Sunday, October 06, 2013

احتفالات النصر المزيف والأغنية "الوطنية" النشاز

الأغنية الوطنية مؤشر للتخلف، كما أنها مؤشر للاضمحلال الثقافي والشعبي: من عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم إلى شادية مرورا بالحجار والحلو ومنير، ثم جيل العيال السيس الهاربين من الخدمة العسكرية تامر حسني وهيثم شاكر، والتي ولدت ابنتها خارج مصر لتحصل على الجنسية ثم تغني لنا ما شربتش من نيلها، وانتهاء بكتيبة الشذوذ الفني والغنائي وحمادة هلال وإيهاب توفيق وبهاء سلطان.
المؤشر يتجه للأسفل بأقصى سرعة، واضمحلال الأغنية الوطنية يشير إلى تدني الذوق الشعبي، وتدني الأخلاق، وتدني الحس الوطني، في مقابل زيادة مستوى العته والتخلف والنفاق.
ننزلق للقاع بكل ما أوتينا من قوة، ننزلق حاملين معنا آمال وطن مُحطم، متشبثين بكل آيات النفاق، وأصبح لعق حذاء السلطان غاية وهدفا وهواية.
إذا كنتم تريدون الحديث عن أغنية وطنية فاستمعوا لفيروز، استمعوا للسيدة ماجدة الرومي في رائعتها "بيروت يا ست الدنيا" و"كل يغني على ليلاه"، استمعوا لجوليا بطرس. بدلا من الاستماع لكل آفة ترجو المكسب المادي فتغني لمصر دون أن تحمل جنسيتها، أو كل هؤلاء المنافقين النشاز.
السلطة في مصر - على مر العصور - تكرس لنظام شمولي يجمع حول عرشه زمرة من الأفاقين المتلونين، مجموعات فطرية من الكومبارس المؤدين لأدوار ماسحي الجوخ والأرزقية، وفي المقابل يرزح الوطن تحت وطأة الفقر  والهزيمة الملفوفة بكساء نصر ذهب بريقه والفساد والمرض والطائفية والديكتاتورية والكذب الذي يدهن جوانبه بزيت مقزز يفوح نتانة ولا يجذب إل الهوام. الوطن يموت ونحن نتصنع الغناء، فنحن أمة إذا انتكست صدحت بالنشاز.
مصر: إنا لله وإنا إليه راجعون.

No comments:

Post a Comment