Tuesday, July 07, 2020

قصيدة إلى شاعر فلسطيني


 للي تسيفي ميخائلي

قصيدة إلى شاعر فلسطيني

ترجمة من العبرية: محمد عبد الدايم


"عزيزي طارق،
أقدمُ لك قصيدتي مثل قطعة لحمٍ داميةٍ من طرف جسدي الممزق.
منتصف الليل يضعُ حدًا بيننا.
تزعم "أنا من هنا" وتسألني
من أين أنتِ؟ من أين أنتِ؟
ألا تعيشين على أرضي
روح تجرف لي سنوات أجيجي بهذه الدولة الوحشية
التي تسوق قدمايَ لأتجول مع عالَم يُرضعني
من ثدي أمي الأرض
أنا؟ أتريد أن تعرف من أين أنا؟
أنا من هنا
نعم، أنا من هنا، أبًا عن جد. أنا من هنا منذ التاريخ الملكي الغابر.
منذ أن أُعدِم أخوتي في كل نقطة على خريطة العالم
أتعرف التاريخ؟
أتعرف ماذا كان هنا قبل أن تطأ هذه الأرض؟
قبلما يحرث أبوك هذه الأرض؟
تزعم أنهم أخذوا منكم أراض. صحيح، أخذوا. وعلى المستوى الإنساني آسفة
هذا يؤلمني وأنا أدرك مدى الجرح. لكن سامحني
لأني مُضطهدة فطلبت أن أعود إلى أرضي الآمنة.
يهوديةٌ أنا. هذه أرضي الوحيدة.
كلما ارتحلتُ بعيدًا طاردني آخر، دينٌ آخر.
مشيت فاقدة اليقين، منزوعة من الأرض.
ربما هذا وطنك، لكنه بالنسبة لي الماء، التراب، الحجر والكلس الذي يعود لـ 5000 عام.
هنا جرى التعرف عليّ. هنا تحدد مصيري لأجيال. من هنا طُرِدت. إلى هنا تضرعتُ. تلهفتُ.
أخفيت هويات في المنفى لأنجو. لألتحق بالرعاع من الشعب الذين تبقوا لي.
حصلت على تأشيرة إلى هنا كي أخرج بينما قالوا لي في الاتحاد السوفيتي "تصبحين على خير"
وعلى أية حال، حزنك هو حزني.
كيف كان نومكِ؟ تسألني عبر واتساب قبيل الصباح، قبل أن تشرق الشمس.
حُلمي كان يطوف العالم. عَبَر محيطات، وأودية وكرومًا.  قفز فوق أسوار، واتفاقيات وتمزقات حروب.
عدم المغفرة تحدث بلغاتٍ أجنبية. الحب فحسب كانت له لغة واحدة.
تطاردني الظلال أيضًا. أنا أيضًا ضحية تضع قناع المنتصر.
اكتب، أيها الشاعر! اكتب كل شيء!
أذرف دمعي في مدادك وبدمعك أُشَكِل نصي.
الشعر هو الاستقلال الوحيد الذي بقي لنا في العالم الذي يزداد قتامة.
قطعة الحرية الوحيدة. المكان الحصري. الغوث الحصري. حتى وأنت غير معتاد على الخلاص.
رغم ذلك أنت أناركيٌ يؤمن بيده التي بها ندبة وروحه التي بها محبة.
مستعد لمقابلتي حتى وأنا عدوتك التاريخية؟
كيف نمتَ يا صديقي؟
هل أكلتَ؟
ماذا تفعل الآن؟
ماذا تفعلين؟
الآن أنا أعزف على البيانو، انظر
أنا أعزف بالناي، اسمعي
سنتحدث
سنتحدث."



لالي تسيفي ميخائلي شاعرة إسرائيلية، ولدت في جورجيا عام 1964، هاجرت وهي في سن السابعة من عمرها إلى إسرائيل.
نشرت ستة دواوين شعرية حتى الآن، وحضرت في مهرجانات شعرية دولية، وتُرجمت دواوين لها إلى لغات أجنبية، ويقدر نقاد شعرها بأنه مبتكر، وتتناول في قصائدها رؤية للعالم والإنسان المعاصر، وتعتبر الشعر تحركًا "ثوريا إنسانيا".
إلى جانب الشعر تعمل ميخائلي بالتدريس في جامعة بن جوريون.


Mohammed Abd El-Dayem Hendam .
Writer, Freelance Journalist, Academic, Lecturer of Modern Hebrew Language and Literature, Faculty of Arts, Mansoura University 
محمد عبد الدايم هندام، قاص، صحفي حر، أكاديمي، مدرس اللغة العبرية الحديثة وآدابها، كلية الآداب، جامعة المنصورة، 
مصر

#أبو_إياس

No comments:

Post a Comment