Tuesday, May 01, 2012

خليهم يتسلوا

 

يضطجع في مأمنه، حوله ما لذ وطاب، يحيط به رجالاته، حرسه، أطباؤه، ممرضيه، أبناؤه في الحرام السياسي، ينتقل بأصابعه من زر لآخر في الريموت كنترول، ليشاهد ذات الضجيج، ذات الجعجعة، ذات السفسطة،كوميديا سوداء ابتكر مشاهدها حينما كان هو المؤلف والمنتج والممثل، والشعب كومبارس.
 يبتسم ابتسامة شماتة حين يرى ويسمع أبناء الثورة يتناحرون ، يتفرقون، يتشاتمون، يتشرذمون، وأبناؤه من الزومبي مازالوا يلتهمون لحم الوطن هانئين مستقرين مطمئنين، يذهل هنيهة من أسراب الجراد النهمة التي تتسابق لتحتل مكانه الذي خلا في الصور، ولم يخلُ في الواقع، فقد حمل معه كرسيه وماله وسلطانه وجبروته وطغيانه، وترك فقط مهرجيه وبطانته السوء، ومعارضيه المؤيدين، يتصارع على خلافته متسابقون كاذبون، منافقون، متأسلمون، متمسكنون، متبجحون، إلا قليلا .
يقهقه عاليا حينما يجد ذئابا قد حبسها فخرجت تلتهم الوطن، وتتناحر ضباع على ما تبقى، يتأكد لحظة بلحظة أن السيناريو الذي ألفه وكتبه بنفسه تحت عنوان "أنا أو الفوضى" وجد من ينتجه ويمثله ويعرضه على مسرح العبث السياسي.
يدخل عليه فجأة أحد الأطباء أو إحدى الممرضات، يغلق عينيه قليلا، يتصنع الإعياء، يخرج من دخل، فيكشر عن أنيابه مجددا، ويقول لنفسه: "خليهم يتسلوا".



No comments:

Post a Comment