منشور على موقع شبكة رؤية الإخبارية، اضغط هنا للإنتقال
* ضعف مستوى تلاميذ إسرائيل في اللغة العبرية
* يكتبون بأخطاء لغوية.
* يستخدمون
العامية بدلا من الفصحى .
* حصيلة لغوية فقيرة.
* يجدون صعوبة في صياغة جملة.
* انحفاض
في مستوى فهم المقروء والتعبير بالكتابة.
*التلاميذ منكبون على الهواتف الذكية والآيباد بدلا من
ارتياد المكتبة.
* الوضع في الوسط العربي أكثر سوءا.
* التلاميذ يتهربون من
التعليم الجامعي بسبب ضعفهم اللغوي.
* التلاميذ: "لم يعلمنا أحد العبرية كما
علمونا الإنجليزية، الحمد لله أننا نتحدث أصلا".
تشهد
منظومة التعليم الأساسي في إسرئيل انخفاضا ملحوظا في المستويات التعليمية للتلاميذ،
فوفقا لتصريحات مدرسين أصبح مستوى التلاميذ في اللغة العبرية ضعيفا جدا وسطحيا،
حيث يجد التلميذ صعوبة في تكوين جملة أو فقرة، فيكتبون بأخطاء إملائية، ومعظمهم لا
يقرأ.
شهادات
متعددة من مدرسين إسرائيليين في تخصصات مختلفة يصرحون بأن مستوى اللغة العبرية لدى
تلاميذ المدارس في هبوط مستمر، حيث انخفضت مهارات القراءة لدى التلاميذ، فيما
يتعلق بفهم المقروء والتعبير بالكتابة.
يقول
أحد المدرسين:" أصبح التلاميذ يجدون صعوبة في صياغة جملة منطقية، وأقابل في
أوراق الامتحانات أخطاء ساذجة، كعدم الوعي باستخدام الضمير، فأجد مثلا: يذهب بدلا
من أذهب، كما أجد خلطا في استخدام أدوات الربط ، التلاميذ لا يقرءون كتبا، ونتيجة
لهذا فإن حصيلتهم اللغوية فقيرة جدا، وبالتالي يتجنبون استخدام تعابير صحيحة، حتى
أن بعضهم لا يعرفون الفروق بين أدوات الربط في العبرية، ناهيك عن طريقة تعبيرهم،
فإجاباتهم مقتضبة للغاية، لأنهم يجدون صعوبة في صياغة جملة أو فقرة كاملة، ولا
يوجد رابط بين الجملة، والكتابة ليست انسيابية طبيعية، كما لا يوجد تسلسل زمني بين
الجمل، ويبدو واضحا من خلال الكتابة انخفاض مستوى الذكاء ".
الخوف على اللغة:-
من بين الأسباب الرئيسة
لهذه المشكلة التعليمية أن التلاميذ أصبحوا مرتبطين بالحواسيب، والآيباد والهواتف
الذكية، إضافة إلى استقائهم المعلومة من ويكيبيديا بدلا من تكبد عناء ارتياد المكتبة والقراءة، وهذا ما يؤدي إلى
ضحالة المستوى اللغوي والفكري لدى التلاميذ، وهذه مشكلة كبيرة – كما يرى المدرسون
– لأن اللغة العبرية هي اللغة الأم في إسرائيل، وإذا نشأ التلاميذ دون قدرة جيدة
على القراءة والتعبير والكتابة، فهذا ما يؤدي إلى انفلات عقد اللغة، وهذه مسألة
مؤرقة بشدة، لأن العبرية لها تاريخ كبير من الاندثار في عهود مختلفة، كما أن
إسرائيل تقع في قلب منطقة تتحدث العربية كلغة أم، وبالتالي يمكن أن تتراجع العبرية
بشكل كبير أمام اللغة العربية.
