روعي كايس يكتب: من في الـ 13 مُرشحا للرئاسة أفضل لليهود؟
تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت بتاريخ 20/ 05/ 2012
شعور غير مسبوق في أرض النيل، أول انتخابات مفتوحة، يوم
الأربعاء سيكون المواطنون مطالبين بتحقيق الثورة، والاختيار من بين المُرشحين الذي
يعدون كثيرا، وكذلك لا يتجاهلون الجبهة الإسرائيلية والفلسطينية.
كان السابع من سبتمبر عام 2005
يوما تاريخيا في مصر، فللمرة الأولى شارك مواطنو الدولة في الانتخابات الرئاسية
بشكل مباشر، في هذه "الفرح الديمقراطي" حصل الرئيس "حسني مبارك"
على نسبة تأييد بلغت 88% ، والآن بعد سبع سنوات وثورة تقف مصر أمام أول انتخابات
ديمقراطية، يبدو أنه لن يحصل فيها أحد من المُرشحين الـ 13 على نسبة تأييد كهذه.
وفقا لآخر استطلاعات الرأي، يأتي
في الصدارة مُرشحان يقفان في مواجهة بعضهما، "عمرو موسى"، وزير الخارجية
الأسبق في نظام "حسني مبارك"، والأمين العام السابق للجامعة العربية،
والثاني هو "عبد المنعم أبو الفتوح"، المرشح الإسلامي، الذي تم فصله من
جماعة الإخوان المسلمين، وقد جرت بينهما المناظرة التلفزيونية الأولى في تاريخ
مصر، إضافة لهذين المُرشحين؛ يضع البروفيسير "يورام ميطال" الخبير في
شئون مصر في القائمة مرشحيْن آخريْن مُهميْن، هما رئيس الوزراء السابق "أحمد
شفيق"، وعضو الإخوان المسلمين "محمد مرسي"، ويرى "يورام"
أن هؤلاء الأربعة يحظون بأغلب الفرص.
الرسمي عمرو موسى
وُلد في القاهرة، يبلغ 76 عاما،
التحق بالسلك الدبلوماسي عام 1958، ومنذ ذلك الحين تقلد عدة مناصب، سفير مصر في
الهند وسويسرا، مستشار وزير الخارجية في السبعينيات من القرن الماضي، ومندوب مصر
لدى الأمم المتحدة في الثمانينيات، وتقلد منصب وزير الخارجية لمدة عشر سنوات تحت حكم
"مبارك"، وهناك الكثيرون ممن يذكرونه اليوم.
حينما تمت مواجهته بأنه من بقايا
نظام "مبارك"؛ زعم "موسى" خلال المناظرة أنه كان في جانب
المعارضة داخل النظام، حيث كان يختلف مع الرئيس في كثير من التوجهات، منها مسألة
العلاقات مع إسرائيل والفلسطينيين، وجاء في حملته الانتخابية أنه لم يوافق على
تقديم تنازلات دون مقابل في القضية الفلسطينية، على خلفية هذا الموقف نال شعبية في
أوساط المصريين والفلسطينيين، كما نال في المقابل عداوة من جانب الإسرائيليين
والأمريكيين، ويُوصف بأنه من أوقف هرولة بعض الدول العربية نحو إقامة علاقات كاملة
مع إسرائيل دون تقدم في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.
تبرز إسرائيل كذلك كبند في وعود "موسى"
الانتخابية، فبجانب قضايا داخلية أخرى مثل حكومة تحظى بثقة الشعب، وحرب ضد الفساد وتحقيق
الشفافية، وأمن المواطن واستقلال السلطة القضائية؛ تقع القضية الفلسطينية على رأس الأولويات،
حيث يبدو الحل المُقترح هو إقامة دولة فلسطينية على حدود 67، وعاصمتها القدس
الشرقية.
