لنرجع
قليلا إلى الخلف، حينما بدأت حركات الاحتجاج المصرية في التبلور والظهور
بقوة على السطح، إلى ماذا كانت تهدف؟ ومن كوّنها واشترك فيها؟ بالطبع -
وبدون شك- لم يكن استعراضا إعلاميا، بل كان جُل ما ترمي إليه حركات كفاية
و 6 أبريل، ثم الجمعية الوطنية للتغيير، ثم خالد سعيد، وغيرها هو الصالح
العام، العيش الكريم، الحرية، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، هل هذه
الأهداف يختلف عليها اثنان، ستقول لي: لا، وأقول لك : بل اختلف عليها
الكثير، فالنظام البائد - ظاهريا - لا يؤمن بشيء من هذا، كما تلفُظها بعض
الفطريات المنتشرة على سطح المشهد الحالي، المهم، أنك أنت أيها القارئ -
الكريم أو غير الكريم هذا راجع لك - تتفق معي على نُبل هذه الأهداف، وعلى
أنها في صميمها مبادئ وأعراف دينية أولا - هذا إن كنت تدين بأي دين - إذن
فلا خلاف بيننا الآن على أن ما رمت إليه الحركات الثورية في مصر - وفي
العالم العربي قطعا - هو عبارة عن محاولة لصياغة مجموعة من القوانين
والمبادئ - الدينية في طبيعتها وأساسها وأهدافها - في صورة مجتمعية نستطيع
بها العيش والتعايش
.
ثم ماذا بعد؟
أشهد، وتشهد، ونشهد؛
أن من فكر، وأسس، وبلور، وعمل، في تلك الحركات النبيلة هم أُناس طبيعيون،
أفراد مثلي ومثلك، بمعنى أنهم من بني البشر - وأنا بشري ماذا عنك؟ - أفراد
لم يدعي واحد منهم أنه رجل دين، أنه شيخ، أنه قسيس، أنه حاخام، فمن انتقد
الرئيس السابق - لا بارك الله فيه - ليسوا رجال دين ، ومن احتج على النظام
الفاشي الموسوليني النازي الصهيوني المباركي ليسوا رجال دين، من قام لنصرة
عمال غزل المحلة ليسوا رجال دين، من قام للبحث عن المعتقلين ليسوا رجال
دين، من قاوم ليكبح جماح الحزب الوثني ليسوا رجال دين، من وضع نفسه وأهله
أمام مدفع يقذف بشرر تلويث السمعة والملاحقة ليسوا رجال دين، من حزن واحتج
وانتفض لمقتل فقيد الشباب "خالد محمد سعيد" - رحمه الله - ليسوا رجال دين،
من قام بالأمر ذاته إبّان مقتل "سيد بلال" - رحمه الله - ليسوا رجال دين (
وسيد أساسا كان يتبع طائفة تدعي التدين).
بدأت الأفكار في
القيام بالثورة عن طريق حركة شباب 6 أبريل، ومجموعة خالد سعيد ، وانضم
إليهما فيما بعد الجمعية الوطنية للتغيير، وحزب الجبهة الديمقراطية،
بالإضافة لجموع من المصريين غير المنتمين لأي كيان سياسي، أو ديني، وأركز
على الكلمة الأخيرة، لم يفكر أو يبدأ في التحرك احتجاجا من أجل الحق أي رجل
دين إلا من رحم ربه. إلا من رحم ربه. إلا من رحم ربه.
وتأتي الثورة
المباركة، وسقط عن الركب من سقط، وتشبث من تشبث، وهناك من انضم إليها عبر
طريق جانبي، منتهجا سياسة أبي سفيان في المراوغة، فقد كان أبو سفيان ماكرا،
وقد كانوا - وما زالوا - ماكرين، وهناك من فضحه غباؤه وصار اسمه عارا في
قائمة عار.
