Friday, November 10, 2017



الحلم مجنون رث
يقف عند ناصية الشريان
يصرخ في السيارات
لينظم المرور
لا يعيره أحد بالا
حتى هذه الفتاة التي كانت بطلته
رفعت الزجاج
ودعست بقوة دواسة البنزين
قبلما يقترب منها
الحلم متسول فقير
قطع مسافات العمر في بضع ليال
صنع من شيبه الأبيض
ستائر تعكس الظلمة
وحين استكان لاهثا ككلب عطشان
لم يجد من يقطر له ماء في حذاء قديم
الحلم عابر سبيل
يطرق باب النائم
فينهض هذا الأحمق من تحت لحافه
ليرى آخر الإشعارات على صفحة الفيسبوك
ويتكاسل عن الذهاب للتبول للمرة الثالثة
ويؤخر المنبه مجددا
ويغط من جديد ليبحث
عن مراهقة شقية تغمز له
أو أربعينية تتقصع عند مدخل الحارة التي ينصب نفسه سيدها
وحين يضطر للاستحمام بعد الاستيقاظ
يفرك رأسه جيدا
ويلعن صوت المنبه الذي حرمه من ليلة ساخنة أخرى.

الحلم يغرق في البالوعة
والشارع يطفح بالمياه
ولا أحد يهتم
سوى طفل شقي يحاول اصطياد كرته
التي طفت بعيدا
ويخشى اتساخ حذائه
الحلم ينفث رائحة الصرف الصحي
والسيارات تزعق في المجنون الذي ينظم المرور. 

No comments:

Post a Comment