ماذا لدينا في الجيوب
(قصة قصيرة جدًا)
تأليف: إتجار كيرت
ترجمة عن العبرية: محمد عبد الدايم
ولاعة،
حلوى مضادة للسعال، طابع بريد، سيجارة وحيدة، معوجة قليلًا، عود أسنان، منديل
قماش، قلم، عملتان بقيمة خمسة شواقل، هذا جزء صغير فحسب مما لدي في الجيوب؟ إذًا
لم العجب أنها منفوخة جدًا؟ كثير من الناس لفتوا نظري فعلًا إلى هذا. قالوا لي
"تعال هنا، ماذا لديك في الجيوب" لا أجيب على الغالبية، فقط أبتسم، حتى
أنني أحيانًا أضحك ضحكة صغيرة هكذا، ملحوظة. كأنما حكوا لي مزحة. إذا أصروا وسألوا
مجددًا بالتأكيد كنت أُريهم كل ما لدي في الجيوب، ربما حتى أشرح لهم لماذا أحتاج
معي هذه الأشياء كلها، يجب عليَّ، دائمًا. لكن ليس لزامًا عليهم بالضرورة. تعال
هنا، ابتسامة/ ضحكة قصيرة، صمت ثقيل للحظة، ثم ننتقل للموضوع التالي.
الحقيقة أن كل ما لدي في الجيوب موجود
بحساب وإعداد، كل شيء هناك كي أستطيع أن أكون في موقف أفضلية في اللحظة الحاسمة،
فأي أفضلية يمكن أن يمنحها لعود خشب أو طابع بريد؟ لكن على سبيل المثال فتاة
جميلة، أتدرون، حتى لو لم تكن جميلة، جذابة فحسب، فتاة عادية المنظر لكن لها
ابتسامة آسرة تحبس أنفاسكم- تطلب منكم طابع بريد، حتى لو لم تطلب، تقف هناك في
الشارع فحسب، في مساء ممطر، في يدها مظروف بلا طابع، بجانب صندوق بريد أحمر، وتسأل
إذا كنتم عرضًا تعرفون أين يوجد فرع بريد مفتوح في مثل هذه الساعة، وبعد ذلك تسعل
سعالًا خفيفًا، سعال سببه البرد، أو حتى اليأس، لأنها تعرف كذلك، من أعماق قلبها،
أنه لا يوجد أي فرع بريد مفتوح في الجوار، بالتأكيد ليس في هذا الوقت، وفي هذه
اللحظة، اللحظة الحاسمة، هي لن تقول "تعال هنا" ولن تسأل ماذا لديكم في
الجيوب، فقط ستكون مدينة بالشكر على الطابع، ربما حتى ليست مدينة بالشكر، تبتسم
فحسب ابتسامتها الآسرة، ابتسامة آسرة مقابل طابع بريد أنا مستعد لأوقع على صفقة
كهذه في كل لحظة باقية بحياتي، حتى لو ارتفعت أثمان الطوابع وهوت أسعار
الابتسامات.
بعد الابتسامة ستقول شكرًا وتسعل مجددًا، بسبب البرد أو
حتى ربما بسبب الارتباك. وأنا سأقدم لها حلوى مضادة للسعال. ستسأل "ماذا لديك
أيضًا في الجيوب؟"، لكن برقة هكذا، دون "تعال هنا" وبدون استنكار،
وأنا سأجيب بلا تردد: كل ما تحتاجينه في أي مرة، يا محبوبتي، كل ما تحتاجينه في أي
مرة.
إذًا،
أدركتم الآن. هذا كل ما لدي في الجيوب، فرصة معينة لا يجب أن تضيع، فرصة معينة.
ليست كبيرة، ربما ليست معقولة حتى. أدرك هذا، أنا لست أحمقًا. لنقل إنها فرصة
صغيرة، أن الفرح إذا جاء أستطيع أن أقول له "نعم" وليس "معذرة، أنا
آسف، ليست لدي سيجارة/ عود أسنان/ عملة لماكينة المرطبات". هذا ما لدي هناك،
مملوء ومنتفخ، فرصة صغيرة لأقول نعم لا أن أتأسف.
إتجار
كيرت אתגר
קרת (1967-)
أديب ، مسرحي، كاتب سيناريو إسرائيلي، له إنتاج أدبي
غزير من القصص القصيرة والكتابات الموجهة للأطفال والقصص المصورة، بدأ نشر نتاجه
منذ عام 1992 بمجموعة قصصية حملت عنوان "أنابيب"، ينحو نحو الغرائبية
والتجريب في كتابته، وتُرجمت أعمال له إلى عدة لغات ، ونال العديد من الجوائز.
القصة المترجمة من مجموعة "طرقة مفاجئة على الباب - פתאום דפיקה בדלת" الصادرة عام 2010.