Wednesday, April 30, 2014

آسفين يا ريس

أنا آسف يا ريس

أنا آسف يا ريس الاعتذار الشهير للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، أقدمه له عن طيب خاطر واقتناع، لا لأننا خلعناه، أو تخيلنا أننا فعلنا هذا، ولكن لأن بعض الأصوات تعتبر أن ما يجرى في مصر الآن عودة لنظام مبارك، وأنا أرفض ذلك وأعتذر لمبارك ونظامه.
فنحن أمام نظام أكثر تخلفا، أكثر همجية، أكثر براعة في القمع والكبت والتعذيب والإهانة والفاشية السلطوية، نحن أمام نظام لديه هيستريا التدمير والإبادة، ليس تدمير الإخوان، فهم يخربون بيوتهم بأيديهم، ولكن تدمير المجتمع المصري بكامله، أو ما تبقى منه.
أنا آسف ياريس، ففي عهدك كنا نكن قدرا من الاحترام للمعارضين، ونتعاطف معهم، وندافع عنهم في مواجهة جبروت نظامك، والآن المعارضون "معرضون"، اتضح أنهم مجموعات من حثالة المجتمع، تتدثر بأسمال رثة وبالية من القيم المنحطة، يتفاخرون الآن بالوقوف خلف قادة الجبروت والطاغوت، يبيعون ما تبقى من حيائهم، إن وُجد، ليبتغون مالا ونفوذا في دولة الفاشيين الجدد.
آسف يا ريس لأنه في عهدك تصدرت مسيرات كفاية عبد الوهاب المسيري، والجمعية الوطنية للتغيير كانت أملا وحلما، والآن ابتلينا بقوادين في كل الجماعات والأحزاب والحركات المنحطة.
آسف يا ريس ففي عهدك لم تصل الدعارة الإعلامية لهذا الحد، لم تكن جميع الإذاعات والقنوات والصحف صفراء إباحية في عهدك، والآن أصبحت كل وسائل الإعلام تعبر فقط عن وجهة نظر قواديها وعاهراتها الذين يسجدون نفاقا وخوفا وطمعا لإلههم الجديد، ويطئون بأرجلهم كل القيم الإنسانية والاجتماعية.
آسف يا ريس لأن عهدك لم يكن عهد الطغيان الأعظم لجهاز الشرطة، ولم يكن كل هؤلاء الآلاف في المعتقلات والسجون، بل أقل قليلا،  آسف يا ريس لأن القضايا والأحكام في عهدك كانت تُلفق بقدر من الحنكة والذكاء، ولم تكن أحكاما بالعقاب الجماعي، كانت مجرد محاولة للظلم، نجحت إلى حد كبير،  والآن أصبحت شعارا ولواء،  تُلقى جزافا وتجرف البريء مع الجاني إلى الهاوية بأحكام تزلزل موازين العدالة.
آسف يا ريس لأن الإخوان في عهدك كانوا مجرد جبهة معارضة تتلحف بالتقوى والإيمان، والآن هي مجموعة إرهابية متخلفة لا تبغي إلا السلطة وتدمير مصر التاريخية والاجتماعية والسياسية والجغرافية، كانت  جماعة تدعي أنها تسعى للتغيير السلمي والإيجابي، والآن هي جماعة منحطة أخلاقيا وسياسيا.
آسف يا ريس لأن كلابك لم يكونوا بهذا القدر من السعار، والآن كلاب الحكام الجدد أكثر سعارا من كل الطوارد وآكلات اللحم الحي وآكلات الجيف.
آسف يا ريس فلم يكن من يدعون التدين من الجماعات الإسلامية بهذا القدر من العُهر، كانوا على مقياس 9 من 10، والآن قد تخطوا مقياس 20 من 10.
آسف يا ريس لأن القوانين في عهدك كانت تُسن وتُقنن لقدر من السرقة والفساد والديكتاتورية لا يساوي شيئا مما تساويه قوانين وقواعد اليوم.
آسف يا ريس لأنه في عهدك وفي قمة جبروت كلابك وضباعك لم يحدث أن صدرت قوانين أو أحكام كقانون التظاهر الحالي الذي وُضع فقط للقبض على أربعة شباب في النهاية، وحكم محكمة يحظر حركة معارضة، ففي عهدك لم يخرج حكما بحظر كفاية أو الجمعية الوطنية للتغيير أو 6 إبريل.
آسف يا ريس لأنك لم تكن الأكثر فسادا وطغيانا وجبروتا وغباء. من يسيرون على دربك القذر قد تخطوك في كل المناحي، ومع ذلك هناك من يعتبر أن هذا عودة لنظامك، ولكن تبت أياديهم وانعقدت ألسنتهم وشُلت أرجلهم وثكلتهم أمهاتهم، فالنظام الحالي لم نرى مثله قذارة وفاشية ودناءة.
آسفين يا ريس. 

