Thursday, August 01, 2019

أورجازم


أورجازم
                                                              الموت يمد يده للجميع
أربع قصائد للشاعرة طالي كوهين شبتاي – טלי כהן-שבתאי- Tali Cohen Shbtai

من ديوان תשע שנים ממך – تسع سنوات منكِ

ترجمة عن العبرية: محمد عبد الدايم
#أبو_إياس
*
أبحث عن سبب للحياة.
الرجال المتزوجون يطلبون حيادًا
اللاجنسيين يطلبون إثارة
والسود يطلبون مؤخرة فخيمة
في القدس – لا توجد طلبات تقريبا- بل يوجد عرض
إذا ليس واحدا كاملًا فليكن أنصافًأ
وإن كان أنصافًا فلتكن أنصافًا كثيرة
الأثمان

أبحث عن سبب للحياة
تلزمني كلمات لنفسي
الجميع يتجاوزون هذا، كذلك أنا
سأتجاوز هذا.

للموت أناس
معينون
يهتمون بالإنسان الخائف.
لا صدمة سريالية
بوسعها أن تظل بحالة التجريد
قبلما تُغلق عليك
كرتونة.

الموت يعين الجميع
فيجب أن نتجاوز الأمر بمنهجية أو
بعفوية
وإن كان بأيدينا ثمة اختيار فليكن بلا كلمات، هكذا أفضل.


أزمة
كان هذا تعارفًا
مُـ فْـ عـ مًـا
لم أدرك
أن المعرفة تنسل
والأكامول [1] غير مفيد
في حالة الألم السيكوسوماتي
في الحوض.

فالفكر مخذول
كبلاستر على جُرح تجلط
في الصباح
ويفرز قيحًا حتى الغد،

وفي الليل شحنة عاطفية
قاسية صلدة
غير قابلة للتأجيل.

لم أعرف
أن "ممالأة نفسي" وفقا
لنظرية الإسناد
حقًا تؤكد "ممالأة عكسية"

بين الفِعل وسببه وبين الداخل والخارج
في وقت الاكتئاب.

حقًا أنا من هناك
حيث يستضيف الإنسان نفسه أولًا
ويخصص إيداعًا
لغياب النواقل العصبية
في جهازه العصبي
-إلى-
لقاء بتاريخ شهرين على كَراسٍ
زرقاء في بهو الوِحدة.

ها أنا حيث
داليا رابيكوفيتش [2] أصبحت "سفينة
بلا شراع في بحر بلا رياح" [3]

لكني ما زلت
أبجل ابتسامات الناس
بالشكل غير المعلن
على الإطلاق
أنا في أزمة.

جسد/ أورجازم

سيصفحوا عني
فأنا تكويني من شيء ما
بناء ليس صلدًا.
يجب أن تحاول في كل مرة
مرتين. ربما تصلين للأورجازم في المرة
العاشرة
لا أحد منهم
سيكون
هناك: في (المرة) العاشرة
فقد بُنيت في مبنى لم ير رجلًا.

جنس مبتكر

النساء لا يكتفين
في وقت ذروة
الجماع

يولجون بهن عضوًا

يحفزونهن
بغرس
جنتلماني


بعدها، كل شيء يسير
بتؤدة
وفي زمن آخر

النساء لا يكتفين
بألعاب جنسية متبادلة


هذا ظاهريًا
البئر ليست سطحية كما يبدو

مؤكد أن هذا ابتكار من الآخر
يجب التعامل
بنكران للذات تجاههن

في وقت ذروة الجماع


على الأقل تجاه بعضهن.

https://www.facebook.com/ShzayaAlql/



·      طالي كوهين شبتاي – טלי כהן-שבתאי- Tali Cohen Shbtai




(1982- ) شاعرة إسرائيلية، صدر لها ثلاثة دواوين شعرية، الأول بعنوان "في الغابة السوداء يختلط القرمزي" (2007)، و"خصام" (2012) و"تسع سنوات منكِ" (2018).


[1]  دواء مسكن يحتوي على باراسيتامول.
[2] داليا رابيكوفيتش أحد أهم شاعرات إسرائيل في العصر الحديث.
[3]  اقتباس من قصيدة لداليا رابيكوفيتش بعنوان "مياه عميقة".

