فيم تغني فيروز على ألحان السنباطي، أغنية لم تخرج للنور:

"رغم حبي وحنيني وشقائي بالتنائي

رغم وهمي وظنوني وعنائي اللانهائي

رغم علمي ويقيني أن في الوصل دوائي

لست أرضى أن تجيء مجاملا دون انفعال

ولذا كان سؤالي..آه لو تدري بحالي"

ومن يدري بأحوال البيادق المنهزمة؟!



 

محمد عبد الدايم هندام، كاتب، صحفي حر، أكاديمي، مدرس الأدب العبري والدراسات الإسرائيلية، كلية الآداب، جامعة المنصورة، مصر

https://moabdel-dayem.blogspot.com/

https://www.facebook.com/MoHendam

https://twitter.com/MoHendam

linkedin.com/in/mohammed-abd-el-dayem-89101051

 

 

 

  

 

 

 

 

  

 

 

Friday, June 09, 2023

ما أطلقته فاطمة خارج أقفاصها.. قراءة في أقفاص فارغة لفاطمة قنديل

 

ما أطلقته فاطمة خارج أقفاصها

قراءة في أقفاص فارغة لفاطمة قنديل

 

"يا أنقاضي ما أجملك! كل حجر فيك حلم ببيت:

ورأيت فاطمة الليلة، حين فتحت باب بيتي، كما توقعت أن أراها: كانت تستند بظهرها إلى الجدار وترتجف. ركلتها بقدميّ، وسرت منتشية كتمثال من الشمع، سرت مسرعة خشية أن أذوب قبل أن أصل إلى غرفتي، خشية أن أراها تكشط – بانهماك- ما تجمد مني فوق الأرض".

(فاطمة قنديل، بيتي له بابان، دار العين للنشر، 2017، ص 99)



منذ ما يقرب من عام حلمت بها، زارتني فاطمة قنديل في حلمي، استقبلتني على باب بيتها، حيث توجهت إليها لتوقع لي على ديوان "بيتي له بابان" (دار العين للنشر، 2017)، فأهدتني كتابين من إبداعها، أحدهما "أقفاص فارغة"، وعندما استيقظت قررت الحصول على الرواية الصادرة عن دار الكتب خان، 2021، وحصلت على جائزة نجيب محفوظ في الآداب 2022.

تتكون الرواية من أربعة أجزاء عنونتها الكاتبة بـ

·        علبة شوكولاته..صدأت للأسف!

·        البداية..حب وشجن وأوتار كمان.

·        غرباء ..يلعبون معا البنج بونج.

·        الغائب يعود في موعده..قبل بدء العرض!


اعتراف شخصي: أبكتني الرواية ليلة أمس.

عزوف البدايات

أخصص وقتًا للرواية، يختلف في طبيعة حالتي المزاجية، وأوقات العمل والراحة، وقت الرواية يختلف عن وقت المجموعة القصصية عن وقت الديوان الشعري، استقللت القطار في موعد صباحي، وجدت مقعدًا بجانب الشباك، أغلقت بيانات المحمول كيلا أنشغل بالإشعارات والبريد، وشرعت في مطالعة أقفاص فاطمة قنديل.

ما إن بدأت القراءة حتى شعرت بعزوف، اختبرت الكتابة التي تستهل من علب الخيط والشكمجيات والشوكولاتة، عاينت كثيرا من الروايات المنبثقة من العلبة الصفيح التي تبقى في البيت، تحتفظ بعبق السكان والذكريات، هممت بإغلاق الرواية، لكن بعد عدة صفحات انجذبت كالولهان، انتهى عزوفي فورا عند الصفحة 12 مثلما انتهت شجرة الخشخاش بعدما أحرقتها أم فاطمة.

الكتابة هي الموت

تسير فاطمة على مهل، تتبع مسيرة أسرة مصرية، تتدحرج في مدارات الطبقة الوسطى، تصعد وتهبط، تدور في فضاء واسع يضيق بمرور الوقت، البطلة، الراوية العليمة، الابنة الصغرى للأسرة الصغيرة، آخر العنقود، التي تسير على مهل، تتلكأ كثيرا، تستمتع بطفولة عادية، لا تخلو من التعقيد، تتعايش مع رحلة طويلة لأسرتها من مدينة السويس، وصولا إلى أطراف القاهرة، الفارغة حينئذ، المزدحمة الكبيسة الآن.

فاجأني الأسلوب السردي السلس الذي تتناول به البطلة سيرتها الذاتية من الطفولة إلى اليوم، من التفتح إلى الذبول، هذا الأسلوب الذي يكشط بكل بساطة ذكريات تجمدت على حوائط البيت، كأنها جراح متمرس، يشق بالمبضع جسدًا مسجى على طاولة العمليات، يُخرج ورما متوحشا، وهو يدندن بمقطع لأم كلثوم، ويشرب شايا، تعاملت الراوية مع الأحداث مثلما تعاملت مع الأورام السرطانية التي ماتت بسببها أمها، وتركت نفسها ككرة بنج بونج، تتضاربها المضارب.

تتحرك أحداث الرواية أفقيا تارة، ورأسيا تارة أخرى، تعاين سيرة وطن، من وقت حرب 67 إلى اليوم، تهاجر البطلة من السويس، وتعيش مع أسرة تحطمت بأيدي الرأسمالية الجديدة، وأموال الخليج، والاغتراب في الوطن، والصراعات العائلية، وغيرها من القوى الباطشة التي هدمت حوائط البيت، حتى ارتفعت فوق أنقاضه عمارة شاهقة، كتبت موتًا لجيل كامل.