Saturday, April 05, 2014

غزة 1، غزة 2


عام 2010 صدرت في إسرائيل مجموعة شعرية بعنوان "שירה מפרקת חומה ـــــ شعر يحطم الجدار" واحتوت على قصائد احتجاج ألقاها مجموعة من الشعراء الفلسطينيين والإسرائيليين، بالعربية والعبرية، في أمسية ثقافية بمدينة حيفا، احتجاجا على استمرار الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق الفلسطينيين، وحصار غزة، واستمرار بناء الجدار العازل، وتحدي الرأي العام العالمي، وتحمل كذلك بعضا من الاعتراف بحق الفلسطينيين في العيش الآمن على أرضهم التي سُلِبت منهم قسرا.
من بين قصائد هذه المجموعة مقطوعة شعرية صغيرة أغلبها بلغة عربية مكتوبة بحروف عبرية، كتبها الشاعر "ماتي شموئيلوف ـــــ מתי שמואלוף" بعنوان "עזה I ـــــ غزة I" يخاطب فيها القطاع المُحاصر بلهجة حميمية:
"עזה יא ג'מילה
יא מסעודה
יא חממה, יא עזה
יא ג'והר
יא חביבת אלבי
עוד תשובי אל יפיך"
"غزة يا جميلة
يا مسعودة
يا حمامة، يا غزة
يا عزيزة
يا جواهر
يا حبيبة قلبي
ستعودين إلى جمالك مُجددا"

وكتب قصيدة أخرى نشرها على موقعه وعلى حسابه الخاص على الفي سبوك بعنوان "غزة 2 ما يشبه انتفاضة أخرى"، يقول فيها:
"رئيس الأركان الذي أرسل صواريخ قتالية إلى تل أبيب
وأطلق النار على أهداف في رحافيا
الجنرال الذي أكل جفيلطع1 وغنّى بالأشكنازية
في أقبية الشاباك برمات أبيب2
الجدة التي انفجرت عند حاجز طريق بهرتسليا
الحصار على سفيون، الطوق حول كفار شمرياهو3
المتراس على نادي الشعر في مكان ما
بياض ساخط من وراء الجدار"

1-  أكلة من السمك المحشي، كانت مشهورة لدى اليهود في أوربا.
2-   اسم يطلق على عدة مناطق شمال تل أبيب.
3-   المُسمى العبري لقرية الحرم في قضاء يافا.


ماتي شموئيلوف ـــــ מתי שמואלוף:

شاعر ومحرر وصحفي إسرائيلي، وُلِد عام 1972 في حيفا، ويعيش حاليا في تل أبيب.

Sunday, March 30, 2014

بداعي الشوق

ثلاث قصائد من ديوان بداعي الشوق

غلاف الديوان

شعر: حجيت سافاج חגית סבג

ترجمة: محمد عبد الدايم


حين تفُتح النافذة صباحا

تسلل نور ضعيف

وأضاء رغم ذلك

ما بوسعه أن يضيء.

ماذا هناك؟ شيءٌ ما هناك

أنادي، من داخل الغرفة

لم يقم.

نسيتُ الحركة

التي تفتح (النافذة) على مصراعيها، فتدخل

الغرفة.

......................................

بيت

كل يوم بعد الغداء، بريش طيران مكسور،

تحاولين الدخول هنا من الشباك.

هاربة من سرب عصافير ضعيفة الجناح.

تهرعين نحو هذا الشباك الخادع.