تشمل الوعود كذلك شرق أوسط خال من السلاح النووي، بما فيه
إسرائيل بالطبع، واحترام كل التزامات مصر الدولية، بما فيها اتفاق السلام مع
إسرائيل، طالما يحترمها الطرف الآخر، وطالما لا تُشكل عقبة أمام تحقيق سيادة مصر،
أو الحفاظ على أمنها، وصرّح "موسى" أكثر من مرة خلال معترك الانتخابات
أن اتفاقية كامب ديفيد أصبحت من الماضي، لكنه في المقابل أوضح عدم نيته لإلغائها،
وإنما إعادة النظر من جديد إلى كل الإضافات المتعلقة بالأمن فيها، والعلاقات مع
إسرائيل بشكل عام، كذلك تهرب "موسى" من وصف إسرائيل بـ"عدو"،
كما فعل أبو "الفتوح".
الشعبي عبد المنعم أبو الفتوح
ولد في القاهرة، يبلغ 61 عاما،
طبيب أطفال، اشتغل بالنشاط السياسي منذ أن كان طالبا في جامعة القاهرة، وتولى منصب
رئيس اتحاد الطلاب، تم اعتقاله لعدة شهور ضمن مجموعة الاعتقالات المعروفة التي أمر
بها الرئيس الراحل "أنور السادات" قُبيل اغتياله عام 1981، لكن هذا
الأمر لم يدفعه لأن يحيد عن طريقه، وفي ظل نظام "مبارك" تم حبسه لمدة
خمس سنوات، حصل خلالها على ليسانس الحقوق.
في عام 1987 انضم إلى جماعة
الإخوان المسلمين، وقد أعلن ترشحه لرئاسة مصر مخالفا قرار مكتب الإرشاد، الذي أكّد
أنه لن يدفع بمرشح للرئاسة عن الجماعة، وقد قوبلت خطوة "أبو الفتوح"
المتمردة بالغضب من قِبَل قادة الجماعة، فكان القرار بفصله، ومن السخرية أن
الجماعة قررت أن دفع بمرشح عنها في النهاية.
تبدو وعود "أبو الفتوح"
كبيرة وغير متواضعة، فقد أعلن أنه خلال عشر سنوات ستصبح مصر من بين أكبر 20
اقتصادا على مستوى العالم، وأضاف أنه سيجعل جيش مصر هو الأقوى في المنطقة، بل
وارتفعت هذه الوعود أيضا في مجال التعليم، وتعهد "أبو الفتوح" كذلك
بإلغاء الأحكام العسكرية التي طالت المدنيين، وبإعادة محاكمة أي مدني تمت مثُل
أمام محكمة عسكرية.
أثناء المواجهات الانتخابية هاجم "أبو
الفتوح" إسرائيل بشدة، واصفا إياها بالعدو، وزعم أنه لن يبقى في اتفاق السلام
إلا ما يحافظ على مصلحة مصر، وأعلن كذلك أنه سيُفَعِّل أحد بنود اتفاقية السلام،
والذي يقر على أن يراجع البرلمان المصري الاتفاقية كل خمس سنوات. وعندما تم إلغاء
اتفاقية الغاز بين إسرائيل ومصر في الشهر الفائت؛ كان "أبو الفتوح" من
أوائل المُرحبين.
من الأفضل لإسرائيل؟
بالنسبة للمُرشح الأفضل لإسرائيل؛
فلا شك لدى البروفيسير "ميطال" أن كلا المُرشحين يحملان توجهات متعارضة
تماما، فـ"موسى" يعتبر إسرائيل خصما تنبغي مواجهته دبلوماسيا وسياسيا،
فمواقفه تجاه إسرائيل أكثر عمقا، أما "أبو الفتوح" فيعتبر إسرائيل عدوا،
حقيقة يعتقد موسى أنه ينبغي مواجهة إسرائيل، لكن في ظل بقاء الاتفاقيات، بينما "أبو
الفتوح" يتحدث عن موقف أكثر مواجهة، وبقاء الاتفاقيات غير مضمون، وفي إسرائيل
ينتبهون لهذا، فمصر تحت قيادة "موسى" ستشكل تحديا كبيرا، لكنه تحدٍ يمكن
مواجهته، عكس مواقف "أبو الفتوح" التي يصعُب معها فتح حوار.
