Sunday, July 12, 2020

بسبب كورونا: الجيش الإسرائيلي على نقالة بالعزل الصحي

- إلغاء تدريبات ضخمة للجيش. - تجميد مشاريع تكلف مليارات الشواقل. - وزير الدفاع ورئيس الأركان ومجموعة ضباط وكتيبة كاملة في العزل الصحي. - وزارة المالية تطلب من الجيش مزيدًا من التقليصات. - الصراع السياسي بين هاليكود وكاحول لافان يؤثر على ميزانية الجيش. - تدريبات لمواجهة صواريخ من غزة أو هجوم من لبنان. قرر رئيس أركانالجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي إلغاء تدريب كبير كان من المقرر تنفيذه في سبتمبر القادم، حيث كان من المفترض أن يتلقى الجنود أوامر بخطط التدريب خلال الأيام القادمة، لكن بعد مناقشات مكثفة في هيئة الأركان، وكذلك مناقشات مكثفة مع وزارة المالية، وفي ضوء التخفيضات المالية المتوقعة، التي تركت حالة من الضبابية أمام استعدادات الجيش في المرحلة المقبلة، تقرر إلغاء التدريب. التدريب كان من المخطط أن يكون على نطاق واسع، ليشمل أغلب أسلحة الجيش، المشاة والبحرية والتكنولوجيا بالإضافة إلى شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، أي أنه أحد أكبر التدريبات العسكرية الكبيرة التي كانت هيئة الأركان تجهز لها بمشاركة ألفي جندي من الاحتياط وقوات محاكاة العدو (قوة مهمتها تقليد العدو كجزء من التدريب)، تدريب متعدد الأسلحة لمدة أسبوع، لاختبار مدى جاهزية الجيش الإسرائيلي وتحوله من الروتين العادي إلى حالة الطوارئ، ومنها إلى الحرب متعددة الجبهات في آن واحد، ومن بين أهدافه كذلك التدريب على مواجهة مخططات إطلاق القذائف والصواريخ على المستوطنات وقواعد الجيش. التدريب الملغي كان استكمالًا لتدريب سابق بدأه الجيش في سبتمبر من العام الماضي، أُطِلق عليه تدريب "حجر العقد"، وهو تدريب تنظمه سنويا هيئة الأركان، ويحاكي قتالا في عدة ميادين على الجبهة الشمالية ، وتشارك فيه قوات من الجيش النظامي والاحتياطي، لاختبار مدى الاستعداد القتالية بالجيش، وتحسين العمل المشترك بين هيئة الأركان وبين أذرع الجيش المختلفة. هذه التدريبات التي تبدأ في سبتمبر مثلما خططت هيئة الأركان أعلن كوخافي إلغائها هذا العام بسبب تفشي جائحة كورونا، مع عودة أرقام المصابين للارتفاع مجددًا، إضافة إلى أزمة الميزانية التي تعاني منها إسرائيل، لعدم إقرار موازنة العام 2020 حتى الآن، وكذلك حاجة التدريب لملايين الشواقل، فيما تضغط أزمة كورونا على اقتصاد الدولة. كورونا بالجيش إلى ذلك تقرر دخول أفراد الكتيبة 90 نحشون (التابعة للواء كفير المتمركز بالضفة الغربية) إلى العزل في قاعدة عسكرية بمرتفعات الجولان، بعد اكتشاف إصابة إحدى المجندات بفيروس كورونا، وحضرت مع مجندين آخرين حفل عيد ميلاد أقامه جندي بالكتيبة، وبعد الكشف عن الواقعة تم فحص جنود الكتيبة وتبين إصابة عدد ممن شاركوا بالحفل، ومن المرجح أن يُقدم المشاركون في الحفل إلى محاكمة خاصة بعد انتهاء العزل. هذا وقد أعلنت قيادة أركان الجيش دخول أفيف كوخافي وعدة ضباط آخرين العزل، وهي المرة الثانية التي يدخل فيها رئيس الأركان للعزل خلال ثلاثة أشهر، ودخل وزير الدفاع بيني جانتس نفسه إلى العزل يوم الأربعاء الماضي، بعد مخالطتهم مصابي كورونا. جدير بالذكر أن دخول كوخافي العزل جاء بعد نجاته من حادث تحطم مروحية عسكرية كانت تقله من مبنى الكنيست إلى قاعدة للجيش، حيث تعطل أحد مُحركيها. بسبب وباء الكورونا يعاني الجيش الإسرائيلي على مستوى صحة أفراده، إضافة إلى المعاناة الاقتصادية الكبيرة، حيث لم يستطع كوخافي حتى الآن المضي قدمًا في خطته متعددة السنوات "تنوفاه" التي صاغها لتطوير الجيش، بسبب الخلاف السياسي الذي عطل الحكومة عامًا ونصف، ثم وباء كورونا الذي يضغط على الجيش بشكل كبير، حتى أن وزارة المالية تناقش مع كوخافي سبل تحقيق تقليصات إضافية في المصروفات، تشمل إلغاء مكافآت العطلات السنوية للموظفين الدائمين بالجيش