Saturday, January 16, 2016

سنو وايت وذات الرداء الأحمر

أربع قصائد للشاعرة حجيت جروسمان

ترجمة من العبرية: محمد عبد الدايم

تامي


لم تمسح بعد
الشوكولاتة من على الشفتين
وبالفعل تفكر في رصاصة
بالرأس. لأنه مستحيل الاستمرار
في التشبث بحانوت الحلوى
عندئذ تخرج تامي لتلعب مع
ساحرات. يقلن لها
إنه توجد حرية لكن لأخريات
لأن تامي دوما حامل
لكنها تحب التدخين. تشتري
شوكولاتة  وسجائر تريد
أن تكون في مكان آخر. لكن
لحانوت الحلوى رائحة
مرهم ما بعد الحلاقة وتامي تحب
اللعب. رأسها مليء
مليء والقلب يصرخ: النجدة!
لدي لبن في الأوردة.
لبن بدلا من الدم. أنا أتحول
لحيوان بري وحينما أفكر
في هذا يتصاعد مني دخان وعندها
يتطاير مرهم ما بعد الحلاقة ويذهب
ليلعب مع تامي أخرى.

بيضاء الثلج (سنو وايت)

الجميع يحبون بيضاء الثلج
بسبب شعرها الأسود، عينيها
الزرقاوتين، والتشرد. لأن أمها
ألقت بها خارج البيت
كان جمالها في خطر
وتمكنت في يوم من الأيام
أن تختفي. لأن قلبها قد
يُقتلع. الجميع يحبون
بيضاء الثلج بسبب الأسود
والأزرق. لكن بيضاء الثلج
لا تحب بيضاء الثلج
إنها تحب كل ما
يمكن أن يمحو الأسود
والأزرق. كل ما من شأنه
أن يصنع لها قبرا. قفازاها
الأبيضان مغروزان في الحائط
ببيت الأمير، رجل أصلع
رحيم القلب في أحايين كثيرة
يقسو. لا، لا تستطيع
أن تهرب. مقتنعة أن الأمير
هو كل ما بحثت عنه في الغابة
قبلما تقابل الأقزام
الذين تسلقوا جسدها الأبيض،
ارتفعوا، ارتقوا وتلمظوا،
لكن الأقزام يعيشون في قرية تعاونية
وبيضاء الثلج في قرارة نفسها
محافِظة.
من زفر في خضوع لحرمانه، على جبينه
دائمًا مربوطة عصابة خوفه:
أعزف و أُشَيعُ له شيئا خالصا وكاملا
أُشَيعُ مقابل حبه.

ذات الرداء الأحمر

صرخ أحد الأشخاص ذئب ذئب فخلق عالم الذئاب.
تطلع الصيادون ولم يروا ثمة ذئب،
هكذا أقيمت غرفتهم، في ظل ذئب مختلق.
مكثوا هناك وانتظروا خلاصا.
كان دائما ما يدخل ويخرج من الشقة.
وذات ليلة خرجت ولم تعد.
قتل الذئب كل يوم من أجلها
نفحت وجهها برودة الصباح بيد خفية،
كوكو أو..كوكو أو..صأي الوقواق في رأسها
على خلفية الأحداث التي تمر دائما أحبت فقط من
لم يقتل الذئب من أجلها وضرب رأسها
في الأرضية. لكنه قتل الذئب من أجلها
لذا الآن تنتعل حذاء أحمرا
وتنتظر في المحطة.

تسابيح


طوبى للمرأة التي لم تهجر ابنتها
ولم تطر في طريق الوقواق
لم تسكنها في أعشاش غرباء
وغطت رأسها بيديها
وداعبتها وحرستها ليل نهار

وكانت كأم حاضرة
كامرأة حكيمة تمنح فطنتها لابنتها
ولا تكبح تعليمها
كل ما تفعله يفلح
وداعبتها وحرستها ليل نهار

الوقواق ليس كذلك
فالغرباء ينقذون جسد ابنته
ولذا لا يمنحها الغرباء السلوان
فلا تعرف ابنته مجددا طريق الأم
وتضل طريقها.

 

«حجيت جروسمان- חגית גרוסמן»


(1976) شاعرة إسرائيلية، وفنانة، درست الأدب العبري والعالمي في جامعة «تل أبيب»، إلى جانب دراستها للتصوير والرسم والمسرح، حاصلة على درجة الماجستير في الأدب العبري من جامعة «بن جوريون» بالنقب، تنشر قصائدها في مجلات أدبية عدة، إضافة لمدونتها الشخصية، من أعمالها الشعرية «تسعة قصائد لليسار» (2007)، «حيتان الرماد» (2010).

 

Thursday, December 10, 2015

ننزف العمر يا عزيزتي،
لكن على الأقل
تبقى لنا ما يكفي
لنشعر بالأسى على أنفسنا.
ننزف الوقت،
لكننا نجري في الربع الأخير
لعل العرق يخفي الأسى.