يحاول "موسى" أن يقدم
نفسه على أنه الشخص المناسب في المكان المناسب، معتمدا على خبرته الدبلوماسية
والسياسية الكبيرة، على العكس منه يبدو "أبو الفتوح" أكثر شعبية، ويُقدم
نفسه على أنه يتطلع لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير رويدا رويدا، وليس غريبا إذن أن
واحدا من رموز الثورة وهو "وائل غنيم" قد طالب الشباب بانتخاب "أبو
الفتوح"، وقد وصفت بعض وسائل الإعلام العربية هذه المواجهة بالصراع بين نظام
مبارك، وبين الإسلام السياسي البرجماتي.
الزهور للجنة الانتخابات
يبدو أن "موسى" و"أبو
الفتوح" قد كسبا بما لم تقدم أيديهما، وينبغي عليهما أن يرسلا باقات من
الزهور للجنة العليا للانتخابات، التي استبعدت بشكل درامي ثلاثة مرشحين ذوي ثقل،
من بينهم مُرشح الإخوان المسلمين "خيرت الشاطر" الذي تقدم بدلا منه "محمد
مرسي".
حملة مرسي الانتخابية
يبلغ "مرسي" 61 من عمره،
رئيس حزب الحرية والعدالة، حاصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا،
تم اعتقاله أكثر من مرة خلال نظام "مبارك"، كما أنه كان عضوا في عدة
منظمات مصرية معارِضة لإسرائيل، ويبدو أن "مرسي" لا يرغب في تهشيم
الأوعية بخصوص إسرائيل، فقد أعلن أكثر من مرة أن جماعته تحترم الاتفاقيات الدولية
التي وقعت مصر عليها، بما فيها اتفاقية السلام مع إسرائيل، وخلال حملته الانتخابية
قال أن القضية الفلسطينية ستكون في مقدمة أولوياته.
مُرشح آخر هو "أحمد شفيق"،
البالغ من العمر 71 عاما ، وآخر رئيس وزراء في عهد "مبارك"، كان فيما
مضى عسكريا بارزا، خدم كطيار، وفي عام 1996 تم تعيينه قائدا لسلاح الطيران، وفي
عام 2002 تم تعيينه وزيرا للطيران المدني بأمر من "حسني مبارك" رفيقه في
سلاح الطيران، وظل في منصبه حتى عيّنه "مبارك" رئيسا للوزراء في محاولة
لإرضاء الثوار.
ذهب "شفيق" بعيدا فيما
يخص إسرائيل، حيث أعلن عن موافقته من حيث المبدأ على زيارة إسرائيل، وهي الخطوة
التي امتنع عن تنفيذها راعيه؛ "مبارك" نفسه، وفي الأسبوع الفائت أثارت
زلة لسان من "شفيق" عاصفة كبيرة، حيث قال في لقاء تلفزيوني
:"الثورة نجحت للأسف"، ولكن بعيدا عن هذه الملاحظة؛ تبدو فرصه ضئيلة.
متى نعرف الرئيس القادم؟
يقول البروفيسير "ميطال":
"بعد انتخاب رئيس؛ ليس من الصواب افتراض أن الأمور ستستقر في مصر، وأن الجميع
سيتقبلون قرارات الرئيس كما لو كانت مفهومة، بل العكس صحيح، فأنا أتوقع مزيد من
الخصومة والصراعات المسلحة، لأن مصر تمر بمرحلة ثورية، فليس واضحا تماما إن كانت
ستختفي المظاهرات الكبيرة، حتى ضد الرئيس الذي سيتم انتخابه، فيبدو أن كثيرا من
المياه ستجري في النيل قبل أن نعرف من الرئيس القادم".
محمد عبد الدايم هندام
No comments:
Post a Comment