مُدرسة
أخرى قضت نحو 30 عاما في التدريس تؤكد أن وضع اللغة العبرية خطير، فالتلاميذ لا
يملكون مهارات الكتابة، كما أن مهارات النطق والتهجئة تقل بشكل كبير، وأصبح
التلميذ يجيب على السؤال في أقل من سطرين أو ثلاثة بأسلوب سطحي جدا، فحين يُطلب من
التلميذ مثلا أن يشير إلى ثلاثة عناصر لأمر ما فيكتب ببساطة إجابة أشبه بقائمة
مشتريات البقالة.
العامية في موضوع التعبير:-
مُدرسة
أخرى أمضت نحو 23 عاما في التدريس تقول إن معظم التلاميذ يستطيعون مثلا كتابة
موضوع تعبير، لكن يبدو واضحا افتقارهم للحصيلة اللغوية، ويصادف التلاميذ صعوبات
جمة في كتابة أمثلة وثيقة الصلة بالموضوع، سواء كانت من الحياة اليومية أو من
الأخبار، وذلك دليل على ضحالة إطلاعهم، إضافة إلى جهلهم بعلامات الترقيم، فمعظم
التلاميذ يجهلون الفارق بين الفاصلة والنقطة، فقط يكتبون بضع كلمات ملتصقة ببعضها
دون رابط أو علامة ترقيم، ناهيك عن المشكلة الكبرى وتتمثل في استخدامهم للألفاظ
العامية، فأصبح معتادا أن يكتب التلميذ في موضوع التعبير كلمات مثل
"صبابة" و"كيف" (بدلا من رائع).
ويبدو
أن المشكلة أكبر في الصف الحادي عشر، ففي امتحان البجروت (يقابل مرحلة الثانوية
العامة) يكون التلميذ مطالبا بقراءة نصوص ذات مستوى لغوي أرقى، وعليه أن يقرأها
قراءة عميقة ليفهم الفكرة الأساسية فيها، ومن ثم عليه تلخيصها في شكل نص جديد، لكن
يبدو أن الأمر أصعب مما يجب.
نتائج مقلقة لاختبارات اللغة:-
في
السياق ذاته أشار خبراء إلى انخفاض المهارات اللغوية لدى التلاميذ، وفقا لنتائج
اختبار البرنامج الدولي لتقييم الطلاب (بيسا PICA ) الذي تجريه منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) مرة كل ثلاث سنوات، وجاءت نتائج الاختبار الذي أجري في 2015
لتشير إلى أن إسرائيل في المرتبة 37 من بين 72 على مستوى القراءة الارتجالية بين
التلاميذ، بانخفاض قدره 4 مراتب عن نتائج اختبار عام 2012، كما انخفض التقدير
الكلي لتلاميذ إسرائيل بمعدل 7 درجات ليصل إلى 479 نقطة، في حين أن متوسط المنظمة 493،
أي أن الفجوة تبلغ 14 نقطة، أما في الوسط العربي فالوضع أكثر سوءا، حيث بلغ معدل
النقاط 225 فقط.
وفي
استطلاع آخر للمنظمة تقيس به مستوى المهارات اللغوية لدى البالغين من سن 16 إلى
65، (ويركز على اختبار مدى القدرة على فهم وتقييم نصوص مكتوبة بلغة يومية) ظهر أن
معدل إسرائيل في المهارات اللغوية بالقراءة والفهم يقف عند 255 نقطة، وهو أقل ب 13
نقطة من المتوسط الذي تضعه منظمة OECD
وأقل من التقدير العام لدى الدول النامية بنحو 4 نقاط.
برنامج تدريس العبرية:-
تخصص
منظومة التعليم في إسرائيل ست ساعات أسبوعية لتدريس اللغة في الصف الأول من
التعليم الأساسي، وثلاث ساعات أسبوعية في الصفوف من الثاني إلى السابع، وفي مرحلة
التعليم الإعدادي تخصص ثلاث ساعات أسبوعية لمهارة الكتابة بالعبرية في الصفوف من
السابع إلى الثامن، وساعتان أسبوعيا في الصف التاسع، أما في المرحلة الثانوية فيدرس التلاميذ مدة ساعتين أسبوعيا في كل مرحلة
سنية مهارات اللغة والنطق.
