Thursday, February 18, 2010

السلام

السلام


أهرون شبتاي وخلفه صورة لزوجته الراحلة تانيا راينهرت التي علمته كيف يكون يساريا معارضا

ما هو هدف
أناس تافهين
أمسكوا كلمة السلام
من شعرها وجذبوها من فراشها المتواضع،
وحولوها لعاهرة لهم،
في المحطة المركزية،
وبعدما حالفهم الحظ
حوّلوا الدولة لأريكة،
لتمارس ( كلمة السلام ) فوقها الجنس على مدار الساعة،
وفي الصباح تمص قضيب القناص المرتدي بزته الرسمية،
ليعود في المساء ليريها
علامة X التي نقشها
على مقبض البندقية،
بعدما قضى على فتاة في التاسعة عشر من عمرها،
نشرت الغسيل على سطح منزل في مدينة الخليل.

"أهرون شبتاى- אהרון שבתאי" ديوان "وطننا -ארצנו" 2000- ترجمة من العبرية إلى العربية "محمدعبد الدايم"

Sunday, February 14, 2010

العصور سيئة

العصور سيئة

February 14, 2010 at 12:05am
العصور سيئة
العصور سيئة ، أقسم قسم الولاء للمكتب
ذي طلاء " الفورمايكا " الأبيض ، وللمقلمة ، ومنفضة السجائر .
حلمت بأن الدولة قد زالت من الوجود ،
وبأننا وأطفالنا توطنا في المجلدات الثلاثة للقاموس .
بيتي يجاور كلمة نادل ، في الطريق إلى كلمة ضمير .
سأضحي بنفسي من أجل قطعة أرض مستطيلة فقط أدفن فيها _
سريري أنا و " تانيا " ، متران في متر ونصف .
رأيت صور رئيس الحكومة ووزير الدفاع
في الصحيفة المطلية باللون الأحمر كأظافر عاهرة .
أواري أفكاري عنهما،
في علبة فاصوليا مطهوة ، في شريحتين من النقانق ، في " كُسْبرية " .


العصور سيئة- شعر "أهرون شبتاى- אהרון שבתאי" من ديوان "بوليتيكا- פוליטיקה"- ترجمة من العبرية إلى العربية "محمد عبد الدايم".
.........................................................
النسخة المصرية

العصور سيئة ،
أقسم قسم الولاء الريس المبارك
ذي صبغة الشعر الأسود ،
وللابن البار، مالك الأمر والقرار.
أنى قدحلمت بأن الدولة قد زالت من الوجود ،
وبأنى ومن حولى من أفراد الشعب الافتراضى
قد صرنا أثراً فى دليل الحيوانات المنقرضة
بيتي يجاور كلمة فاسد ، في الطريق إلى كلمة ضمير سابقاً.
سأضحي بنفسي من أجل قطعة أرض متر فى متر فقط أدفن فيها _

رائحة نتنة تفوح من ماخور مجلس النواب
أواري أفكاري عنها ،
فى شاندوتش طعمية بالطحينة
فى رغيف بلدى وقع من أحد الناجين من فرن العيش. 

Thursday, April 30, 2009

مجرد سؤال

مجرد سؤال 

زمان سموكى المحروسة إيه إللى غير الحال؟
بقى فيكى إللى انسخطوا وفيكى إللى بقوا بغال،
وطراطير الملك اتنفخوا وصبحوا زينة الرجال،
ماسكين فى ديل الوطنى وبيتنططوا على الحبال.

يا إللى مليتوا سويسرا زكايب وكومتوا شوال فوق شوال،
والغلبان تدوسوه ، وهو من الهم شال ماشال،
ماكانش عايز غير الستر لعياله، ومالوش غير كده منال،

بقيتى غريبة يا مصر واتبدل الوضع والحال،
الناس بتقتل بعضها وتشفى، لأ ده غير خطف العيال،
وكله يجرى ورا المصالح وعن الحق الجميع مال،
مش حاسبين إن فيه آخرة ومش هاينفع جاه ولا مال.

فيكى يا مصر كتير وكتير شافوا الأهوال،
متكربسين على الأفران ودمهم على الأسفلت سال،
فى عرض البحر ماتوا ، ودول ولا يتقدروا بمكيال،
داقوا المر ومش ناقص غير يقرقشوا رمال،
وحكومتنا رااااااااسية ، ودانها واقع عليها جبال،
كل حاجة عندها تماااااام ، وكله عال العال،
والمعارضة مالهاش غير الجعجعة والكلام الفاضى فى الجورنال،
واحنا فى وسط الدايرة بتلف بينا عمال على بطال.

يا مصر قولى لى ؛ هو ده نيولوك؟
ولا إنتى فى الأصل على ده الحال؟
مش قصدى أعاتب ولا ألوم، بس ده مجرد سؤال.

