Friday, May 26, 2017
Saturday, May 20, 2017
قنص الأحلام
ألقموني بندقية صيد
من طراز وينشتر
غير معدلة،
وأطلقوني في البرية
وأمرني الرجل الصارم
أن أنطلق بحيوية،
وأصوب بجدية،
بعد أن أوجه له التحية..
وأنا لم أتجند في العسكرية،
وحيد أبي وأمي،
ومات أبي قبل أن تحمل أمي
بأخ لي كذرية.
كيف أنطلق في البرية
وحذائي ضيق
مأكول النعل
وإصبعي يخرق مقدمته
ويئن؟!
وأنا لم أمسك سلاحا قط
سكينا أو بندقية،
وعيناي لا ترى في الظلمة العاتمة،
وعويناتي ليست مؤهلة
للرؤية الليلية.
أطلقوني في البرية
بأمر صارم بعد التحية،
جبرني زميل من السرية،
منحني خلسة
شحاطة
تركها شيخ كبير
على باب مسجد
بعدما ركع وسجد لآخر مرة
دون أن تبصر عيناه
خر واقعا بجانب عصاه
غير السوية.
كيف أجري بشحاطة مقاسها كبير
ونعلها تتزحلق
على الأرض الملساء
والخشنة والمستوية؟!
وتراب البرية
طين مروي بإنسانية.
لم أر ليلا
لافتة تحذر من اللغم
لم أعلم بأمر التمساح الهارب من البركة
يجوب الأرض بحثا عن وليمة مسائية.
ألقموني بندقية
والحلم هدف متحرك بانسيابية
يعرف طريقه في الظلام
وفي النور
عبر الثرى
وفي الجحور.
والأحجار المتصادمة لا تشعل شرارة
أو تهزم تمساحا هاربا
لا تقنص حلما
ولا تعمل كالبندقية.
أنشبت الريح
وصرير الأوراق يئز
ترسم خطوطا دامية
في الجبهة المحنية.
أطلقت طلقة
خدشت جذع شجرة عجوز،
رمقتني بحزن دامع يليق بجدة،
تبكي عقوق الأبناء والأحفاد.
أطلقت الثانية
فشقت عنان السماء
وهربت بلا رجعة،
والحلم هارب
والقائد صارم
والرفاق يتساقطون
وأبحث فقط
عن رقعة سوية
ترتمي فوقها جثتي
دون أن تراها عين تمساح
إلا بعد أن تصعد الروح.
انخلعت الشحاطة
وتقرحت القدم
والحلم بعيد
لا يدنو
لا يبدو قريبا
لا يبدو رمية.
*قنص الأحلام: عنوان رواية تأليف طاهر البربري.
Saturday, May 13, 2017
قبعة جديدة
نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
بدلا من القديمة
التي أنهكتها الشمس
وأربكتها الأمطار،
حتى ملت مني
فولت عني،
طارت بفعل خماسين معتاد
وسرقت أحلاما عدة
وتركت رأسي عارية.
بدلا من القديمة
التي أنهكتها الشمس
وأربكتها الأمطار،
حتى ملت مني
فولت عني،
طارت بفعل خماسين معتاد
وسرقت أحلاما عدة
وتركت رأسي عارية.
نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
برباط هذه المرة
مخافة أن تستميلها الرياح
فتهجرني،
أو تسرق أفكارا من عقلي،
أو تتركني حاسرا معلقا
تأكل الطير من رأسي.
برباط هذه المرة
مخافة أن تستميلها الرياح
فتهجرني،
أو تسرق أفكارا من عقلي،
أو تتركني حاسرا معلقا
تأكل الطير من رأسي.
نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
كي أخلعها حين أقابل من أوقرهم،
فرجعت خالي الوفاض
لأن القبعات كافة
معلقة في الحوانيت
بلا مشتر جديد،
فكل منها قد هربت من صاحبها مثلي،
وكل منها سرقت فكرة وحلما كما ارتكبت قبعتي،
وكل منها ترفض أن تنخلع عن الرأس
لتوقر الأوغاد
الذين يملئون الشوارع
ويضطجعون في كراسيهم الدوارة
أمام المكاتب الفخمة
يدخنون السيجار الغالي
ويزرطون لقيمات الفقراء
ويضرطون بالهراء
وينظرون إلى صدر الموظفة الحسناء.
كي أخلعها حين أقابل من أوقرهم،
فرجعت خالي الوفاض
لأن القبعات كافة
معلقة في الحوانيت
بلا مشتر جديد،
فكل منها قد هربت من صاحبها مثلي،
وكل منها سرقت فكرة وحلما كما ارتكبت قبعتي،
وكل منها ترفض أن تنخلع عن الرأس
لتوقر الأوغاد
الذين يملئون الشوارع
ويضطجعون في كراسيهم الدوارة
أمام المكاتب الفخمة
يدخنون السيجار الغالي
ويزرطون لقيمات الفقراء
ويضرطون بالهراء
وينظرون إلى صدر الموظفة الحسناء.
نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
فاستللت من واحدة معروضة
حلما بالغ الكهولة
لشاب في مقتبل الحياة،
يقبل فيه على الحياة
وتعرض عنه بكل سهولة.
فاستللت من واحدة معروضة
حلما بالغ الكهولة
لشاب في مقتبل الحياة،
يقبل فيه على الحياة
وتعرض عنه بكل سهولة.
نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
رجعت خائبا
لم أشتر قبعة جديدة
وحملت وزر سرقة الأحلام.
لم أشتر قبعة جديدة
وحملت وزر سرقة الأحلام.
Subscribe to:
Posts (Atom)