شجاعة الجبن



تتقاطع مسارات الرواية مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر، منذ وقت ما قبل الانفتاح، مرورا بالفترات الشائهة قبل الألفية الجديدة، وصولا إلى الحاضر المكتنف بغموض وريبة، تتناول فاطمة قنديل قضايا شائكة، وتتحدث عن تابوهات مصرية، بكل جرأة، وبكل وجع، تنز ألما مع كل سطر تكتبه، وكأنها تكشط من روح البطلة لتخط مسيرة شخصية مفعمة بذكريات الوحدة والاغتراب.

تتبدى ذاكرة القنوط والألم النفسي، وتداعي الذات وانكسار الروح، مع حديث البطلة عن عائلتها الكبيرة، واسرتها الصغيرة، في كل فقرة يتفكك جزء منها ليسقط في الطريق الوعر الذي سارته هذه البطلة من السويس إلى القاهرة، والمفارقة المدهشة أنها تكتب بكل شجاعة سردية، رغم أنها تقول إننا "نجبن حين نكتب، وننشر على الملأ ما عشناه".

في أقفاص فارغة، تركت فاطمة قنديل اللغة الشعرية، نحتها جانبا، ظاهريا، لكنها لم تحول بينها وبين شعور المتلقي، فظهرت في تفاصيل حياة البطلة، رغم أنها قصتها تبدو وكأنها سرد متداع خال من القوالب البلاغية المعتادة، وثقت فاطمة أحداثا صغيرة وأخرى كبيرة، بأسلوب سردي جريء، لتكتب تأريخا عاما لملامح عصر وبيئة مصرية جرفتها تيارات هائجة، من الداخل والخارج.

تتحرك الشخوص في اتجاهات مغايرة، خطوط دائرية شكلت متاهات، تاه فيها الأب والأم، الأخ الهارب من واقعه إلى ألمانيا، والعائد ليلقى مصيره في دار مسنين، والآخر الهلامي، الذي قايض روحه وأسرته بأموال الخليج، صاحب البيت، والدادة، الزوج الأول المنتفع بالانفتاح، والثاني المضطرب نفسيا، العمة والخالة، وقبلهما الأجداد، وأخيرا البطلة التي يتحول صوتها السردي من البراءة إلى الجرأة، من الخنوع إلى التمرد، من الأنوثة إلى الذكورة، من التطلع الحالم للمستقبل، إلى القنوط واليأس، تجمع في علبة الشوكولاتة ماضيا، وتحبس روح الأنثى الحالمة في أقفاص فارغة فوق سطح بيتها، لكنها تُفاجأ باختفاء الأقفاص، وخروج الروح لتهيم في صورة إنسان مغاير تماما.

تدفق السيرة

وكأن الساردة قد تعمدت أن تترك الحكاية تتدفق دون أن تحبسها، أو تشذب أطرافها، أو تقوم تعاريجها، نحت خوفها، وأزاحت رعبها من وجود قارئ يقرأ ما كتبته، فقط ظلت طوال الرواية تكشط وتراقب الدم المتدفق، تغير ضمادات الجروح التي أنشبها الواقع، ونكأتها الذاكرة.

رواية السيرة الذاتية هي شكل من أشكال السرد يكشف فيه شخص واقعي عن سيرة حياته، عبر كتابة إبداعية، وتتفاعل هذه الشخصية، التي تتراوح بين الواقع والخيال في العمل، مع شخصيات أخرى، وإشكاليات اجتماعية، وفضاءات كائنة أو وهمية، من خلال أسلوب خاص، وتحدثت فاطمة قنديل في سردها معتمدة على الضمير الأول، ضمير المتكلم، فأكدت على تمثل شخصيتها حاضرة في عملها الروائي.

لم تعبأ فاطمة قنديل بالفوارق بين السيرة الذاتية بغرض التأريخ وضبط الحقائق، وبين رواية السيرة الذاتية ذات الصبغة الأدبية الخيالية، وإنما أقعدت بطلة القصة على كرسي اعتراف، تدخن السيجارة وتشرب البيرة وتربت على القطة، وتتداعى في طقس سردي اعترافي، لم يعد يهتم بالسبب والنتيجة، ولا يعبأ بما تصير إليه الأمور بعد جلسة اعترافاتها، الاعترافات التي تركت الأقفاص فارغة، وأصبحت حرة أخيرا، ترمم التصدعات، وتقوض أساسات أخرى، تبني وتهدم عبر فقرات سردية تحمل مفارقات خاطفة، تذروها الأيام خارج علبة الشوكولاتة الصدأة.

فتحت فاطمة قنديل علبة الشكولاته، لكنها لم تصلح أطرافها التي انزلق مسماراها، فظلت العلبة مفتوحة، لتخرج منها بداية الأحداث، أحداث الحب والقهر، الشجن واليأس، يتصارع خارجها الغرباء، يلعبون البنج بونج، وتنتظر الكاتبة أن يعود الغائب في موعده، قبل بدء العرض الذي يبدو أنها تعمدت أن يكون عرضا انفعاليا أناركيا تخرج بطلته عن النص.

 

محمد عبد الدايم هندام

محمد عبد الدايم هندام، كاتب، صحفي حر، أكاديمي، مدرس الأدب العبري الحديث والدراسات الإسرائيلية، كلية الآداب، جامعة المنصورة، مصر

https://moabdel-dayem.blogspot.com/

https://www.facebook.com/MoHendam

https://twitter.com/MoHendam

linkedin.com/in/mohammed-abd-el-dayem-89101051