محمد هندام
29/ 04/ 2009 

Friday, April 24, 2009

عام على غيابك يا أبي

زى النهاردة، زى دلوقتى حالاً الساعة 12:15 دقيقة صباحاً خرجت روحك إلى بارئها يا أبى،زى النهاردة من سنة سبتنا يا بابا وسبت الدنيا بحالها وارتحت منها ، ارتحت من المرض من الظلم من كل حاجة.

بابا: بعد موتك أنا اتعلمت منك حاجات كتير ،اتعلمت الصبر اتعلمت الهدوء اتعلمت التروى اتعلمت التسامح ،بس مش قادر أطبق كل حاجة اتعلمتها منك، مش قادر أصبر زى ما إنت صبرت عشرين سنة على المرض، وقبلهم ثلاثين سنة صبرت على عدم رؤية أمك، صبرت على الوحدة، صيرت على الشقى، صبرت على الظلم، صبرت عليا لغاية ما علمتنى واشتغلت بفضل الله ثم بفضلك، إنت قدرت تصبر على كل ده، بس أنا مش قادر أصبر زيك،إنت يابابا قدرت كنت بتتعامل مع كل الناس ومع كل المواقف بهدوء وترو بس أنا مش قادر أهدى مش قادر أتروى، بابا: إنت سامحت كل إللى ظلموك ، وأنا والله مسامح كل من ظلمنى، مسامح كل من آذانى ، مسامح كل من وجعنى، بس معلهش يا بابا مش هاقدر أنا أسامح أى إنسان ظلمك إنت ، مش هاقدر أسامح أى حد زعلك حتى لو كان أنا، أسامح إزاى حد تعب أو ظلم أو آذى أغلى وأحب إنسان ليا فى الدنيا، أسامح إزاى يابابا الدكتور إللى نقلك دم ملوث ، أسامح إزاى البلد دى إللى مافيش فيها احترام للإنسان، بابا أنا مش هاقدر أسامح ، وأنا آسف على كده .
أنا وأنا باقعد أفكر فيك دايماً يابابا بافتكر قصيدة الشاعر الرائع عبد الرحمن الأبنودى بعنوان :"الاسم المشطوب"، القصيدة دى يابابا كتبها الأبنودى بعد وفاة البطل الشهيد عبد العاطى صائد الدبابات، البطل إللى مات بعد معاناة مع مرض الالتهاب الكبدى الفيروسى، يعنى زيك يا بابا، مات على سريره فقير غلبان متألم، مات عبد العاطى البطل الشهيد ، مات فى بلد بتعالج الحرامية والمجرمين والمطربين والممثلين والرقاصات، مات فى بلد بتغرق فيها العبارات والمعديات والسفن والمراكب، بلد بيموت فيها الغلابة فطيس، وعايزنى إزاى أسامح يا بابا؟
كان نفسى تبقى معايا يوم خطوبتى، كان نفسى تشوف مروان، على فكرة يابابا مروان شبهك قوى سبحان الخالق، ربنا يبارك فيه ويحرسه، كان نفسى تفضل فى وسطنا يابابا، بس ده قضاء ربنا، واحنا كلنا راضيين بقضاء ربنا، كلنا عارفين إن الموت حق، بس كلنا مش مصدقين إنك سبتنا يابابا، مش قادرين نمنع نفسنا من الحزن، مش قادرين نحوش الدمع،ربنا يرحمك يابابا.

بابا: إنت ماموتش ، لا بالعكس، ده إنت إللى فضلت عايش ، واحنا إللى بقينا أموات من بعدك.
رحمك الله يا أبى يا أعز الناس يا أغلى الناس يا كل الناس.

رحم الله موتانا وموتى المسلمين جميعاً

محمد عبد الدايم محمد هندام

24/04/2009

فى الذكرى السنوية الأولى لوفاة أبى

Wednesday, February 07, 2007

مجبر أنا على الرحيل

بمداد من دم قلبى القتيل؛
بدمع عينى الذى يسيل؛
أكتب إليك:
لا أستطيع استكمال هذا الدرب الطوبل،
فما بقى منى هيكل مهزوم عليل،
وقد صرت كشيخ ضعيف نحيل،
لا يملك أملاً ولا دواء يشفى الغليل،
فقدت الجلد ،فقدت العزم،
فقدت الصبر الجميل.

أهيم فى دربى وحيداً
من غير رفيق أو خليل،
كأنى فى بيداء قاحلة
بلا ظل ظليل،
تائه من دون ناقة من دون
مرشد أودليل،
أو فى بيت أشباح
مطفأ القنديل،
وأنى لى الخروج من نفق المستحيل؟
وأنا مسلسل بقيد اليأس الثقيل،
لم يعد لى سوى البكاء والعويل،
وزادى فى الدنيا أقل القليل.

