إعداد وترجمة:محمد عبد الدايم
أنا من هناك
أنا
خضراء وندية مثل قصيدة مرت بالعشب
أنا
عميقة ورقيقة مثل عُشِ عصفور.
أنا
من الأمس القريب،
من
غابة علمتني كيف أستنشق
كمال
الحب المضموم النائم في العشب.
أنا
من هناك-
من
قرية الأرواح الصغيرة،
هناك
على هضبة أخيرة انتصبت طاحونة الهواء
وعلّقت
السماء على جناحها سحبًا ممزوجة بالدخان
وذهبت
الريح وجاءت الريح
أنا
من قرية تطرق على كفوف الشجرة
أنا
من هناك.
***
أشعار نهاية الطريق
قال الفتى الطريق
أجمل ما يكون
|
قال الشاب الطريق
أصعب ما يكون
|
قال الرجل الطريق
أطول ما يكون
|
جلس الشيخ
يستريح بجانب الطريق
|
صبغة أغرقت
شيبته ذهبا وحُمرة
|
والعشبُ يسطع
عند قدميه بندى المساء
|
عصفور آخرِ
النهار يغني من فوقه
|
أتذكرُ ما أجمل،
ما أصعب، ما أطال الطريق
|
قلت: يومٌ تلو
يوم وليلةٌ - ليلة
|
قلتْ هاهي الأيامُ
تأتي بقلبكِ
|
وترى الأمسيات
والأصباح تهجرُ شباكك
|
وتقول: ألا
جديد تحت الشمس
|
وها أنت تأتي
مع الأيام، هرمت وشِبت
|
وأيامكَ
معدودةٌ وغالٍ عددها سبعةَ أضعاف
|
وستعلم أن كل
يومٍ أخيرٍ تحت الشمس
|
وستعلم جديدا
كلُّ يومٍ تحت الشمس
***
|
وحدي بالبيت
وقفت
سيارة أمام البيت
عبر
كلب الطريق
أنا
وحدي بالبيت
لا
أحد في البيت
أنا
وحدي بالبيت
أتطلع
من النافذة إلى الطريق.
أمي
ذهبت لجدتي
أبي
سافر إلى الجليل
قالت
أمي "لقد مكثت أسبوعا"
يجب
أن ترتدي معطفا
لن
تذهب للجدة
إن
لم ترتدي معطفا.
عاندتُ
وذهبت هي لها
قرأت
ثلاث صفحات
في
شقة الجيران بالأعلى
يعزف
الجرامافون ويرقصون
من
الجميل أن أمي – ذهبت
وأنا
وحدي بالبيت.
وحدي
بالبيت
ولست
حزينا على الإطلاق...
هاهي
سيارة تقف أمام البيت
على
الشباك تتنزه ذبابة
فقط
هي وأنا بالبيت
متى
ستعود أمي؟!
يوافق اليوم 15 يناير ذكرى وفاة الشاعرة العبرية
الإسرائيلية ليئة جولدبرج .
جولدبرج وُلدت في بروسيا الشرقية عام 1911 في بروسيا
الشرقية، وهاجرت إلى فلسطين عام 1935، وقبل ذلك كانت قد حصلت على درجة الدكتوراه
في الفلسفة واللغات السامية، من جامعة بون، وتعتبر واحدة من أهم الشاعرات في تاريخ
الأدب العبري الحديث في مرحلتيه الفلسطينية والإسرائيلية.
تركت جولدبرج ميراثا أدبيا كبيرا من الشعر وأدب الأطفال،
وتكريما لذكراها سُميت باسمها جائزة تُمنح لأحد الشعراء البارزين في إسرائيل.
من أعمالها:
- قصيدة في القرى. 1942.
- حب شمشون. 1952.
- مبكر ومتأخر. 1959.
- مع هذه الليلة. 1964.
No comments:
Post a Comment