هذا العام، وكذلك مكافآت المُدرِسات المُجندات بسلاح التعليم، ناهيك عن تجميد مشاريع أخرى يتطلب تنفيذها مليارات الشواقل. مشاورات حول ميزانية الجيش من المقرر أن تبدأمشاورات حول ميزانية وزارة الدفاع هذا الأسبوع، وعلى ما يبدو ستكون الميزانية المقترحة لمدة عام واحد فقط، أي ستتقرر ميزانية تكفي نهاية هذا العام، وتبدأ المشاورات بين قيادة الجيش ووزارة المالية بينما يقف الطرفان على مسافات بعيدة، مع وجود فجوات مالية كبيرة، حيث يطالب الجيش ببقية مما تقرر له سابقًا من ميزانية كانت مخصصة لتنفيذ خطة التطوير السابقة "جدعون" التي وصلت هذا العام إلى سنتها الخامسة والأخيرة، وتقدر هذه النسبة المتبقية بنحو 32 مليار شيقل، لكن في المقابل تطالب وزارة المالية بأن يضغط كوخافي لتحقيق مزيد من التقليصات على ميزانية هذه الخطة. يواجه الجيش عجزًا زيد عن 20 مليار شيقل، حتى قبل أزمة كورونا، وبالنسبة للخطة الجديدة "تنوفا" التي لم تتم الموافقة النهائية عليها بعد، يبدو أن طموح رئيس هيئة الأركان سوف يصطدم بالتأكيد بما تقدمه وزارة المالية، التي تقترح على كوخافي تحقيق مزيد من التقليصات، تصل إلى نحو 2.5 مليار شيكل، بما في ذلك إلغاء المكافآت السنوية للموظفين الدائمين، وتُقدر بنحو 100 مليون شيقل. مكافأة الموظفين الدائمين مُحددة سلفا، وتعتبر بندًا شبه ثابت في ميزانية الجيش، وتوفر للموظفين تكاليف قضاء عطلة سنوية بفندق إسرائيلي ذي مستوى راق، وبدعم كامل للمتزوجين منهم، وهذه المكافأة مخصصة للموظفين غير المقاتلين بالجيش، ويبدو أن قيادة الجيش مستعدة للموافقة على إلغاء مكافأة هذا العام، إضافة إلى تجميد مشاريع التعليم بالجيش، والتي تُكلف عشرات الملايين من الشواقل. لكن الجيش في المقابل يطالب بما تبقى من الميزانية المخصصة لهذا العام، والتي تقررت لأجل تنفيذ خطة التطوير "جدعون"، بموجب اتفاق سابق بين وزير المالية السابق موشيه كحلون، ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، وهو الاتفاق المعروف بـ "اتفاق كحلون- يعلون" لميزانية الجيش خلال السنوات 2016- 2020. لذلك جاء قرار كوخافي بإلغاء تدريب الجيش في سبتمبر المقبل، إضافة إلى تجميد العمل في العديد من مشروعات البنى التحتية التي تتكلف مئات الملايين من الشواقل، ومنها إعادة بناء قاعدتين للواء جفعاتي ولواء ناحل. الصراع السياسي للديوك الخلاف المنتظر بين وزارةالمالية ووزارة الدفاع يتعلق كذلك بشخصي الوزيرين القائمين، فوزير المالية يسرائيل كاتس عضو بحزب هاليكود، ووزير الدفاع بيني جانتس رئيس حزب كاحول لافان، وكلا الحزبين يقفان لبعضهما كاثنين من الديوك النافرة، مما يقلل من فرص الوصول إلى اتفاق مُرضي للطرفين. ومع ذلك خرج المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ليعلن "عدم التطرق لموضوع ميزانية الجيش الإسرائيلي أمام الإعلام، ولكن سيكون الأمر داخل الغرف المغلقة، بما يناسب الصالح العام". مناورات عسكرية رغم الأزمة وقبل الإعلان عن إلغاء التدريبات في سبتمبر، بسبب الأزمة المالية والوباء، فإن الجيش الإسرائيلي قد أجرى تدريبا خلال الشهر الماضي، شارك فيه نحو 500 جندي مقاتل من وحدات الإخلاء والإنقاذ، باستخدام مروحيات وطائرات نقل عسكرية، لمحاكاة التعامل مع إصابة عمارات سكنية في تل أبيب بصواريخ مباشرة. وشملت التدريبات محاكاة التعامل مع دمار مضاعف وتخريب شديد، وحصار عشرات المدنيين بين قتلى وجرحى تحت الركام، بفعل صواريخ تحمل مواد ناسفة مثل التي توجد في قطاع غزة أو في لبنان. وقبل هذا التدريب قام رئيس الأركان بزيارة إلى وحدة "إيجوز" (اللوز) للكوماندوز المتمركزة في جبل الشيخ بالجزء الشمالي، وتتبع لواء جولاني، واستعرض كوخافي خلال زيارته خطة تدريب لأفراد الوحدة، لمواجهة التهديدات ، وإحباط الهجوم من الشمال، كما تابع رئيس الأركان تدريبًا بالنار الحية يحاكي قتالا على الجبهة الشمالية.

