منشور في أخبار الأدب بمناسبة فوزي بالمركز الثالث لجائزة أخبار الأدب بدورتها الثالثة عن المجموعة القصصية "كراس تسعة أسطر"
"يعجبني أسلوبك، لكن أتمني أن أري خطك جميلا
مهذبا" كانت هذه الجملة النقدية الأولي ربما التي كتبها لي مُعلم اللغة
العربية في الصف الخامس الابتدائي، كنت حينذاك مغرما بكتابة موضوع
التعبير، أجد لذة خاصة في صياغة مقدمة للموضوع تخالف الأسطر الافتتاحية
التي يحفظها معظم التلاميذ لتكون بمثابة تجميع نقاط مضمونة، وبمرور الوقت
ازداد تعلقي بالكتابة التعبيرية، خصوصا مع حبي للغة العربية.
بدأت في مرحلة الدراسة الإعدادية في قراءة أعمال أدبية للراسخين في المجال، أحيانا ما كنت أجد صعوبة في استكناه تعابير وكلمات فأبحث عن معانيها ودلالاتها، ومع كل صفحة أقرأها أتعلق أكثر بالقراءة، وتتنامي تطلعاتي نحو الكتابة.
أعتقد رغم ما سبق أن وصولي إلي المرتبة الثالثة في مسابقة أخبار الأدب قد ساقته المصادفة وحدهها، فالكتابة كحلم تختلف عن الفعل، ظللت لسنوات أحلم، لكني كنت أؤجل الفكرة، لأسباب كثيرة، علي رأسها تواري الثقة، حتي وصلت لمرحلة أجد فيها كل مشهد حياتي يترك أثرا في نفسي، فقررت البداية بتوثيق تداعي الأفكار عبر مدونتي التي أسميتها شظايا العقلب.
عرقلتني مسارات التعليم المتعرجة التي سلكتها بعد المرحلة الثانوية، لكنها ساعدتني كي أتشبث بحلم الكتابة، فكل رحلة إلي كلية، وكل لمحة من يوم دراسي في جامعة كانت توقظ في مخيلتي هلاوس أحلام تمرق سريعا، ورويدا رويدا تجمعت الهلاوس لتكون أفكارا توشك علي ولادة أجنة أدبية، خصوصا في مرحلة الدراسة بكلية الآداب، وتخصصي فيما بعد وحتي الآن في مجال الدراسات الأدبية النقدية، فتحولتُ من كتابة الخواطر والسطور الشعرية الساذجة كتابة قصصية تُلِح للخروج.
أمام هذا التداعي ومع فرط المشاهد الحياتية العابرة التي تتكدس أمام العين قررت تدوين ما أراه في حلمي وما يمر أمامي وما تعتركه ذاتي فيما بينها، حتي وصلت إلي مجموعة قصصية من اثنين وعشرين قصة، استبعدت منها ثماني قصص قصيرة جدا، وتقدمت بالباقي في مسابقة أخبار الأدب، ووضعت عنوان المجموعة "كراس تسعة أسطر"، وهو العنوان نفسه الذي اخترته منذ سنوات قبل أن أكتب مضمون القصص.
مع كل يوم يمضي وأتماشي معه أُصبح أكثر تعلقا بالكتابة القصصية، فمن خلالها أري ذاتي وكيف تبدو في وحدتها، أري أحلامي المارقة قبلما تهرب، أكتب لأنني وصلت لمرحلة تتكوم فيها الأفكار برأسي تكوما يُربك، فتوشك علي التشظي، صرت مؤمنا بأن القصة القصيرة رفيق درب، وصديق تخيلي، فحاولت هزيمة تكاسلي عن عملية النقر علي لوحة المفاتيح، واستخرجت الأوراق القديمة المطمورة في الأدراج والأفكار المتوارية في المخيلة والومضات المتراكضة في أحلام ما بعد الفجر لأتفاجأ بمجموعة قصص تُكَوّن كتابا، تعزف علي أوتار الاغتراب والعزلة والليل والموت، وهي التيمات الغالبة في المجموعة، ربما لأنها المستحوذة علي طرائق التفكير لدي.
جاءت نصف قصص المجموعة تقريبا علي لسان راوي أنثي، وربما ذلك بتأثير من دراستي للأدب النسوي، والنصف الثاني علي لسان راوي ذكر، في محاولة مني للتمويه علي جنس الراوي العام، لينشغل المتلقي بمضامين العمل مع الأخذ بنظرية موت المؤلف.
قررت التقدم بالمجموعة للمسابقة في اللحظات الأخيرة، وفوجئت بخبر فوزي، وفوجئت أكثر بتعليق د.سمية رمضان علي المجموعة بقولها "متكاملة.. ورهيفة رغم ثقل الموضوع، وجهة نظره وبصمة صوته لا مراء فيها".
