Monday, March 19, 2018

الرقص الإيقاعي الأخرق بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع وهدية أولمرت لنتنياهو



مقال بقلم: عميت سيجال
منشور على موقع: ماقور ريشون (مصدر أول)
18 مارس 2018
ترجمة من العبرية: محمد عبد الدايم
الترجمة منشورة على موقع شبكة رؤية الإخبارية، اضغط هنا للإطلاع
(مقال رأي عن مستقبل الائتلاف الحكومي، والصراع الطويل بين نتنياهو وليبرمان، ودور الحريديم في الائتلاف الحكومي، ومساعي تكوين حزب جديد بلا هوية سياسية واضحة)
نتنياهو كان مقتنعا أن ليبرمان يجهز له شيئا ما، ليبرمان كان مقتنعا أن نتنياهو يجهز لانتخابات ويبحث فقط عن مبرر. وكذلك رغم الهجوم ضد نتنياهو، يبدو أن خلفه يعتمد في منصبه على كتالوج أولمرت.
لم تفارق البسمة بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع، ابتسم حين كادت حكومته تنهار، بمساعدته أو بدونها، ضحك حين تعسكر الشركاء عند بابه، كان "مبسوطا" كذلك حين انحسرت الأزمة، وفقا لبعض التحليلات على عكس ما يرى. فمائة أزمة سياسية أفضل من تحقيق جنائي واحد. ما الذي حدث هنا بالفعل في الأسبوع الأكثر دراماتيكية في ولايته، ربما منذ مايو 2016 حينما هرب يتسحاق هرتزوج من اتحاد المعسكر الصهيوني وأصبح أفيجادور ليبرمان عضوا بالحكومة؟  هنا أيضا استُخدمت السياسة كمسرح لرقص إيقاعي أخرق بين رئيس الوزراء وبين وزير دفاعه. من الخارج يبدو هذا كاتفاق توأمة بين شريكين خصمين قديمين، لكن كما قال ذات مرة الرئيس الحالي ريفلين: "من الصعب التصديق إلى أي حد لا يثق كل منهما في الآخر."
كان نتنياهو، بإيعاز من بعض مستشاريه، مقتنعا أن ليبرمان "يطبخ له شيئا ما". وكان ليبرمان مقتنعا أن نتنياهو يعد لانتخابات ويبحث عن مبرر فحسب. أما الحريديم فقد سارعوا بتخفيض مطالبهم حينما أدركوا أنهم من شأنهم أن يسيروا خطأ باتجاه انتخابات صادمة، أما موشيه كحلون فقد أبدى من اللحظة الأولى استعدادا ليكون مرنا. لكن دون تهدئة سوء الظن المزمن بين الثنائي نتنياهو- ليبرمان؛ لم يكن هناك مبرر لحل الأزمة.
أدرك الوزير ياريف لفين (وزير السياحة) الأزمة منذ لحظاتها الأولى (يقصد أزمة قانون التجنيد الذي يعارضه الحريديم في مقابل دعم ليبرمان له) حين عانى من التهاب الحنجرة (خلال اجتماع الحريديم مع نتنياهو ولفين مكتب رئيس الوزراء، شكوا أن مرض لفين حجة كي يتملص نتنياهو من التفاوض معهم). وأول من أمس عانى نتنياهو من التهاب الحنجرة هو وأرييه درعي وزير الشئون الداخلية وزعيم شاس الحريدي، ليكون مرض لفين بمثابة دليل طبي على تدخله العميق في حل الأزمة بين نتنياهو الحريديم، ففي الأسبوع الماضي، بين السعال والمضادات الحيوية، حاول مئير لفين إقامة جسر على شفا هاوية سوء الظن.
لم يكن هذا جهد شخص واحد، بل إن الوزير أييلت شاقيد (وزيرة القضاء)، على سبيل المثال، ركزت على أن تشرح لليبرمان أنه إذا أراد نتنياهو إجراء انتخابات فإن التكتل المشارك في الائتلاف الحكومي سينزع منه المبرر لذلك، في هذه اللحظة بدأ ليبرمان يقتنع، فمد يده، والنهاية معروفة.
إذا لم يتفكك الائتلاف الحكومي في مايو عن طريق الخطأ، فإن الدراما القادمة ستنتظره في موسم الأعياد، حيث سيتم الوصول إلى قرار بخصوص تسمية المفتش العام للشرطة، فثمة شك كبير أن يصل الائتلاف الحالي إلى أغلبية توافق على تمديد فترة روني الشيخ، الذي يكرهه الليكود وأغلبية اليمين. هل يقترح وزير الأمن الداخلي تمديد فترته؟ أم سيفضلون في الحكومة تحويله إلى كبش فداء؟ ومن سيشارك في التصويت بشكل عام؟
هدية أولمرت
دون أن يقصد؛ منح إيهود أولمرت هدية مجانية كبيرة لنتنياهو، رغم أن الكتاب الذي كتبه بسجن "معاسيهو" يحمل نقدا كبيرا ضد خليفته في منصب رئيس الوزراء، فإن النصوص اللاذعة، شديدة الوقاحة، عن الادعاء العام والشرطة قد ذاعت على نطاق واسع في الفيسبوك وتويتر.
حاول أصدقاء أولمرت الطيبون الثناء على كتابه، لكن ما ينفع أن يكون علاجا في السجن ليس من الجيد نشره، وهذا ما حاولوا شرحه له. فما الداعي للغوص مجددا في التحقيقات والقضايا، ما فائدة إيقاظ أعداء قدماء؟ بالنسبة لهم، كان من الأفضل أن يكز الكتاب على القنبلة النووية بسوريا (يقصد عملية البستان التي كانت عبارة عن ضربة جوية إسرائيلية على ما يشتبه فيه بأنه مفاعل نووي بدير الزور في سبتمبر 2007) أو عن الجوانب السياسية لولاية رئيس الوزراء، بدلا من أن يركز كتابه على تفاصيل جنائية تتعلق برئيس الوزراء الإسرائيلي الثاني عشر. لكن أولمرت لم ينصت.
سبط ليفي

قبل تدشينه حتى، نجح الحزب الجديد لأورلي ليفي أفيقاسيس (استقالت من حزب يسرائيل بيتينو وتسعى لتأسيس حزب جديد) في أن يحول دون انتخابات جديدة، فقد أشار استطلاع لمؤسسة ميتجام أن أورلي تحصل على أصوات تقريبا من جميع الكتل الأخرى: هاليكود، ييش عاتيد، المعسكر الصهيوني وكولانو، فجميعهم يفقدون أصواتا. في منظومة سياسية تتجه نحو الهاوية، هذا أمر لافت على وجه الخصوص، فها هو حزب يرفض الالتزام بتحديد هوية سياسية، وبالنسبة للناخبين، وفقا للاستطلاع على الأقل، هذا ليس مهما.
تقف ليفي الآن أمام تحد كبير: كي تحقق وجودا في خلال عام، وربنا حتى أكثر من عام، لتقيم أساسا حزبيا وتصبح نائبا منتخبا لائقا. في الأسابيع الماضية، في أعقاب نزاع، انفصلت عن عدينا برشالوم وميخائيل بيطون، الثنائي النشيط جدا اللذين يمثلان اتجاهين سياسيين مختلفين. فهل العزف المنفرد الواضح الذي تقوم به سينجح في تكوين فريق؟ لم يظهر شيء سلبي في الأفق بعد، وهذا أمر جيد بالنسبة لها لتجتذب ناخبين ممن يخشون ضياع أصواتهم، لكنهم الآن يشعرون بالأمان في دعمها. يصر ليفي على المضي قدما وحدها، وبذلك يكون هذا بمثابة سابقة عائلية، فحزب جيشر (جسر) الذي أسسه والدها دافيد ليفي دائما ما كان ينضوي في النهاية تحت لواء حزب كبير (انضم إلى حكومة نتنياهو عام 1996، وحكومة باراك عام 1999).

No comments:

Post a Comment