Wednesday, March 15, 2017

تحية العلم

عند مخرج مترو الأنفاق
قابلني بائع الأعلام
منذ سنوات،
تفقدت بضاعته
وانتقيت خاتما بألوان ثلاثة
أحمر
 وأبيض
 
وأسود
يرقد الآن مع
دبوس بزة رسمية
أرتديها مُكرها
في المناسبات،
زفاف ربما
وكثير من العزاءات
يحمل الألوان ذاتها
بدون نسر صلاح الدين
 
يرفرف بأجنحته
وينظر شامخا لليمين.

مرت السنوات
تعالت
 وبالقهر خمدت آهات
اسودت أرواح
وشاهت طرقات
مؤدية لواحة للوطن
والخاتم قابع
 
في علبة الفضيات
والدبوس انقضم سنه
وربما بائعه قد استبدل بضاعته
بخردوات صينية،
أو كروت اتصال
أو ساعات،
وربما قد مات. 


تخطف طير الموت
مصائرنا
تدحرجت بالوطن تقلبات
ولم نقلع حماقةً
عن سذاجة العادات.

  قُبيل الأحداث الوطنية
والمناسبات
 
أطوفُ الشوارع
 
لأتفقد بائعي الأعلام،
والخائنين مُروجي الذكريات
 
لعلني أجد مع أحدهم راية الأمل
 
فأشتريها،
 
لأنكسها بوقار يليق بمكانة الفقيد،
ليُرقد ميْتا في سبات.
أو دبوسا
 يليق بسواد البزات
بينما ينحبس
في القلوب الصالحة للنبض
طنين الأنات
واجتُثت أشجار الأمل
وأقلقت الخماسين
وداعة الواحات
فحظ الوطن كدقيق نثروه
ثم تركونا نجمع منه الرفات

No comments:

Post a Comment