Wednesday, June 07, 2017

مخاض عسر



تتألم الشجرة..
انقباضات منتظمة
تتوغل
لتفتح عنق الرحم،
بعكس الجميع؛
لا تقلق العجوز،
تقول إن الوقت مازال مبكرا،
قد يستغرق ساعات
أياما
أو عقودا من الوجع.
تتسارع وتيرة الانقباضات،
تجري نقاط العرق فرارا
تركب أمواج الأوراق المتساقطة،
تتطاير على جناحها
حتى تسفعها الشمس وتتبخر،
ترغب الشجرة في التبول،
في التغوط،
يتقشر اللحاء مع كل صرخة،
تتمسك بالأرض
تنغرز جذورها
تغوص،
ولم يتسع عنق المهبل بعد...
استغرقت المرحلة الثانية
أكثر مما يجب عادة،
ولم تنزل الرأس.

ربما يستلزم الأمر جراحة سريعة
مع حقنة تخدير قوية؟!
قالت إحدى الفتيات،
أشارت العجوز بصرامة أن "لا"
من ذا الذي يجرؤ على حمل البلطة
ليشق بطن شجرة
لمجرد أنها تئن لتخرج وليدا
للمرة الأولى؟!

بعد انتظار طويل
ربما ماتت العجوز
وصارت الفتاة عجوزا
والانقباضات تهدأ وتتسارع
تبطئ الإيقاع وتستحثه،
واللحاء صار جلدا متقشرا
والجسد المنتفخ يبدو متكورا بزيادة
والشمس تغرب طويلا
وتشرق أحيانا،
والقمر يشهد كل ليلة على معاناة
ومخاض غير معروفة نهايته..

اندملت كلمات المواساة،
ضعفت الأيدي القابضة على الضمادات
المنتظرة لتمسح ماء المشيمة،
وغرف العمليات الشاغرة انزحمت فجأة
ولم يعد هناك متسع للتنظيف،
جراحة تلو أخرى،
والدم يرسم لوحات سريالية على الحوائط
لقطيع أغنام أكله ذئبان بريان
وعوينات الأطباء شاهدة على المجزرة
على الدم المسفوح،
والضمادات احمرت قانية
وضمادة الشجرة تنتظر البلل،

والوليد يأبى الخروج
إلا عند ربيع العمر الذي جفت أوراقه
                                                              وتكفلت الرياح بنثرها بعيدا،
إلى آخر المدى 
بعيدا عن عين الشمس
وأبعد عن سهر القمر.

No comments:

Post a Comment