في معرض حديثنا؛
خلال اتصال هاتفي بريء؛
قال الصديق:
تعلم
- على هامش الذكريات الجاحدة-
- على هامش الذكريات الجاحدة-
إن النعرات العاطفية
لم يعد لها مجال في القلب،
فلم نصبح الحمقى ذاتهم
المنتظرين عند ناصية الزمان
رجوع جندي العائلة
من معارك الشرف
مُظفرا فنرفعه على الأعناق
في زفة نفاق،
أو مهلهلا فنواسيه
بتفخيم معاليه.
لم نكن من زمرة المُلتئمين يوما
حول لحوم الأفخاذ،
مرة واحدة،
أو مثنى وثلاث ورباع،
كنا نخاف ألا نعدل،
ولم يتوانوا عن نكاح العدالة
لتحمل الزور سفاحا.
ولم نكن عندهم
من طائفة المصطفين الأخيار،
الذين يرثون
الهالة
والفخامة
والدار.
أمّنت على حديثه فأكمل
بمرارة في حلقه يبدو
أنها تليق بما نمر:
إن العمر لم يعد يتحمل مزيدا
من الهراء الأخلاقي
وترهات الشهامة
وزيف الأبوية الفاسدة،
بعد عقود من الرِق..
تحت شعارات حنجورية
تستغل الدين والقبلية
والمال والسطوة
والتراث والعصبية..
على شاكلة:
كيان الأسرة
واستعلاء المكانة
والترويج النتن لأنا زائفة.
يجبر المارة في الشوارع
على تقبيل الأيدي
صاغرين خنوعا،
أو نفاقا،
أو مبادلة البلية
بفعل سخرية مقنع.
دعونا لحالنا،
نلملم شتات النفس الهائمة،
بعد عمر من التشظي،
كنتم فيه
نعم السدنة
للحاكم الفاسد،
الطاغية الحنون،
الذي سرت في عروقكم
ملامح من شخصه الكريم..
فأبيتم إلا أن تدًّعوا
أنكم ظله،
أما نحن
المارقين المُبعدين
فقد ارتحلنا،
شردنا عن القطيع بعد لفظنا،
جرحى بندوب لا تندمل،
وغُربة لا تُحتمل،
ورِقَة اخترعناها
عند الوحدة تغدو
دمعا ينهمل،
وهشاشتنا صلبة
تتحطم
حين تكتمل.
No comments:
Post a Comment