Tuesday, July 07, 2020

قانون كورونا الكبير.. الكنيست يوافق على قانون تجاوز الحكومة للسلطة التشريعية


·      

 منشور على شبكة رؤية الإخبارية اضغط هنا للانتقال

   بالقراءة الأولى، وافق الكنيست الإسرائيلي على "قانون تجاوز الكنيست"، الذي بموجبه يمكن للحكومة تمرير قرارات حاسمة دون الحصول على موافقة الكنيست، تحت مبرر "توفير الوقت"، وكذلك يُمكِن القانونُ للحكومةَ تعديل لوائح أساسية دون انتظار موافقة الكنيست.
   يتضمن القانون بنودًا مثل إعلان حالة الطوارئ بسبب كورونا، وسلطة الحكومة في تنفيذ اللوائح التي يمكن أن تحد بشكل كبير من أنشطة اقتصادية في المجالين الخاص والعام، وتقييد التحركات في بعض الأماكن، وتقييد الأحداث والفعاليات، وأنشطة المؤسسات التعليمية والترفيهية، وكذلك تحركات وسائل النقل العام، ويمكن للقانون أن يمنح للحكومة الحق في إعلان منطقة ما في إسرائيل باعتبارها "منطقة محظورة" مع فرض قيود على الدخول والخروج منها، بسبب تفشي الكورونا.