المشهد الأدبي في مصر يبدو ملتبسا بسبب التشابك المفاجئ للأيديولوجيات الفكرية، لكني أعتقد بأن الأفق القريب تلوح فيه بشائر أدبية جديدة، خصوصا مع تشجيع شباب الأدباء والمبدعين.
سعيد بفوزي من خلال مسابقة تنظمها جريدة عريقة، وسعيد لأن مجموعتي القصصية تطل علي استحياء، وقد أمسكت فيها بتلابيب الحلم المارق.
بدأت في مرحلة الدراسة الإعدادية في قراءة أعمال أدبية للراسخين في المجال، أحيانا ما كنت أجد صعوبة في استكناه تعابير وكلمات فأبحث عن معانيها ودلالاتها، ومع كل صفحة أقرأها أتعلق أكثر بالقراءة، وتتنامي تطلعاتي نحو الكتابة.
أعتقد رغم ما سبق أن وصولي إلي المرتبة الثالثة في مسابقة أخبار الأدب قد ساقته المصادفة وحدهها، فالكتابة كحلم تختلف عن الفعل، ظللت لسنوات أحلم، لكني كنت أؤجل الفكرة، لأسباب كثيرة، علي رأسها تواري الثقة، حتي وصلت لمرحلة أجد فيها كل مشهد حياتي يترك أثرا في نفسي، فقررت البداية بتوثيق تداعي الأفكار عبر مدونتي التي أسميتها شظايا العقلب.
عرقلتني مسارات التعليم المتعرجة التي سلكتها بعد المرحلة الثانوية، لكنها ساعدتني كي أتشبث بحلم الكتابة، فكل رحلة إلي كلية، وكل لمحة من يوم دراسي في جامعة كانت توقظ في مخيلتي هلاوس أحلام تمرق سريعا، ورويدا رويدا تجمعت الهلاوس لتكون أفكارا توشك علي ولادة أجنة أدبية، خصوصا في مرحلة الدراسة بكلية الآداب، وتخصصي فيما بعد وحتي الآن في مجال الدراسات الأدبية النقدية، فتحولتُ من كتابة الخواطر والسطور الشعرية الساذجة كتابة قصصية تُلِح للخروج.
أمام هذا التداعي ومع فرط المشاهد الحياتية العابرة التي تتكدس أمام العين قررت تدوين ما أراه في حلمي وما يمر أمامي وما تعتركه ذاتي فيما بينها، حتي وصلت إلي مجموعة قصصية من اثنين وعشرين قصة، استبعدت منها ثماني قصص قصيرة جدا، وتقدمت بالباقي في مسابقة أخبار الأدب، ووضعت عنوان المجموعة "كراس تسعة أسطر"، وهو العنوان نفسه الذي اخترته منذ سنوات قبل أن أكتب مضمون القصص.
مع كل يوم يمضي وأتماشي معه أُصبح أكثر تعلقا بالكتابة القصصية، فمن خلالها أري ذاتي وكيف تبدو في وحدتها، أري أحلامي المارقة قبلما تهرب، أكتب لأنني وصلت لمرحلة تتكوم فيها الأفكار برأسي تكوما يُربك، فتوشك علي التشظي، صرت مؤمنا بأن القصة القصيرة رفيق درب، وصديق تخيلي، فحاولت هزيمة تكاسلي عن عملية النقر علي لوحة المفاتيح، واستخرجت الأوراق القديمة المطمورة في الأدراج والأفكار المتوارية في المخيلة والومضات المتراكضة في أحلام ما بعد الفجر لأتفاجأ بمجموعة قصص تُكَوّن كتابا، تعزف علي أوتار الاغتراب والعزلة والليل والموت، وهي التيمات الغالبة في المجموعة، ربما لأنها المستحوذة علي طرائق التفكير لدي.
جاءت نصف قصص المجموعة تقريبا علي لسان راوي أنثي، وربما ذلك بتأثير من دراستي للأدب النسوي، والنصف الثاني علي لسان راوي ذكر، في محاولة مني للتمويه علي جنس الراوي العام، لينشغل المتلقي بمضامين العمل مع الأخذ بنظرية موت المؤلف.
قررت التقدم بالمجموعة للمسابقة في اللحظات الأخيرة، وفوجئت بخبر فوزي، وفوجئت أكثر بتعليق د.سمية رمضان علي المجموعة بقولها "متكاملة.. ورهيفة رغم ثقل الموضوع، وجهة نظره وبصمة صوته لا مراء فيها".
المشهد الأدبي في مصر يبدو ملتبسا بسبب التشابك المفاجئ للأيديولوجيات الفكرية، لكني أعتقد بأن الأفق القريب تلوح فيه بشائر أدبية جديدة، خصوصا مع تشجيع شباب الأدباء والمبدعين.
سعيد بفوزي من خلال مسابقة تنظمها جريدة عريقة، وسعيد لأن مجموعتي القصصية تطل علي استحياء، وقد أمسكت فيها بتلابيب الحلم المارق.
No comments:
Post a Comment