وأصّر الثوار على رحيل النظام، ورحل - إلا قليلا-
أصر الثوار على تغيير حكومة النظام، وتغيرت - إلا قليلا- وأصّر الثوار على
تعيين حكومة ثوار، وتعينت - إلا قليلا-، وأصّر الثوار على محاكمة الفساد،
وهانحن نعاصر هذا.
لم تكن الثورة وخلع الرئيس وحدهما كل ما
أبدع فيه المصريون غير المتلونين، غير الملتحفين بعباءة دينية، فلعلك
تتذكر اللجان الشعبية الحارسة الذي ظهرت بدون سابق تنظيم، وكذلك اللجان
الشعبية التي نظمت المرور في غياب الفلول، لعلك تتذكر حملات النظافة
والتجميل والتشجير، لعلك تتذكر الأطباء الذين انتشروا في الربوع يعالجون
جرحى الثورة مجانا، ثم توالت الأفكار تباعا، من كل مصري - ليس رجل دين -
مثل المشروعات الاقتصادية والتنموية العملاقة ، مشروع ممر التنمية، مشروع
الإسكان الشعبي، مشروع الجامعة العلمية، ناهيك عن الدعوات لجمع التبرعات من
أجل النهوض بالاقتصاد المصري، ولا تنس أمرا في غاية الأهمية، من صاحب فكرة
الصلاة على أرواح الشهداء؟ بالطبع ليس رجل دين، من أجبر القوات المسلحة
على تحيتهم عسكريا؟ ومن يكافح الآن لتعويض ذويهم؟.
المهم أنك تعرف ما وصلت إليه الثورة ، وما أصبحنا وأصبحت مصر عليه.
السؤال مرة أخرى: أين رجال الدين؟ والإجابة مرة أخرى: الشخص الذي تحاول البحث عنه غير موجود حاليا.
من
أفضل ما قامت به الثورة - وربما أسوأ - هو الترخيص لكل فرد بحرية التعبير
عن رأيه وفكره، الثورة الطاهرة هي التي جعلت رجال الدين يتحدثون بعدما
كانوا يتحفظون تارة، ويتنطعون تارة، وينافقون تارة، ويصمتون تارة أخرى،
قامت الثورة من أجل كل مصري شريف طاهر، في حين عارض الثورة وحرًمها وكافحها
معظم من يتحدثون باسم الدين، ولعلك طالعت وسمعت ورأيت شيوخ أزهر، وسلفيين،
وأنصار سنة، ومسيحيين "باباويين" يعتبرون الثورة خروجًا على الحاكم ،
ومدعاةً للفوضى والتخريب، ولا طائل منها، وتعصف باستقرار وأمن الأمة (
وكأنها كانت مستقرة أو آمنة وزي الفُل).
على الجانب الآخر:
شيخ الأزهر - المُعين من قبل المخلوع - يدعو بعد الثورة لانتخاب شيخ
الأزهر، ولعودة هيئة العلماء، وقد شمّر عن ساعديه ليقتلع الفساد الذي صار
للرُكب - على حد قوله - في مشيخته، ربما لم يصل إلا لأنكل قدمه قبل الثورة
فلم يلاحظ، والصوفيون الذين ساهموا في نشر الجهل، وقبلها سبّحوا بحمد
الرئيس، وتنازعوا على منصب الزعامة؛ الآن يباركون الثورة، ثم يشعلون
المجتمع حربا هم والسلفيون، على الأضرحة.