   كما جاء في مشروع القانون أن للحكومة أن تحدد مدى انتهاك أحكام اللوائح والمخالفات الإدارية، والغرامات المفروضة على انتهاك قرارات مواجهة الوباء، في ضوء الظروف الحالية، وحالة الطوارئ المستمرة منذ ثلاث أشهر.
   ينص القانون على أنه بمجرد سن هذه اللوائح؛ سيتم عرضها للموافقة السريعة عليها من قِبل اللجنة المعنية بإدارة أزمة الكورونا، ولا تتطلب موافقة الكنيست بكامله عليها، وتصبح هذه اللوائح والقرارات سارية المفعول على الفور، ولا يمكن للجان الكنيست أن تلغيها إلا بأثر رجعي.
   نقاش صاخب بالكنيست، بعد أن قدمت الحكومة طلبا بتمرير قانون يمكنها من تمرير قوانين بمفردها دون انتظار موافقة الكنيست، تحت مظلة حالة الطوارئ القائمة في إسرائيل بسبب أزمة كورونا، يهدف القانون للإسراع بإصدار الحكومة لقراراتها المصيرية العاجلة وعدم الانتظار لمسار تشريعي طويل، بدءا بعرض مقترح القانون على اللجنة المختصة، ومناقشته في جلسات استماع، وإبداء آراء وتحفظات، واستهلاك مزيد من الوقت في المداولات والتعديلات، ثم عرضه على الجلسة العامة للتصويت عليه بالقراءة الأولى، ثم القراءتين الثانية، والثالثة النهائية.
    في جلسة الكنيست التي انعقدت يوم الإثنين في مطلع الأسبوع صوتت فيها المعارضة على رفض القانون الذي أثار ردود أفعال صاخبة، وفي الأخير وافق على القانون بالقراءة الأولى 47 عضوًا، وعارضه 34 عضوًا، وبعد تمرير مشروع القانون اجتمعت لجنة الكورونا بالكنيست لمناقشة سرعة تمرير القانون بالقراءتين الثانية والثالثة.
اجتمعت لجنة "الدستور والقانون والقضاء" لمناقشة مشروع القانون الذي قدمته الحكومة قبل تحويله للمناقشة في الجلسة العامة، وحضر الاجتماع وزير القضاء آفي نيسنكورن (عن كاحول لافان)، والذي زعم أمام اللجنة أن القانون "يهدف لمواجهة الواقع الحالي الذي فرضه تفشي وباء الكورونا، فمن ناحية نحن إزاء وضع طوارئ يخلق واقعًا خاصًا في إسرائيل والعالم كله، ومن ناحية أخرى تضع الحكومة نصب أعينها ضرورة الحفاظ على الحقوق الخاصة للأفراد وعلى الديمقراطية، ومن هنا جاء مشروع القانون الذي يوازن بين ضرورة التحرك سريعا، وبين ضرورة الإشراف البرلماني".
   مشروع القانون بهذا الشكل يسمح لحكومة نتنياهو بوضع قيود على الكنيست تعطله عن أداء دوره التشريعي في سن القوانين، ويمنح هذا الحق للحكومة التي تتحرك تحت شعار "حكومة الطوارئ"، وهذا ما يعطي ضوءًا أخضر لنتنياهو للمضي قدمًا في زعامته السلطوية للحكومة ولإسرائيل في ولايته الخامسة، ويسعى بيبي لتمرير القانون بسبب ارتفاع أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد، بعد أن قررت الحكومة عودة دورة الحياة الطبيعية، خشية إصابة الاقتصاد الإسرائيلي بمزيد من العطب والتراجع.
ارتفاع مقلق لأعداد المصابين
   جاء مشروع الحكومة لتمرير القانون المحيد للكنيست بعد أن أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس بشكل مقلق إلى حد كبير، وقدرت أنه بعد 24 يوما يُحتمل أن تصل أعداد المصابين إلى نحو 8000 في كل يوم، ونحو 60 ألف مريض في المجمل، بمن فيهم المصابين الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات، واحتمالية ارتفاع أعداد الموتى جراء الفيروس، بسبب كبر السن أو الأمراض المزمنة، أو عدم قدرة المنظومة الصحية على تحمل هذه الزيادة في أعداد المصابين.