Wednesday, April 17, 2019

ماذا لدينا في الجيوب


ماذا لدينا في الجيوب
(قصة قصيرة جدًا)
تأليف: إتجار كيرت
ترجمة عن العبرية: محمد عبد الدايم
ولاعة، حلوى مضادة للسعال، طابع بريد، سيجارة وحيدة، معوجة قليلًا، عود أسنان، منديل قماش، قلم، عملتان بقيمة خمسة شواقل، هذا جزء صغير فحسب مما لدي في الجيوب؟ إذًا لم العجب أنها منفوخة جدًا؟ كثير من الناس لفتوا نظري فعلًا إلى هذا. قالوا لي "تعال هنا، ماذا لديك في الجيوب" لا أجيب على الغالبية، فقط أبتسم، حتى أنني أحيانًا أضحك ضحكة صغيرة هكذا، ملحوظة. كأنما حكوا لي مزحة. إذا أصروا وسألوا مجددًا بالتأكيد كنت أُريهم كل ما لدي في الجيوب، ربما حتى أشرح لهم لماذا أحتاج معي هذه الأشياء كلها، يجب عليَّ، دائمًا. لكن ليس لزامًا عليهم بالضرورة. تعال هنا، ابتسامة/ ضحكة قصيرة، صمت ثقيل للحظة، ثم ننتقل للموضوع التالي.
الحقيقة أن كل ما لدي في الجيوب موجود بحساب وإعداد، كل شيء هناك كي أستطيع أن أكون في موقف أفضلية في اللحظة الحاسمة، فأي أفضلية يمكن أن يمنحها لعود خشب أو طابع بريد؟ لكن على سبيل المثال فتاة جميلة، أتدرون، حتى لو لم تكن جميلة، جذابة فحسب، فتاة عادية المنظر لكن لها ابتسامة آسرة تحبس أنفاسكم- تطلب منكم طابع بريد، حتى لو لم تطلب، تقف هناك في الشارع فحسب، في مساء ممطر، في يدها مظروف بلا طابع، بجانب صندوق بريد أحمر، وتسأل إذا كنتم عرضًا تعرفون أين يوجد فرع بريد مفتوح في مثل هذه الساعة، وبعد ذلك تسعل سعالًا خفيفًا، سعال سببه البرد، أو حتى اليأس، لأنها تعرف كذلك، من أعماق قلبها، أنه لا يوجد أي فرع بريد مفتوح في الجوار، بالتأكيد ليس في هذا الوقت، وفي هذه اللحظة، اللحظة الحاسمة، هي لن تقول "تعال هنا" ولن تسأل ماذا لديكم في الجيوب، فقط ستكون مدينة بالشكر على الطابع، ربما حتى ليست مدينة بالشكر، تبتسم فحسب ابتسامتها الآسرة، ابتسامة آسرة مقابل طابع بريد أنا مستعد لأوقع على صفقة كهذه في كل لحظة باقية بحياتي، حتى لو ارتفعت أثمان الطوابع وهوت أسعار الابتسامات.
بعد الابتسامة ستقول شكرًا وتسعل مجددًا، بسبب البرد أو حتى ربما بسبب الارتباك. وأنا سأقدم لها حلوى مضادة للسعال. ستسأل "ماذا لديك أيضًا في الجيوب؟"، لكن برقة هكذا، دون "تعال هنا" وبدون استنكار، وأنا سأجيب بلا تردد: كل ما تحتاجينه في أي مرة، يا محبوبتي، كل ما تحتاجينه في أي مرة.  
إذًا، أدركتم الآن. هذا كل ما لدي في الجيوب، فرصة معينة لا يجب أن تضيع، فرصة معينة. ليست كبيرة، ربما ليست معقولة حتى. أدرك هذا، أنا لست أحمقًا. لنقل إنها فرصة صغيرة، أن الفرح إذا جاء أستطيع أن أقول له "نعم" وليس "معذرة، أنا آسف، ليست لدي سيجارة/ عود أسنان/ عملة لماكينة المرطبات". هذا ما لدي هناك، مملوء ومنتفخ، فرصة صغيرة لأقول نعم لا أن أتأسف.
إتجار كيرت אתגר קרת (1967-)
أديب ، مسرحي، كاتب سيناريو إسرائيلي، له إنتاج أدبي غزير من القصص القصيرة والكتابات الموجهة للأطفال والقصص المصورة، بدأ نشر نتاجه منذ عام 1992 بمجموعة قصصية حملت عنوان "أنابيب"، ينحو نحو الغرائبية والتجريب في كتابته، وتُرجمت أعمال له إلى عدة لغات ، ونال العديد من الجوائز.
القصة المترجمة من مجموعة "طرقة مفاجئة على الباب - פתאום דפיקה בדלת" الصادرة عام 2010. 

Saturday, March 16, 2019

Review: ليكورنا

ليكورنا ليكورنا by محمد الطماوي
My rating: 4 of 5 stars

كنتُ سعيد الحظ لأنني قرأت الرواية وهي بعدها مخطوط لم يُنشر، فوجئت في البداية ببراعة واضحة في تقنيات السرد والبناء الفني، وبعد البداية انغمست في الترحال بين عالميْن دشنهما السارد، انفتح كل عالم منهما إلى عوالم أخرى، ليتسع فضاء السرد الروائي، ابتداء من 1759 م وحتى 2010، والفضاء مرشح للاتساع إلى ما بعد ذلك.
لمست في كتابة محمد الطماوي هروبًا من الشتات وإليه، انفصالا عن الجذور، وحنينًا إليها، تقافزًا بين ثقافات مختلفة، وحضارات متباينة، شرقًا وغربًا، لكن المؤكد هو شعور عام بتشرذم الهوية، وثقل الماضي، ووهن الواقع .
تنضح الرواية بالصراع الذاتي، بين الهوية الذاتية، والهويات الجمعية، وفيما بينهما يسبح البطلان الرئيسان ضد التيار على طول الخط، ويتضح أن كلا منهما صورة للآخر، كأن سامي عاد بآلة الزمن إلى عام 1759 ليتقمص شخصية أنطوان خير، دون أن يتكلف أي منهما حمل عبء ديني، ولكن تدثرهما - ومعهما السارد - روح صوفية كامنة في نفسيهما، وتحوم معهما في ترحالهاما من الشام إلى ليفورنو (ليكورنا)، إلى أمستردام، ، وروما وكولونيا، ونيويورك، ويتعلق بندول الأحداث من مركزه في شارونة بصعيد مصر، حيث يقبع الجد الصوفي.
رواية تاريخية تعمل على إبراز جوانب متشابكة في الشخصيات التي تعاني أرقًا في الهوية الذاتية، وضياعا للهوية الجماعية، مع تداخل الثقافات، وعبور البحار وركوب الطائرات، وتحرك عوالم الشخوص من قارة لأخرى هربًا من مطارِد أو سعيا لرزق أو رغبة في طموح عملي أو اشتياقا لحب أو خلعا لجلباب قديم ثم الحنين لارتدائه درءًا للصقيع النفسي
رواية تنم عن ثقافة واسعة لكاتب يمكنه التميز فيما هو قادم من أعماله.

View all my reviews