Sunday, May 13, 2012

لماذا الثورة مستمرة...في الدقهلية

منشور في موقع نريد، انقر هنا

الأثنين 30 أبريل 2012 - 54 : 3
 
 

 ربما يعتبر البعض أن ما حصل عليه التحالف المكون من شباب غير منتمين إلى أحزاب عتيقة -قدما أو ثقلا سياسيا - قليل أو لا يتناسب مع طموح الثوار ونظرتهم الحالمة إلى هذاالتحالف، غير أنني أعتقد أن تحالف الثورة مستمرة هو الذي منح الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة بريقا ووهجا لامعا، فحين ننظر بتأمل إلى هذا التحالف وما حققه من نتائج إيجابية مقارنة بغيره من الجماعات والأحزاب نتأكد على الفور أن الثورة مستمرة فعلا لا قولا.


تحالف الثورة مستمرة الذي باركه وسانده د. محمد غنيم الغني عن التعريف؛ واجه ظروفا قاسية، وتحديات كبيرة، تمثلت في تدهور شعبية الثورة لدى قطاع من الشعب بفضل السياسة الإعلامية المباركية التي لا تزال فاعلة، إضافة إلى النقص الرهيب في التمويل، مما حد كثيرا من الحملات الدعائية للتحالف، ناهيك عن المنافسة الشرسة من التكتلات السياسية الديناصورية متمثلة في حزب الحرية والعدالة وحزب النور، والكتلة المصرية، وعشرات الأحزاب الأخرى هذا غير حشود الفلول والمستقلين.
تدرجت نتائج تحالف الثورة مستمرة تصاعديا في المراحل الانتخابية، إلى أن وصلت إلى أعلاها في المرحلة الثالثة، وحصل التحالف على نصيب الأسد من الأصوات في محافظة الدقهلية، ففيالدائرة الأولى (المنصورة ومركز المنصورة وطلخا وبلقاس وجمصة ونبروه) جاءت قائمة الثورة مستمرة في المرتبة الثالثة بعد قائمة الحرية والعدالة وقائمة النور، متفوقةعلى الوفد بتاريخه والكتلة بدعايتها والفلول بأحزابهم الجديدة المستنسخة من الحزب الوطني المنحل، وفي الدائرة الثانية (دكرنس ومنية النصر والمنزلة ومنية النصر وميتسلسيل والمطرية والجمالية) حصلت الثورة مستمرة على  المركز الرابع بعد الحرية والعدالة والنور والوفد، أما بقية الدوائر في المحافظة فلم يتحصل فيها تحالف الثورة مستمرة علىنتائج أفضل من الدائرتين السابقتين، ولكن لا يجب إنكار الإنجاز الذي تحقق، والذي كانت له مؤشرات تابعتها أثناء الدعاية في الدائرتين سالفتي الذكر، كوني مقيما في المنصورة (الدائرة الأولى)، غير أنني أعطيت صوتي في الدائرة الثانية (قرية العصافرة التابعة لمدينة المطرية دقهلية) لأنها محل ميلادي الذي آثرت ألا أغيره آملا أن أضع صوتي في مسقط رأسي خلال انتخابات نزيهة وهو ما تحقق الآن بعد الثورة ولله الحمد.
ربما السبب الأول في تحقيق تحالف الثورة مستمرة نتائج إيجابية في الدقهلية على وجه الخصوص هوتدعيم رائد زراعات الكلى د. محمد غنيم "الدقهلاوي" الأصيل الذي فضّل الوقوف بجانب مجموعات من الشباب النضر عن الارتباط بالكتلة المصرية، وكان لوجود د.غنيم مفعول السحر، نظرا لسمعته الطيبة، وقناعة الكثيرين بفكره واحترامهم لتاريخه المهني والنضالي.
ولم يحظتحالف الثورة مستمرة بدعم د. غنيم فحسب، بل وقف بجانبهم أيضا عبد الحكيم عبدالناصر، ابن الزعيم الراحل الآثر للقلوب، يكفي أن أشير إلى زيارته لقريتنا أثناء حملات الدعاية ومشهد أهل القرية وهم يتدافعون حشودا حشودا للترحيب بالرجل والترحم على والده الذي ظهر جليا الآن كم كان زعيما محبوبا من الشعب المصري أكثر من خلفيه السادات والمخلوع، فكان وجود اسم عبد الحكيم عبد الناصر بين المؤيدين لتحالف الثورة مستمرة دافعا قويا للجماهير كي تعطي أصواتها بثقة وأريحية لهؤلاء الشباب.
ما زاد من شعبية التحالف هو مؤتمر الدعم الأخير في مدينة المنصورة والذي حضره د. غنيم والناشط المناضل جورج اسحق بابتسامته التي لا تفارقه، ومخزون الثقافة والفكر د.محمد المخزنجي الذي يتميز بصنف من الكتابات قلما تجد لها مثيلا، ناهيك عن تاريخه السياسي النضالي، إضافة إلى وجود فرقة اسكندريلا الغنائية الثورية.
كل ما سبق لايجب أن يُنسينا أن تحالف الثورة مستمرة لم يكن ليحقق هذه النتائج الجيدة لولا وجود أسماء محترمة ولامعة على قوائمه، معظمهم من الشباب المكافح المثقف المناضل الذيحمل على عاتقه الدفاع عن الثورة المصرية المجيدة دون التكالب على الحصانة والكرسيالبرلماني، فبدت المنافسة بين الثورة مستمرة وبقية القوائم كالصراع بين ظبي رشيق ومجموعة من الوحوش، خاصة وأن شباب التحالف صمموا على خوض المعركة الانتخابية بمثالية شديدة، ونبل أميري في مقابل تعديات وتجاوزات وأموال طائلة تُنفق بلا رقيب.
ربما تندهش أيها القارئ من كلامي وتتعجب لأنني أشيد بنتائج الثورة مستمرة في الدقهلية رغم عدم حصوله إلا على أربعة مقاعد، ولكني أعتبر هذه المقاعد الأربعة لقمة انتُزِعت من فم الأسد، وأظنها إشارة مطمئنة على أن الثورة ...مستمرة.

No comments:

Post a Comment