تحرك نتنياهو لمواجهة خطر الموجة الثانية للوباء
    مما حدا بحكومة نتنياهو إلى إعادة فرض بعض القيود على الحركة، والإعلان عن ضوابط جديدة للتجمعات، حيث أعلن نتنياهو قرارات الحكومة التي دخلت حيز التنفيذ فورا، وتشمل عدم زيادة أعداد الحضور في القاعات والملاهي الليلية ودور العبادة عن 50 فردًا، وبالنسبة للأماكن المغلقة لا يزيد عدد المتجمعين عن 20 فردًا، مع تشديد تطبيق القوانين على التجمهرات في الأماكن العامة، والتشديد على ارتداء الكمامات، وفرض غرامات على من يخلعها.
   وكان نتنياهو قد تحدث في الأسبوع الماضي خلال مؤتمره الصحافي عن الإجراءات الحكومية العاجلة لإعادة بعض القيود بعد الزيادة المقلقة في أعداد المصابين، كما تطرق إلى مشكلة بطء اتخاذ القرارات المصيرية السريعة في وقت الأزمة، ودعا إلى تشريع يؤمن للحكومة اتخاذ قرارات فورية في ظل حالة الطوارئ الحالية.
رفض المعارضة للقانون: إغلاق المسرح
   في المقابل رفض أعضاء الكنيست من المعارضة مشروع القانون بشكل قاطع، ففي كلمته هاجم يائير لابيد، زعيم المعارضة، رئيس تكتل ييش عاتيد-تيلم القانون، واعتبر أنه يعني "إغلاق هذا المسرح (يقصد الكنيست)، وعودة الجميع إلى ديارهم، فلم يعد هناك كنيست يُشرع، يتبقى فقط سلطة تنفيذية واحدة في إسرائيل"، وأضاف لابيد: "المشكلة ليست في الوقت، ليست في الأدوات، المشكلة في الأساس هي في الحكومة التي يجلس فيها أشخاص لا يتحملون بعضهم البعض، المشكلة الأساسية لديكم تتمثل في وجود رئيس وزراء فشل في مواجهة الكورونا ويدفع مواطنو إسرائيل ثمن هذا الفشل الرهيب".
نتنياهو = أردوغان
   من جانبه، رد عضو الكنيست المعارض، رئيس حزب ميرتس، نيتسان هورفيتش، على مشروع "قانون الكنيست الكبير" بأن نتنياهو " يعمل كديكتاتور، ويستغل الوضع لتحييد رقابة الكنيست، ولانتهاك حقوق الأفراد، وفشله في مواجهة كورونا يثبت ضرورة إشراف الكنيست على أداء الحكومة، وليس العكس، ومن المؤسف أن حزب كاحول لافان يتعاون مع نتنياهو، ويسمح له بأن يتصرف مثل أردوغان"، في تشبيه لمساعي نتنياهو للسيطرة على الدولة مثلما يسعى رجب طيب أردوغان للسيطرة على السلطات كافة في تركيا.
ديكتاتورية برعاية كورونا وجانتس
   أما ميراف ميخائلي عضو الكنيست عن حزب هاعفودا (المشارك في الحكومة) فقد صرحت ردًا على تقديم القانون بأن نتنياهو "اشتكى دائمًا بأن الديمقراطية تزعجه بشدة، وحان الوقت لأن يلغيها، فالحكومة لم تغلق فقط الملاهي ودور العبادة وقاعات المناسبات، وإنما أغلقت أيضًا كنيست إسرائيل، إنها إمبراطورية نتنياهو برعاية كورونا وجانتس".
تشريعات اختطاف في زمن الفوضى
   الدكتور عمير فوكس الباحث بالمعهد الإسرائيلي للديمقراطية، ومدير برنامج حماية القيم الديمقراطية بالمعهد، أشار إلى أن القانون يمثل "صورة من تشريعات الاختطاف التي تمكن الحكومة من فرض قيود إضافية دون موافقة مسبقة من لجان الكنيست، وهذا مثال آخر على الفوضى التي تثيرها الحكومة، والتي تدل على عدم قدرتها إدارة أزمة كورونا والسيطرة عليها، وهذا القانون يمنح للحكومة حرية واسعة للغاية دون أي رقابة برلمانية ".

