بقلم:
محمد عبد الدايم
تقرير منشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية اضغط هنا للانتقال.
رغم ما يبدو عليه أنه ما يزال مهيمنا على السلطة؛ وممسكا
بخيوط الحكم بإسرائيل، فإن الملاحقات الأمنية المتعلقة بتهم الفساد تركض خلف أسرة «نتنياهو»
كثيرا، وربما الحديث عن التحقيقات مع «بنيامين نتنياهو» في تهم فساد ليس جديدا،
لكن المستجد هو أن الشبهات قد طالت الابن «يائير»، ففي بداية العام كانت سلطات
التحقيق في إسرائيل تبحث في أمر الشاب (26 عاما) في اشتباه بالفساد حيث نسبت له
ووالديه تهم الحصوص على هدايا من رجلي أعمال، وفيما يخص طرف الابن فيها فإنه –
بحسب الشبهات- قد نزل بفندق فخم بمدينة نيويورك حينما صحبه والده إبان رحلته
للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2015، وذلك في غرفة ضمن مجموعة غرف فخمة
استأجرها الملياردير الأسترالي الأمريكي «جيمس باركر»، كما أن الابن كان يخرج في عطلات
مولها الملياردير المذكور، وعلى متن طائرته الخاصة أيضا، واستمر هذا الأمر في
العام 2016، حيث نزل الأب والابن في عزبة يملكها «باركر» بولاية كولورادو، ناهيك
عن حصول «سارة نتنياهو» على مجموعة تذاكر مجانية لحفل أحيته في إسرائيل المغنية «ماريا
كاري» الرفيقة السابقة للملياردير، وقد دفع الأخير مقابل هذه التذاكر.
مع الإفراج المبكر الشهر الماضي عن رئيس الوزراء السابق «إيهود
أولمرت» (71 عاما) بعد قضائه عقوبة بسبب تهم فساد ورشوة، يتنامى الحديث مجددا عن
فساد الرؤوس الكبيرة في إسرائيل، خصوصا مع تلاحق الشبهات والاتهامات في السنوات
الأخيرة.
من شابه أباه!
على ما يبدو؛ فإن الأبناء يسيرون على نهج الآباء، فمثلما
اتهم رئيس الوزراء الأسبق «أريئيل شارون» بالفساد، ورغم أن التهم لم تثبت ضده؛
فإنها ثبتت بحق ابنه «عمري»، حيث قضت محكمة إسرائيلية في عام 2006 بحبسه بعد ثبوت اتهامه بالإدلاء بشهادة كاذبة،
والتزوير، بعدما جمع تبرعات من مؤسسات خارج إسرائيل، كمساهمات في حملة والده
الانتخابية. وحاليا تحوم شبهات الفساد حول «يائير نتنياهو» بينما ما تزال
الاتهامات بحق والديه طازجة، والحديث الآن عن احتمال تقديم لائحة اتهام بحق السيدة
الأولى «سارة».
كايا تثير صراعا متعدد
الجبهات
في منتصف العام 2015 انضمت عضوة جديدة لأسرة «نتنياهو»
المكونة من الرجل الأول في إسرائيل وزوجته وابنيه «يائير» و«أفنير»، والعضو الجديد
هو الكلبة «كايا» التي أعلن رئيس الوزراء حينها تبنيها.
تعتبر خطوة تبني حيوان أليف ضمن الأسرة خطوة ذات أهداف
سياسية في الغالب، لذا يقبل عليها الكثير من المشتغلين بالسياسة في العالم، غير أن
«كايا» كانت مؤخرا سببا في خصومة على صفحات موقع فيسبوك، حيث زعمت إحدى جارات
الأسرة الأولى أن «يائير» حين يخرج بالكلبة لا يجمع فضلاتها كما ينص القانون، وحين
دعته لذلك تجاهلها، بل وأشار إليها بإشارات بذيئة، ولما نشرت السيدة الواقعة على فيسبوك
مدعمة بالصور، رد «نتنياهو» الصغير بعجرفة مهاجما السيدة، والصفحة التي نشرت
الواقعة، وكرر إشارته البذيئة بـ"إيموجي" الإصبع الأوسط.
