Saturday, May 13, 2017

قبعة جديدة

نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
بدلا من القديمة
التي أنهكتها الشمس
وأربكتها الأمطار،
حتى ملت مني
فولت عني،
طارت بفعل خماسين معتاد
وسرقت أحلاما عدة
وتركت رأسي عارية.

نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
برباط هذه المرة
مخافة أن تستميلها الرياح
فتهجرني،
أو تسرق أفكارا من عقلي،
أو تتركني حاسرا معلقا
تأكل الطير من رأسي.

نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
كي أخلعها حين أقابل من أوقرهم،
فرجعت خالي الوفاض
لأن القبعات كافة
معلقة في الحوانيت
بلا مشتر جديد،
فكل منها قد هربت من صاحبها مثلي،
وكل منها سرقت فكرة وحلما كما ارتكبت قبعتي،
وكل منها ترفض أن تنخلع عن الرأس
لتوقر الأوغاد
الذين يملئون الشوارع
ويضطجعون في كراسيهم الدوارة
أمام المكاتب الفخمة
يدخنون السيجار الغالي
ويزرطون لقيمات الفقراء
ويضرطون بالهراء
وينظرون إلى صدر الموظفة الحسناء.

نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
فاستللت من واحدة معروضة
حلما بالغ الكهولة
لشاب في مقتبل الحياة،
يقبل فيه على الحياة
وتعرض عنه بكل سهولة. 

نزلت لأشتري قبعة جديدة؛
رجعت خائبا
لم أشتر قبعة جديدة
وحملت وزر سرقة الأحلام.

No comments:

Post a Comment