Mohammed Abd El-Dayem Hendam .
Writer, Freelance Journalist, Academic, Lecturer of Modern Hebrew Language and Literature, Faculty of Arts, Mansoura University 
محمد عبد الدايم هندام، كاتب، صحفي حر، أكاديمي، مدرس اللغة العبرية الحديثة وآدابها، كلية الآداب، جامعة المنصورة، 
مصر
https://twitter.com/MoHendam



قصيدة إلى شاعر فلسطيني


 للي تسيفي ميخائلي

قصيدة إلى شاعر فلسطيني

ترجمة من العبرية: محمد عبد الدايم


"عزيزي طارق،
أقدمُ لك قصيدتي مثل قطعة لحمٍ داميةٍ من طرف جسدي الممزق.
منتصف الليل يضعُ حدًا بيننا.
تزعم "أنا من هنا" وتسألني
من أين أنتِ؟ من أين أنتِ؟
ألا تعيشين على أرضي
روح تجرف لي سنوات أجيجي بهذه الدولة الوحشية
التي تسوق قدمايَ لأتجول مع عالَم يُرضعني
من ثدي أمي الأرض
أنا؟ أتريد أن تعرف من أين أنا؟
أنا من هنا
نعم، أنا من هنا، أبًا عن جد. أنا من هنا منذ التاريخ الملكي الغابر.
منذ أن أُعدِم أخوتي في كل نقطة على خريطة العالم
أتعرف التاريخ؟
أتعرف ماذا كان هنا قبل أن تطأ هذه الأرض؟
قبلما يحرث أبوك هذه الأرض؟
تزعم أنهم أخذوا منكم أراض. صحيح، أخذوا. وعلى المستوى الإنساني آسفة
هذا يؤلمني وأنا أدرك مدى الجرح. لكن سامحني
لأني مُضطهدة فطلبت أن أعود إلى أرضي الآمنة.
يهوديةٌ أنا. هذه أرضي الوحيدة.
كلما ارتحلتُ بعيدًا طاردني آخر، دينٌ آخر.
مشيت فاقدة اليقين، منزوعة من الأرض.
ربما هذا وطنك، لكنه بالنسبة لي الماء، التراب، الحجر والكلس الذي يعود لـ 5000 عام.
هنا جرى التعرف عليّ. هنا تحدد مصيري لأجيال. من هنا طُرِدت. إلى هنا تضرعتُ. تلهفتُ.
أخفيت هويات في المنفى لأنجو. لألتحق بالرعاع من الشعب الذين تبقوا لي.
حصلت على تأشيرة إلى هنا كي أخرج بينما قالوا لي في الاتحاد السوفيتي "تصبحين على خير"
وعلى أية حال، حزنك هو حزني.
كيف كان نومكِ؟ تسألني عبر واتساب قبيل الصباح، قبل أن تشرق الشمس.
حُلمي كان يطوف العالم. عَبَر محيطات، وأودية وكرومًا.  قفز فوق أسوار، واتفاقيات وتمزقات حروب.
عدم المغفرة تحدث بلغاتٍ أجنبية. الحب فحسب كانت له لغة واحدة.
تطاردني الظلال أيضًا. أنا أيضًا ضحية تضع قناع المنتصر.
اكتب، أيها الشاعر! اكتب كل شيء!
أذرف دمعي في مدادك وبدمعك أُشَكِل نصي.
الشعر هو الاستقلال الوحيد الذي بقي لنا في العالم الذي يزداد قتامة.
قطعة الحرية الوحيدة. المكان الحصري. الغوث الحصري. حتى وأنت غير معتاد على الخلاص.
رغم ذلك أنت أناركيٌ يؤمن بيده التي بها ندبة وروحه التي بها محبة.
مستعد لمقابلتي حتى وأنا عدوتك التاريخية؟
كيف نمتَ يا صديقي؟
هل أكلتَ؟
ماذا تفعل الآن؟
ماذا تفعلين؟
الآن أنا أعزف على البيانو، انظر
أنا أعزف بالناي، اسمعي
سنتحدث
سنتحدث."



لالي تسيفي ميخائلي شاعرة إسرائيلية، ولدت في جورجيا عام 1964، هاجرت وهي في سن السابعة من عمرها إلى إسرائيل.
نشرت ستة دواوين شعرية حتى الآن، وحضرت في مهرجانات شعرية دولية، وتُرجمت دواوين لها إلى لغات أجنبية، ويقدر نقاد شعرها بأنه مبتكر، وتتناول في قصائدها رؤية للعالم والإنسان المعاصر، وتعتبر الشعر تحركًا "ثوريا إنسانيا".
إلى جانب الشعر تعمل ميخائلي بالتدريس في جامعة بن جوريون.


Mohammed Abd El-Dayem Hendam .
Writer, Freelance Journalist, Academic, Lecturer of Modern Hebrew Language and Literature, Faculty of Arts, Mansoura University 
محمد عبد الدايم هندام، قاص، صحفي حر، أكاديمي، مدرس اللغة العبرية الحديثة وآدابها، كلية الآداب، جامعة المنصورة، 
مصر

#أبو_إياس