Thursday, November 26, 2015

لا تأتمن الجسد الذي يصمت

شعر وصور: شيرا ستاف
ترجمة من العبرية: محمد عبد الدايم




سويتشيرت

في وقت مضى كان ما يزال يغطي بطني.
الآن لا أستطيع أن أرتديه،
صغير عليَ ومشقوق
بعمق عند الكتف
كان يمكن أن يظهر شريط السوتيان
ويباغت: فجأة أزرق،
أو أحمر.
احمرَّ خجلا من الجسد الذي نما فجأة
يوضح لي
كم كنتِ صغيرة
وثدياكِ الثقيلان ملئوه
أيتها الطفلة التي تحمل رمانتين.
هو مثلكِ
مطوي في الدولاب.
........
ست وثلاثون
أتطلع لصورة لي –
تلك المرأة
قد ماتت.
جلدي ينسلخ عني ويتقشّر
وأنا أقلب صفحة
تلو صفحة.
........
في الظلام، على نور الشموع

صامتان، لم يعد لدينا ما نقوله.
نستبدل الكلام باللهاث
جسد مبروم بجسد، واليدان تتداعبان بطولهما
فمّان مشتبكان في صمت
والجبين جدار ومن خلفه تحدث
أكثر الأشياء المحظورة
وكلمات تحطم الأرضية
صامتان. ليس لدى كل منا ما يقوله للآخر.

........
خائبة الأمل
إن لم تلمسني –
سأموت.
لكنك لن تلمسني
وأنا لن أموت.
........
                           
الخامسة صباحا

                                                                                     نائمة على البطن، أحتضن وسادة
يمكن أن تكون أيضا صدرا عريضا، مشعرا
لرجل عريض، صغير، توضع عليه أذن
تنصت لوجيب الجسد الحي
وعلى البطن الرقيقة تسمع
أحاديث وجبات العشاء، الكاذبة، أنا
أعرف
تقابل العين المفتوحة وسادة، عليها
وجه كتاب مُوَقع،
أصابع لا تتراقص على الكتف، تتزحزح الآن
ويد ضخمة لا توضع على ظهر بارد، لتغطيه،
لا هي تداعب، ولا هي تذود.
........
سر

لا تأتمن الجسد
الذي يصمت
حين يريد الكلام
وكذلك حين تلمسه
في أكثر المناطق الحساسة
لا يتفوه بكلمة
حين تملّس بأصابعك
حول السُرة
لا يرتعش
لا يتسمّر الشعر
العينان
لا تغمضان
لا تنفلت تنهيدة
من فم
هذا الجسد
لا تأتمنه
حرارته لا ترتفع
معدل ضربات القلب
ثابت،
منتظم،
غير مخطوف.
لا تأتمن الجسد الذي
لا تجلده
فلو جلدته
لوجدت
أن اللحم لا يتورد
الجلد لا يرتجف
العضلات لا تشبع
لا تُمتهن
الثديين
لا يتصلبان
الحلمتين ناعمتين، ناعمتين
الحلمتين ملولتين
الملابس الداخلية
غير مبتلة
لا تأتمن
هذا الجسد
هذا الجسد الأبكم
هذا الجسد العليل
هذا الجسد الجائع
هذا الجسد المُتَقد
هذا الجسد الكاذب.

........
أسماء

ترفع يديك لتحتضن رأسي
كأب طيب لتُقَبلني على الجبين
لكن كفي يديك، لا يمتثلان لك
فتهوي على وجنتيَّ بقوة
تخبط على الصدغين
وأنا أكنيك بأسماء
سماها السود في أفريقيا
للبيض الذي هجموا عليهم:
الذي تشرق الشمس من داخل عينيه
الذي تهب الريح من من وراء أذنيه
الذي يظلل أنفه على وجهه
الذي يأكل كثيرا؛
الذي لا يستطيع أن يمنح شيئا.

  شيرا ستاف שירה סתיו
شيرا ستاف. الصورة من صحيفة هآرتس

  شاعرة إسرائيلية، وناقدة أدبية، وفنانة تصوير فوتوغرافي، مسيرة حياتها ملفتة إلى حد كبير، فقد اشتغلت بكثير من المهن والحرف اليدوية، طباخة، وغسالة، وعاملة في مزارع فاكهة وخضروات، بائعة ساندوتشات طعمية، أمينة مخزن، عاملة في محطة بنزين، ملاحظة في حديقة عامة، مسئولة في حضانة، مُدرِسة خاصة، سكرتيرة، مُدرِسة في مدرسة ثانوية، مشرفة في مكتب إحصاء، وغير ذلك من المهن والحرف، قبل أن تعمل في تدريس الأدب العبري / الشعر في جامعة «بن جوريون» بالنقب، بعد حصولها على درجة الدكتوراه في الأدب العبري في موضوع: علاقة الآباء بالبنات في الشعر العبري الحديث. وهو البحث الذي أصدرته بعدها في كتاب حمل عنوان: «أبي أنا مُحتَلة- الآباء والبنات في الشعر العبري الحديث»، إلى جانب الكتب التي شاركت في إعدادها وتتناول قضايا في الشعر العبري الحديث، نالت في عام 2007 جائزة «طيفع» (الطبيعة) التي تمنحها بلدية «المطلة»، وتكتب بشكل متقطع مقالات نقدية في صحيفة «هآرتس»
القصائد المنتقاة والمترجمة في هذا التقرير من ديوانها «لسان ثقيل» (2012)، وهو مقسم إلى خمسة أقسام، المضامين الغالبة فيه تتمثل في العلاقات الأسرية، والذاتية الأنثوية.
السيرة الذاتية منقولة من صفحة التعريف بالشاعرة على موقع موسوعة الأدب العبري الحديث، انقر هنا للانتقال، والصور المرفقة من إبداع الشاعرة في التصوير الفوتوغرافي.