السلفيون؛ السلفيون
وما أدراك بالسلفيين، يدعون مرارا وتكرارا أنهم ما ابتعدوا يوما عن
المصريين، وما حادوا مرة عن المجتمع، وبالطبع معظم ما يدعونه هذا هُراء،
فعندما قامت الثورة حرّمها الكثير منهم - لا أريد أن أقول جميعهم - لدرجة
أن أحدهم أهدر دم مواطن مصري لأنه جاهر بمعارضته للمخلوع سوّد الله وجهه،
الوطن يئن ويرزح تحت وطأة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وهم
يبحثون عن كاميليا، وعبير، وحنان، وسارة، وفُتنة، وصباح، وأم علي..... ،
ينظمون مظاهرة حاشدة تبلغ آلاف الرجال ذوي الحناجر القوية، يحملون كل ما
خفّ وزنه وغلا ثمنه من اللافتات ليصرخون: "أين أختي كاميليا"، وأتساءل
بعدما قالت فاتنة الشعب "كاميليا" أنها مسيحية وستظل على مِلتها؛ هل
ستناديها أختي يا أخي؟ وقبل أن أترك هذه النقطة أسأل المسيحيين: لماذا لا
تُيسرون قليلا في أمور الزواج ؟ بحيث لا تكون الفتاة مجبورة على زوجها، حتى
لا تهرب منه، وتصدرون المشكلة لنا حينما تسلم كي تتخلص من الزوج سيء
المعاشرة، سيدتي وأختي المسيحية، إذا كنتِ تودين التخلص من زوجكِ فقط، من
فضلك ضعي له سما في الطعام، أو تخلصي من حياته بطعنة سكين، بدلا من أن
تزهقي أرواح المصريين جميعا، ثم تقررين أنكِ كنتِ وستظلين مسيحية.
السيدات
الفاضلات المُحتجات على حكم المحكمة فيما يخص النقاب، واللائي خرجن يهتفن
ضد المفتي، لأنهن شعَرن أن هذا الحكم وهذا المفتي قد أقدما على فعلة من
شأنها انتهاك حرمتهن وحريتهن، معهن كامل الحق طبعا، لأن الحكم لا يحترم
الحرية الشخصية في الزي، ولكن يا أختي ألم ينتهك أمن الدولة على مدى عقود
حرمات النساء والرجال على السواء؟ أين كنتن من هذا ؟ وأين كان آباؤكن
ورجالكن وإخوانكن وأبناؤكن من هذا؟ . حينما بدأت الدعوات لنصرة الشعب
الفلسطيني في الانتفاضة الفلسطينية الثالثة؛ من وقف معهم وبادر بالتشجيع
لهذا الكفاح الشريف من أجل تحرير فلسطين؟ لشدة العجب لم تكن المبادرة من
رجال الدين؟ رغم أن معتقلات إسرائيل تمتلئ بآلاف النساء الأسيرات، وليست
"كاميليا" فقط.
مَن أول من أعلن وقوفه وتأييده للشعوب العربية
الأبية التي رفضت الظلم والقهر والطغيان في؟ مللتُ من كتابة نفس الإجابة
فاقرأها من أعلى.
الأخوة رجال الدين؛ هل تعلمون أن "ابن علي"
قبل أن يصير مخلوعا هاربا كان يحرم الحجاب، كان يحرم الصلاة، كان يطارد كل
مسلم متدين؟ وهل تعلمون أنه في حماية وصحبة خادم الحرمين الشريفين، الذي
تكنون له كل إجلال واحترام، وكأنه خليفة المسلمين (يقول لي البعض أن خادم
الحرمين صاحب أفضال كثيرة على بعض رجال الدين ).
أعود إلى مصر،
فأتذكر صديقا لي - أو هكذا كان قبل أن يعتبرني ماجنا زنديقا ويقرر الابتعاد
عني - تحدث لي من فترة قريبة بعد النجاح الجزئي للثورة، وقال لي: " بالطبع
أنت كنتَ رافضا لما يجري في ميدان التحرير من انحلال أخلاقي واختلاط غير
شرعي بين الرجال والنساء " وكانت هذه المرة الأولى التي أكتشفُ فيها أن
واحدا من السلفيين - هكذا يُكنّي نفسه - يستمع لطلعت زكريا.