من الخارج ترين فيه فِراشًا وحشيةً ومدفأة كبيرة.

فترتطمين في هذا الانعكاس.

حافة بلا حد، عارية وزجاجية، من طبيعتها أيضا الإيلام.

كعادتها التي لا تنقطع تناديكِ

لتدخلين، كل يوم.

من الأفضل ألا أسمح لكِ بالدخول،

سأدعكِ لأحميكِ، ساهرة تحت الشموس.

...................................

مسافات للعبور

تأتي من بعيد فتدلف نحوي إلى البيت

لم أرك قادما، حينما تطلعت عبر النافذة.

كان هناك أناسٌ معهم مظلات.

تدخل مسفوعا بالشمس فتخلط المطارح

فمن وراء ظهرك أرى كوخًا من القش

ورملًا أبيضًا ناعما ونخلًا باسقات.

عرفت أنه من ورائك يمتد بحر.

نحن ماثلان أمام مناظر مختلفة، هذه ليست مسافة

نعبرها بسيارة أجرة، فقط نجتازها نائميْن.

من فراش بشقة سكنية كبيرة، أعدُ

كوبين من الشاي وأحتسيهما بمفردي.

.............................

الشاعرة حجيت سافاج חגית סבג  (1977م):


     حاصلة على الماجستير في الأدب العبري من جامعة بن جوريون بالنقب، وماجستير في الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع من جامعة تل أبيب، وكذلك درجة البكالوريوس في التربية الخاصة من جامعة تل أبيب، وتعمل في مجال التربية الخاصة، إضافة لممارستها  تعليم اليوجا.

     نشرت قصائدها في المجلة الأدبية "ميطَعم"، وصدر ديوانها عام 2011 بعنوان "بداعي الشوق"، وتكتب شعرا عاطفيا زاخرا بمشاعر الحب الهادئ والوحدة، بأسلوب سلس ورائق المعاني والألفاظ والدلالات، تعيش في شعرها عالما واقعيا، بمتطلبات طبيعية عادية، وتتركز مشاعرها اليومية على نافذتها، فتتحدث مع الحبيب عبرها، وتكلم العصفور من خلالها.

      تقول في ديوانها:

"اليوم أتحدث لنفسي بصوت عال"

Monday, February 03, 2014

ميدان التحرير

כִכַּר אַ-תַּחְרִיר

قصيدة عبرية مترجمة إلى العربية
شعر: ألموج بيهار אלמוג בהר، ترجمة من العبرية: محمد عبد الدايم

منشورة على موقع الكتابة الثقافي:
ميدان التحرير


في الفجر بميدان التحرير حاولت جمرات الثورة 
الهامسة خطف غفوة صغيرة

في الخيام التي نُصبت في الوسط، النيل الذي لاح من نافذة
 الملك لم يُرحه بالنوم، لكنه أيضا لم

يفسر كوابيسه.

معظمها وُلدت بعد مُلك الفرعون، فقط في الأشعار

والأحلام تخيلت (الجمرات) الأيامَ  قبله وبعده،

الآن تحاول أن تتخيلها على لافتات المظاهرات

وفي فضاء الإنترنت.

في النهاية؛ حينما يزف التلفاز خبر تنحيه

يهمس الناس لأنفسهم، مات الفرعون، مات

الفرعون الأخير، يهمسون مرة وأخرى،

كأنهم لا يصدقون أنفسهم.

مات الفرعون الأخير، همستُ لنفسي وخرجت

إلى ميدان مدينتي الخالي، المقطوع بحُفر

حفريات القطار الصغير، أتقصى

أين ستشتعل فيه الجمرات الخافتة التي وُلدت

بعد ملك الفراعنة، الجمرات التي لم تتخيل حتى الآن
 الأيام بعد الفراعنة، ربما في
 الأحلام والأشعار فحسب. 



ألموج بيهار אלמוג בהר:

 شاعر وأديب إسرائيلي، تمت الإشارة إليه في تدوينة سابقة خلال ترجمة قصة قصيرة له بعنوان "ستار"، طالع الرابط:

والنص العبري للقصيدة منشور على موقعه الشخصي، طالع الرابط:

كما أنها منشورة على الرابط: