رسم هندسي لبناء قديم
من ديوان كتاب الليل والأمل
مجموعة شعرية
دار بدائل للطبع والنشر والتوزيع
القاهرة، 2018
"وأحس بشيء في صدري
شيء كالفرحة
يحترق."
دنقل، شيء يحترق
في
جِدَارِ القلْبِ
شُراعَةٌ
عاليةٌ
تَبْدُو
مِنْ بَعِيدٍ
نُقطةً
لم يمرْ عبرها ضوءُ القلمِ،
عَبْرَ
الْجَانِبِ؛
يَحبو
على الحائط
شُعَاعُ
نُور وليد
يتَحَسَسُ
بنعومة نتوء الجدار ليصعد
عَلَى
حِينَ غَرَّةٍ،
لكن
صوت حشرجته حين تخنقه أصابع الجدران
يُوحِي
بِانهزام،
وَإِقبالِ
ليلٍ جديدٍ
لَمْ
تَنسَلْ تَلَابِيبَ أَمسِهِ بَعد.
فِي
الأَسفَلِ
هناك
في القبوِ المُظلمِ
تَرتعُ
هَلاوس قديمةٌ
خُرْدَوَات
أحلام لم تدفع عنها أكياس التخزين
زَحْفَ
ترابٍ يائسٍ،
فيم
انطفأتْ عيونٌ
محبوسةٌ
بين إطاراتِ صورٍ تذكاريةٍ
ما
تزالُ تناضلُ لتبدو مُزخرفةً.
فِي
عِلية القلبِ
وسائدُ
مُصفرةٌ،
آثار
رؤوسٍ انحطتْ
سِنِينَ
عَدَدًا،
وحقيبةُ
سفرٍ أُعِدت على عجلٍ،
لم
تتسعْ
لحُلمٍ
مَطويٍ بعنايةِ
فَانْفَرَجَتْ.
وَحْدها
بيوتُ العنكبوتِ
تُنَاضِل.
فِي
شُرفةِ القلبِ
الشَّمْسُ
لَا تُطِلُ بِرَأسِهَا
سِوَى
لَحظات عِندَ الْأَصِيلِ
-
فَقَطْ لتثبت وجودها-
تودِعُ
وترحَلُ،
العَصَافِيرُ
قد هاجرت بالفِعلِ نحوَ قارةٍ بعيدةٍ لا تعرفُها
-
لم يكنْ عواؤها مُريحًا على أيةِ حالٍ -
حيث
تجدُ حُبًا وقشًا
دِفئًا
ورائحةَ قهوةٍ طازجَةٍ تفوحُ في الأصباحِ المُغيَّمةِ
مِنْ
فناجين تَتَراصُ يوميًا بجانب جريدةٍ تحملُ تاريخَ يومٍ لمْ يأتِ بعد
وَالمصباحُ
المشنوقُ كعقابٍ أبديٍ لَه وعِبرةٍ لِغيرِه
يَنْظُرُ
مِن أَعلَى السَّقْفِ
شَذَرًا..بانْطفاءٍ
فاترٍ،
وَالأَصيصُ
تابوت؛
كُلَّمَا
انْزَرَعَتْ نَبْتَةٌ
تَمُوت.
https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb240158-5255209&search=books
No comments:
Post a Comment