عادانى البأس وصار
يأسى له عميل،
وتزاوج فقرى مع ضعفى
والعجز لهما سليل،
مقيد فى محلى معصوب العينين
مخنوق منى الثليل،
تهتكت أوصالى من سياط الظلم وعذاب التنكيل،
مجروح أنا؛وما بقى من قطر دمى يسيل،
وأصبحت دوماً فى معتقل الحزن نزيل.

أحيا فى عالم وحشى؛
يحكمه المستبد الضليل،
بقسوة وجبروت؛
بميزان الظلم يكيل،
عالم ملؤه الخداع؛ فيه من يتلون كالحرباء
للتضليل،
ومن يتقنع العلم؛
كالبهاليل،
زهق الحق، والعدل فى دنيانا
باطل الأباطيل،
جرى الفساد فى العروق مجرى الماء فى المسيل،
عالم خلا ؛ إلا من صنفين:
قابيل وهابيل،
ولست أنا بقاتل، ولا أبغى دور القتيل.

لا تظنى فىَ ؛ فقد أحببتك دون شك أو مقيل،
لكن خروجى من دنياك
لا يحتمل التأجيل،
فهدف كلينا صار
كالماء فى الغرابيل.

لم أر مثلك ، ولن أجد لك مثيل،
حلمت أنى ألتقطك لى؛
كفارس لسيفه فى الهواء صليل،
يشق جواده سكون الفضاء بصهيل،
يجرى إلى قصرك ليكون
من بين المتقدمين الرعيل،
ليقدم عمره مهراً،
وزهر شبابه فى إكليل.

أنصت العصفور لصوتك،
وكف الحمام عن الهديل،
النحل غار من شهد فمك
الذى يسيل،
والجبال لمرآك
تتراقص وتميل،
ونسج الصبح لك
من نداه جديل،
تجمع الطير حولك
فى السماء أبابيل،
تتلكأ فى الغروب لتراك
شمس الأصيل،
وبدت النجوم من بهائك
حجارة من سجيل.

كلانا أجرم؛
حين تركنا الحب يولد؛ وهو بعد حميل،
فلا مناص من دفنه،
وليس للوأد بديل،
فبقاؤه حياً لن يجلب سوى
الهم الوبيل.


إنى راحل؛
وليس لخطتى تعديل،
فأنت معى تصيرين
ضحية الفراعنة عروس النيل.

فلنتقبل الأمر بغير دموع وتهويل،
وليكن فراقنا دون وداع أو تقبيل،
سأشددعلى فؤادى، أما قلبك
فالزمان به كفيل.

ختمت رسالتى ،
ولم يبق سوى إمضائى والتذييل،
مجبر أنا على الرحيل.


محمد هندام
الأربعاء 7/2/2007

Tuesday, July 05, 2005

ليل طويل


ليل طويل؛
  وظلمة موحشة 
وسكون، 
 يشوبه بكاء وعويل،
  ودخان قلب يحترق، 
 وأنين. 
 بلا أمل فى نهار،
  ليل طويل طويل؛
  سماء سوداء، 
 ونجوم أبت أن تجود بضياء،
  وقمر؛
 خاف أن يطلع 
وحيداً فى الظلماء.
  ليل طويل طويل 
يخلو من حلم؛من نوم قرير 
 يحوى صمتاً ثقيلاً 
وصبراً مريراً مريراً 
 نفس من فرط كمدها
 خارت قواها 
عين جفت دموعها حتى صارت
  حجراً غائراً فى جبل من الصخور، 
 رأس سقطت على صدر؛
  ينبض فيه
  قلب بلا حياة،
  حلق جاف كصحراء، 
 وساعة تدق بلا حركة؛ 
 لا تجتاز وقتاً. 
 ليل طويل؛ 
 أمل تبدد
  وألم تجدد 
ونحيب بلا دموع، 
 غضب مكتوم، 
 وقلب مكلوم، 
 يحمل داخله؛ 
 مالا يحمل قلب؛ 
 من الهموم. 
ليل طويل، 
ليل ظالم لا يرضى؛ 
 لنهار أن يدنو،
  ويجثم على أمل 
كان يحبو، 
وحب عجز من ضعفه
 أن ينمو، 
وإنسان مسلسل؛ 
 يصبو؛ 
 لفك قيده، ولا يقدر، 
 لكنه يرجو؛ 
أن يأتى الفجر
 ويعلو،
  على أكتاف الليل الطويل، 
 ويتسلل النهار؛ 
 وبطرفه يرنو.


محمد هندام
الإثنين 4/7/2005