نقلت الواقعة صفحة "61" التابعة لمجموعة «مولاد»
اليسارية المعارضة نقلا عن جارة «نتنياهو»، مما دفع بـ«يائير» لمهاجمتها واتهامها
بـ"حصولها على تمويل غامض ومحاولة إبادة إسرائيل"، لتعلن المجموعة عن
رفعها لدعوى قضائية ضده بتهمة الافتراء وتشويه السمعة، للمطالبة بتعويض مادي يصل
إلى 150 ألف شيقل.
تأتي دعوى الافتراء والتشهير بحق «نتنياهو» الابن
متزامنة تقريبا مع دعوى مماثلة رفعها أبوه ضد الصحفي والأديب «يجال سرنا»، وهي
الدعوى التي كسبها رئيس الوزراء وزوجته مؤخرا بعدما أقدما – في تصرف نادر – على
مقاضاة الصحفي الذي كتب في مارس 2016 منشورا على صفحته بموقع فيسبوك زعم فيه أن «سارة
نتنياهو» أوقفت موكب رئيس الوزراء وألقت الرجل الأول في إسرائيل بالشارع بعدما
صرخت عليه، إثر خلاف بينهما.
وفي يونيو 2017 قضت المحكمة بأن مزاعم «سرنا» لا أساس
لها، وتندرج تحت بند التشويه، وألزمته بدفع تعويض مادي للثنائي «نتنياهو»، وعقب «سرنا»
على الحكم ضده باعتباره غير مفاجئ في مثل هذه الأوقات "المظلمة".
معركة الأمراء:
الصغار يتصارعون
"«يائير» ابن بابا" هكذا علقت محررة بجريدة «هآرتس»
على مناوشات الفتى على فيسبوك، وقد وجه كذلك في منشوره المتبجح هجوما مضمرا ضد «أريئيل»،
نجل رئيس الوزراء السابق «إيهود أولمرت»، وبين سطور هجومه متعدد الجبهات كتب «يائير»
ما يشير لاتهام «أولمرت» الصغير بأنه مثلي الجنس وعلى علاقة بأحد الفلسطينيين، فما
كان من «أريئيل أولمرت» إلا الدخول على خط المواجهة، التي سماها محرر بموقع
إسرائيلي بـ"معركة الأمراء"، فكتب «أريئيل» منشورا باللغتين العبرية
والعربية على صفحته الشخصية على فيسبوك، ينفي عن نفسه اعتباره مثلي، دون أن يهاجم
المثليين، وبسخرية اتهم «يائير» بالعنصرية والهوموفوبيا والتحريض، والعيش عاطلا
بالمنزل الرسمي لرئيس الوزراء على حساب دافعي الضرائب، وتحت حماية أمن رئاسة
الحكومة، وألقى بوجهه مزاعم الفساد المرتبطة بعلاقته ووالده مع الملياردير «باركر».
ربما كانت اللغة العربية في منشور «أريئيل» محاولة
للظهور بأنه لا يحمل عداوة مع العرب مثل عائلة «نتنياهو»، في الوقت الذي غربت فيه
بالتأكيد شمس «إيهود أولمرت» عن أرض السياسة الإسرائيلية، كما أن صفحته يتابعها
الكثير من الأدباء اليساريين المعارضين، وحظي منشوره بأكثر من ستة آلاف إعادة نشر.
قد تجد مجموعة "مولاد" اليسارية غايتها في منشور
«يائير»، لترد الصاع لوالديه بعدما حركا دعوة ضد «سرنا» لسبب مشابه، كما أعلن «أريئيل»
أولمرت أنه لن يتردد في رفع دعوى افتراء هو الآخر، وكأن فضلات «كايا» قد ألقيت في
بهو منزل رئيس الوزراء على يد الابن، الذي يثار أنه يتدخل هو وأمه في سياسة
إسرائيل، بل وتعتبره سارة وليا للعهد، فهل يسير «يائير» على الخط السياسي أم يلقي
هو أو أحد والديه مصير «أولمرت»؟!
No comments:
Post a Comment