شكرا لكم؛ فبفضل حظوظنا العالية، وتراثنا المتجذر في تربة تُنبت كل بذرة مسمومة؛ جربنا الفقر والتخلف الديني والحضاري والاقتصادي والاجتماعي، جربنا الفساد، والاستبداد، والنفاق الديني والسياسي، جربنا كل أنواع الاتجاهات السياسية، فيما عدا تلك التي يدين بها الغرب الكافر المارق، والمسماة بالديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية والتقدم وما إلى ذلك من خزعبلات.
على أيديكم جربنا الملكية، والجمهورية، والجماهيرية، جربنا الاحتلال، جربنا الثورات، جربنا الانقلابات والحروب الأهلية، جربنا الفتن الطائفية، والتعصب القبلي، والتشرذم الشعبي، والتفتت الجماهيري، واخترعنا كل الجماعات الدينية، وامتلكنا براءة اختراع عبد الله بن سبأ في كل العصور. جربنا كل شيء لكننا وصلنا الآن للمرحلة التي تسبق لقاء الوحش في الألعاب.
الحلقة التي كانت تنقصنا لتكتمل مأساتنا هي أن تتحول الصراعات الناتجة عما سبق إلى حروب مكتملة الأركان. نلتقيكم بعدما ننتهي من لقاء الوحش... أو ينتهي منا.
No comments:
Post a Comment