Monday, July 02, 2012

طفولة مذبوحة

مشهد لافت رأيته منذ سويعات:
 طفل من هؤلاء الملايين في شوارعنا، ممن يحملون علبتي مناديل ورقية ويتوسلون عليك أن تشتريها أو تعطيه مما أعطاك الله، بغض النظر عما إذا كان يستحق، أم أن أهله يتاجرون به، المهم رأيته جالسا مشدوها بوجه معفر وثياب قذرة، لكن وجهه وجلسته لا يخلوان من روح الطفولة البريئة، يشاهد وفمه شبه مفتوح ما يعرضه تلفاز حديث معروض في إحدى أكبر متاجر الأدوات الكهربائية والإلكترونيات، جالسا على الرصيف في الشارع يشاهد الكارتون المعروض على الشاشة ثلاثية الأبعاد من وراء الزجاج السميك النظيف للمتجر، أتطلع عليه فألعن نفسي وألعن المجتمع والدولة وكل هؤلاء الحقراء في المناصب والمنتشرين على الشاشات يظرطون في وجوهنا تصريحات وكلام تافه وشعارات كاذبة وبرامج رئاسية مزيفة، هؤلاء المتدينين والمتاجرين بالدين، وغير المتدينين والعلمانيين، المثقفين والمُصفقين، المتناحرين على السلطة الذين يدهسون تحت أرجلهم مثل هذا الطفل وأهله، هؤلاء الذين حرموا طفل كهذا من الجلوس آمنا أمام التلفاز في بيته يتناول شطيرة دافئة وحوله ألعابه، ومن ورائه تتطلع إليه أمه في أمل.

No comments:

Post a Comment