بحكم العادة
ولسابق الخبرة؛
لا أنهض فزِعًا
حين يهاجم نومي كابوس
لا أركل غطائي،
بل أداعبه قليلا
أدغدغه ربما
أهدهده
أحنو عليه لعله يهدأ
أغوية حتى بقطعة حلوى،
ألهيه بكلمات
ليست في القاموس،
أدعوه برقة لخلع قناع
الرعب الساذج
أستميله
أو أهدده بالاستيقاظ
ولا أعبأ،
أدفعه للرحيل خائبا
أتراقص أمامه هازئًا كالممسوس،
دون أن أتعرق أو أشهق
دون أن أهذي أو أتعب
دون أن ترتعش جفوني قلقا
دون أن ألتمس أن ينقذني من مخالبه
اللا أحد النائم جواري بمحيا عبوس.
حين يهاجمني كابوس
ألتمس في حضنه
راحة
دعة وسكينة
فرحة خاطفة
أحاسيس لا ألقاها
حين يطل علي
حلم هادئ مُراوغ
عميل بهجة خائن
يراودني في نومي
ليسرق أملًا
كدسته
تحسبًا لنوة جفاف
تلوح في الأفق
أستشعرها في رجائي المتعوس.
يغويني الحلم
ليهتك أملي أو يخنق
يراوده عن نفسه
يدق عنقه
يعلقه من تلابيبه
يدفنه في مهده
يسجيه جثة في كفن
يسفك دمه
بتعويذة وطقوس.
يرسم لي عالما
من أشجار اللوز
وثمار الجوز
وطعم العسل وبريق الماس
ورِقة الحرير
على جسد العذراء الناعمة
وبياض ثوب العروس.
أثمل
أهذي من نشوة الفوز
ثم أصحو
وعلى يدي تراب
من جثمان أمل
كنت أرسمه
في خيالي روضة
قبل النوم
دسسته خلسة
تحت وسادة رأسي
فاستحال بفعل جريمة الحلم
لجحيم يلاقيني بناره
حين أفيق مُهتكًا
تحت سنابك
معركة شوق مرجو
تدور رحاها عمرا
استطالت كحرب البسوس.
No comments:
Post a Comment