في حين
قام المصريون بمبادرة لحماية الكنائس بعد كارثة القديسين ؛ يبحث السلفيون
عن "نسوان"، في حين قام المصريون بحماية الكنائس، وجدنا سلفي يقسم بالله
ثلاثا أنه على استعداد لمهاجمة الأديرة، وحوله الآلاف، الذين يمكن أن يتهور
أحدهم ويهاجم أقرب كنيسة أو دير، وهذا ما حدث فعلا، وحينما نشرت مقطع
الفيديو الذي يصرخ فيه الرجل على الملأ على صفحة "الفيس بوك" الخاصة بي
واصفا إياه بالحماقة، هبّ بعض القوم ليرجمونني، واتهموني بأني أهاجم كل ما
هو إسلامي، وتعديت على عالم جليل، وأحدهم قال لي :" تبا لك" ، رغم أن
الرجل حينما خرجت المظاهرة الحاشدة للسلفيين أمام الكاتدرائية؛ كان يخطب
الناس يوم الجمعة في مسجد بشرم الشيخ ليقول أن مبارك فرعون العصر الحديث،
كان خارج العاصمة، ربما لم يخطره أنصاره بموعد المظاهرة، أو أنه كان يبحث
عن " كاميليا" في شرم، وبالطبع المشهد لا يكتمل إلا بذكر المنسق العام لما
يسمى بـ" ائتلاف المسلمين الجدد" هذا الموتور الذي يصيح يمنة ويسرة، ويحمل
حافظة أوراق مثل "مرتضى منصور"، ولا ينقصه فعلا إلا أن يحمل مجموعة من
السيديهات.
في حين حمى مسيحيون مسلمين وهو يصلون في ميدان
التحرير، وجدنا سلفيون يرفضون مشهد المصحف مع الصليب، وجدنا سلفيون
يهتفون "الله أكبر" " إسلامية إسلامية" لأن الحكومة عيّنت محافظا مسيحيا،
ولا يفوتك مشهد العلم السعودي يرفرف في سماء الصعيد، ولا تفوتك أيضا سرعتهم
في التجمع والتجمهر، وقوتهم في الهتاف والتصعيد، وشدتهم في الرأي، في
مقابل مجموعة من الشباب الأخضر النضر ماتت من أجل هذا السلفي ، من أجل
المسلم، من أجل المسيحي، مات هؤلاء الشباب من أجل وطن يقول رجال الدين فيه
أنه وطن متدين بالفطرة، وأقول نعم هو متدين، ولكن ماذا عنكم؟
لم أجد
واحدا منهم تطوع بالدعوة لجمع تبرعات للدولة، وهم بسم الله ما شاء الله
على نظافة ملابسهم (ربما يغسلونها بعد نقعها في الكلور) وبسم الله ما شاء
الله على فخامة بيوتهم، وبسم الله ما شاء الله على حداثة سياراتهم،
باستثناء مبادرة مجهولة المعالم أعلن عنها أحدهم مؤخرا، وتمثلت في جمع
ملايين الدولارات، دون خطة أو رؤية واضحتين، لم أجدهم يخصصون جزءا من خطبهم
للحث على المشاركة في حملات النظافة والتشجير والتجميل التي قام بها
الشباب الرائع، مع أنهم علمونا في الطفولة أن النظافة من الإيمان، لم أجد
منهم أية مبادرة تهدف لمكافحة الفقر، للنهوض بمستوى التعليم، لرفع كفاءة
الاقتصاد، لمقاومة البلطجة، ولا تنس أن تشاهد القنوات الدينية التي يصدحون
عبرها بالخطب والوعظ، لم يفكر أحدهم في إعادة بث برنامج العلم والإيمان
مثلا، لم نجد منهم من يشمر عن ساعديه ليعلن عن مبادرة لمحو أمية أبناء
الوطن، ولو حتى كي يستطيع المواطن أن يقرأ القرآن بنفسه.