خطة الوزارة.. القراءة للجميع:-
على
خلفية هذه النتائج المخيبة، والشكاوى المستمرة من انخفاض مستوى التلاميذ في اللغة
إلى تحرك وزارة التعليم الإسرائيلية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، فقرر وزير التعليم
نفتالي بينط وضع خطة للتقوية، من أجل رفع مستوى التلاميذ عبر تدريس مكثف للغة
العبرية، وتتضمن الخطة تشجيع القراءة والكتابة في نطاق 1978 حضانة ومدرسة ستشارك
هذا العام في حملة الكتب، التي تهدف للتشجيع على القراءة، كما ستنضم مدارس تعليم
أساسي للخطة التي تتضمن توزيع كتب وقراءة موجهة عن طريق المدرسين، وقراءة في البيت
ونقاش في الصف.
تهرب التلاميذ من التعليم الجامعي:-
من
جهته؛ صرح صموئيل أفوآف مدير عام وزارة التعليم أن الوزارة على علم بالمشكلة، حيث
اتضح أنها إحدى أسباب ترك الطلاب للجامعة هي الهوة بين إمكانياتهم وبين المستوى التعليمي
في الجامعة، وضعف اللغة هي المؤشر الأول لهذه الهوة، حيث لا يصل قطاع من التلاميذ
إلى مستوى لغوي مناسب للجامعة من حيث الطلاقة والتمكن، وذلك بسبب الانجرار خلف
معطيات الحداثة العصرية والانترنت، دون الاستناد إلى ثراء وعمق لغوي كاف عبر قراءة
الكتب التي تتيح حصيلة لغوية واسعة، ومن هنا يجب التفكير في تحويل العالم
الافتراضي والديجيتالي إلى مسار تعليمي مناسب يتيح للتلاميذ مزيدا من القراءة
والتوسع في التحصيل اللغوي.
دعوهم يتحاورون أثناء تناول الوجبة:-
على
جانب آخر؛ تقر خبيرة تطور اللغة حنا إفني شايين بوجود خلل في أسلوب تعليم اللغة
عبر المراحل الأربعة: القراءة، الكتابة، الاستماع، التحدث، ففي الصف الأول على
سبيل المثال يتعلم التلاميذ أولا القراءة والكتابة، في حين يجب التركيز بداية على
الحديث قبل الكتابة، والاستماع للهجات مختلفة قبل الحديث، فالفكرة المهمة هنا هي وضع
خطة صحيحة طويلة الأمد، ويكون للتلفاز والحاسوب والمحمول دور مهم فيها، بدلا من
إلقاء التهمة على وسائل العصر الحديث يجب الاستعانة بها.
ترى
حنا إفني شايين أنه يجب تخصيص وقت للحديث والكتابة في الوقت الخاص للتلاميذ، مثل
السماح بالحديث المتبادل بين الأصدقاء خلال تناول الوجبة، كما يجب رفع مستوى وعي
التفكير في المحادثات بين التلاميذ، هذا إلى جانب الحوار التقليدي بين المدرس
والتلميذ.
الحمد لله أننا نتحدث هذه اللغة:-
في
المقابل يبدو التلميذ الإسرائيلي غير مهتم بالمشكلة التي يعاني منها، فيقر أحدهم
بأنه يهتم في الأساس بمشاهدة مسلسل أو لقاء أصدقاء أو التحدث هاتفيا أكثر من
اهتمامه بعالم الكتب، فقراءة كتاب لا يزيد أهمية بالنسبة له عن قراءة منشور على
الواتساب أو فيسبوك.
تلميذة
أخرى في الصف الثاني عشر تحدثت عن المشكلة واعترفت أنها لم تعد تقرأ كتبا كما في
السابق، لأن أسعار الكتب آخذة في الارتفاع، كما أن أصدقاءها لا يقرءون، ولم يعلمها
أحد كيفية كتابة موضوع بالعبرية كما تعلمت الإنجليزية في الصف الثالث، وختمت
بقولها "الحمد لله أننا نتحدث هذه اللغة".
No comments:
Post a Comment