والمثير
أن العديد منهم متخصص في الطب ولم يبادروا بالإعلان عن علاج أي مصاب أو أي
مريض مصري مجانا أو بأجر زهيد، وكأن الدعوة الدينية خطب عصماء، وصوت عال
وتجهم وجه فحسب، وكأن الدين لا يدعو للعمل، للتكافل، لمساعدة المحتاج،
لنصرة المظلوم، للاحتجاج على الحاكم الظالم، وكأن الدين الذي يدينون به
غير ما ندين به، لا يدعو للتقدم العلمي والثقافي ولا يرجو الاستقرار
السياسي، ولعلك رأيت مثالا على ذلك في ماليزيا، الدولة المسلمة، دون مسميات
أزهريين، إخوان، متصوفين، أنصار سنة، سلفيين، مسلمين جدد ( في الكارتونة)،
الدولة المسلمة المتقدمة المتحضرة التي يعيش في كنفها مسلمون ومسيحيون
وملحدون وبوذيون وسيخيون. حينما ظهر السلفيون بقوة على الساحة
إبّان الاستفتاء ظهرت جيدا مقوماتهم الفكرية بالنسبة لنُظم الانتخاب
والسياسة، وجرفوا وراءهم ملايين المصريين البسطاء، لتسمع أقوالا عجيبة:
"غزوات"، "أمك ما تلبسش حجاب"، "هما عايزين الدين زي ملكة انجلترا" ،
"الديمقراطية كفر" ،" الليبرالية خروج عن الملة"، "العلمانية إلحاد" ....
وهلم جرا، والمثير للسخرية أن الثورة المباركة هي من سمحت لمثل هؤلاء
بالحديث، ولولا المصريين - بعد فضل الله - ما سمعنا منهم إلا حديثا حول
عذاب القبر، والحور العين، وفتوى بتحريم شم النسيم، وتحريم كرة القدم،
وتحريم كلية الحقوق، تحريم حلق اللحية، وتحريم مصادقة غير المسلم ( أقسم
أنني سمعتُ أحدهم يخطب في مسجد وقال: يجب عليك أن تبغض غير المسلم).
ولا
يفوتني أن أذكر أن المصريين لم يتعاركوا على موقع في ميدان التحرير، في
حين تعارك رجال الدين على منبر، لا يفوتني أن المصريون لم ينسوا شهداءهم،
صلاة عليهم، تحية لهم، تخليدا لذكراهم، محاكمة قاتليهم، ورجال الدين صلوا
صلاة الغائب على ابن لادن، ونعته أحدهم بوصفه : "أعظم رجل بالعالم"، بل ولم
ينبس أحدهم ببنت شفة حينما تم تعذيب وقتل سيد بلال المصري المسلم السلفي،
لا يفوتني أن رجال الدين جلسوا ويجلسون سويا في ولائم النفاق الوطني،
والمصريون يحمون الكنائس ويحترمون المساجد دون جلسات، دون ابتسامات صفراء،
دون أحضان، لا يفوتني أن رجال الدين يرتكبون جرائم فكرية في حق الشعب على
المنابر وفي الأديرة، والمصريون أطلقوا حرية الفكر والرأي، وجلسات للحوار
الوطني، حوار وطني حول مستقبل أمة ووطن، ولم نجد حوارا وطنيا يجمع أزهريين،
وصوفيين، أنصار سنة، وسلفيين، لم نر من هؤلاء إلا معارك حول نقاب، حول
امرأة، حول ضريح، حول منبر، لم نر منهم سوى غثاءً، هُراء، باسم الدين.
ربما
تريد أن تقول لي هل هذا يعني أننا لا نريد الدين؟ أقول لك يا هذا إننا
نريد أن نتخلص من هؤلاء، وعندها ستجد أنك متدين، فالثورة قامت من أجل إعلاء
أهداف وغايات الديانات السماوية، دون أن تقول ديني، ودينك، الدين فعل لا
قول، الدين حركة لا جمود، الدين تسامح لا كراهية، الدين هدوء لا صوت عال،
الدين حوار لا عراك، الدين مضمون لا شكل. الدين لله والوطن للجميع، ومن لا
يعجبه هذا فليبحث عن تأشيرة للجحيم
.
أعزائي رجال الدين؛ طلعتوا دين أمنا، فاستقيموا يرحمنا ويرحمكم الله
محمد هندام